الجزائر تغلق سفارتها في أوكرانيا "مؤقتا"
قررت السلطات الجزائرية، السبت، إغلاق سفارتها بشكل مؤقت في العاصمة الأوكرانية كييف نتيجة "الظروف الأمنية".
وأصدرت سفارة الجزائر بكييف بياناً حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أعلمت فيه "كافة المواطنين الجزائريين المقيمين بأوكرانيا، أنه نظر للظروف الأمنية التي تشهدها أوكرانيا، تقرر تعليق مصالحها وخدماتها ابتداء من 5 مارس/آذار".
- ثالث واقعة.. أوكرانيا تتراجع عن "تجنيد" الجزائريين
- أول الضحايا العرب في صراع روسيا وأوكرانيا.. تعرف على جنسيته
ودعت كافة الجزائريين المقيمين في أوكرانيا إلى التواصل معها ومع السفارات الجزائرية في بولندا وهنجاريا ورومانيا، ووضعت أرقاماً خاصة وعناوين بريد إلكترونية لتسهيل تواصل الجالية الجزائرية مع البعثات الدبلوماسية للبلاد في الدول المعنية.
عملية إجلاء
والخميس الماضي، أجلت الجزائر 76 طالباَ جزائرياً كانوا يدرسون في الجامعات الأوكرانية، بعد أن تمكنوا من الفرار من الحرب الدائرة إلى رومانيا.
وأشرف وزير الخارجية رمطان لعمامرة على استقبال أفراد الجالية الوطنية بأوكرانيا الذين تم إجلاؤهم عبر رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية انطلاقاً من العاصمة الرومانية بوخارست بـ"أوامر عليا" من رئيس البلاد عبدالمجيد تبون وفق ما أكدته وزارة الخارجية الجزائرية.
وذكر البيان أن الوزير لعمامرة أعرب "عن عميق سعادته لوصول أبناء جاليتنا بعافية وسلامة إلى أرض الوطن، متمنياً لهم عودة ميمونة بين أهلهم وذويهم".
وكانت الجزائر أكدت، الأسبوع الماضي، مقتل رعية جزائرية بمدينة خاركيف إثر قصف روسي على المدينة، وأعربت عن أسفها، فيما تقدم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بتعازيه لعائله الضحية.
وأعلنت "الخارجية الجزائرية" في المقابل بأن مصالحها الدبلوماسية تعمل "جاهدة في إطار السبل المتاحة، لنقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن".
وجددت وزارة الخارجية الجزائرية، في البيان ذاته، نداءها لجاليتها في أوكرانيا لـ"توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بتوجيهات وإرشادات الأمن والسلامة المعمولة بها والبقاء في تواصل دائم مع السفارة بكييف، ومع بعثات الخارجية الدبلوماسية بكل من وارسو وبوخارست للذين عبروا الحدود الأوكرانية باتجاه بولندا ورومانيا".
وأعلنت أيضا حرص السلطات الجزائرية على العمل في هذه الظروف الصعبة، من أجل تنظيم عمليات إجلاء نحو الجزائر.
وكشف الإعلام المحلي الجزائري أن الضحية يسمى "طالبي محمد بن عبد الحفيظ"، والذي ينحدر من محافظة تلمسان الواقعة غرب الجزائر.
خلية أزمة
في الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الجزائرية ما انفردت به "العين الإخبارية" الأسبوع الماضي عن تشكيلها خلية أزمة لمتابعة أوضاع جاليتها في أوكرانيا على إثر الحرب الدائرة مع روسيا.
وكشفت عن زيارة تفقدية لوزير الخارجية رمطان لعمامرة لخلية الأزمة على مستوى الوزارة، وشدد "على ضرورة تكثيف الجهود من أجل متابعة وضعية الجالية الجزائرية في أوكرانيا والبلدان المجاورة، من خلال التواصل المستمر مع المصالح الدبلوماسية في كل من كييف، وارسو، بوخارست وبودابست بغية تنسيق الجهود وضمان التكفل الأمثل بأفراد الجالية إلى غاية إجلائهم إلى أرض الوطن".
كما عقد اجتماعاً تنسيقياً، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، مع سفراء الجزائر لدى أوكرانيا، بولندا، رومانيا والمجر، و"أسدى توجيهات بأهمية بذل أقصى الجهود وتوفير الإمكانيات الضرورية لضمان سلامة أعضاء الجالية الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبالهم عند مراكز العبور في انتظار تنظيم رحلات الإجلاء".
تجنيد مرفوض
والجمعة، سحبت، السفارة الأوكرانية بالجزائر منشورا دعت فيه لتجنيد الجزائريين ضد الغزو الروسي "ساعات فقط بعد نشره".
وكشفت وسائل الإعلام الجزائرية المحلية، أن وزارة الخارجية الجزائرية "أمرت" سفارة أوكرانيا بسحب المنشور "فورا"، واعتبرته "انتهاكاً واضحاً لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول".
ونشرت سفارة أوكرانيا في الجزائر منشورا عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" رصدته "العين الإخبارية" دعت فيه الجزائريين إلى "التجنيد والدفاع عن أوكرانيا في حربها ضد روسيا".
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام المحلية في الجزائر لم تشر إلى مصادرها في موقف الخارجية الجزائرية، في وقت لم يصدر أي بيان لحد الآن من السلطات الجزائرية عن "حادثة التجنيد" التي أطلقتها السفارة الأوكرانية.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز