رواندا وأفريقيا الوسطى.. تقارب بين درع الأمن وسهام الاستفتاء
رغم أن رواندا شكلت ما يشبه الدرع الأمني بالنسبة لأفريقيا الوسطى المضطربة، فإن بوادر تقاربها مع بانغي يرفع منسوب الجدل لأقصاه.
جدل يتغذى من عامل الزمن في وقت بدأ فيه العد العكسي لاستفتاء دستوري سبق أن أعلنه رئيس أفريقيا الوسطى فوستن تواديرا لتعديل مادة تحد الولايات الرئاسية باثنتين.
وعلى أشواك المد والجزر، باتت الزيارات المتواترة من هذا الجانب وذاك تثير الكثير من الاستفهامات خصوصا في أفريقيا الوسطى، هناك حيث تشن المعارضة حربا على الرئيس متهمة إياه بالسعي لتعديل الدستور من أجل تمديد ولايته.
زيارات ونقاشات
لم تكن الزيارة التي أجراها تواديرا، الخميس، إلى كيغالي مفاجئة، فرئيس أفريقيا الوسطى معتاد على إجراء محادثات مع نظيره الرواندي، لكن اللافت هو أنه في نفس التوقيت، بدأ الجنرال جيمس كاباريبي، أحد أقرب مستشاري كاغامي، زيارة إلى بانغي استمرت لـ3 أيام.
ومع أن زيارة كاباريبي اتخذت بديهة طابعا عسكريا، حيث التقى القوات الرواندية المنتشرة في أفريقيا الوسطى، إلا أن تزامنها مع زيارة الرئيس أجج شكوك المعارضة حيال احتمال ارتباط الأمر بالاستفتاء.
وتعد رواندا الشريك الأمني الأضمن لأفريقيا الوسطى التي تشهد منذ عقد أزمة أمنية، إلا أن هذا القرب المفتوح يمثل تحديًا بينما تتجه البلاد نحو استفتاء دستوري.
كما أن اختيار كاغامي مستشاره للدفاع والأمن، الجنرال جيمس كاباريبي، الرجل المقرب تاريخيا منه، ليكون مبعوثه إلى أفريقيا الوسطى، يختزل إشارة قوية على اهتمام رواندا بهذا البلد، خصوصا أن زيارته تتزامن مع رحلة ذهاب وإياب سريعة أجراها تواديرا لنظيره في كيغالي.
وبحسب رئاسة أفريقيا الوسطى، اتفق الرئيسان خلال مباحثاتهما على "تعزيز التعاون الثنائي"، فيما تحدثت كيغالي عن "مناقشات حول التعاون المستمر ، بما في ذلك الاستجابة للتحديات الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى".
جدل
حاليا، تنشر رواندا 2100 جندي في أفريقيا الوسطى تحت مظلة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار بهذا البلد، والتي تعرف اختصارا بـ"مينوسكا".
فيما تنشر 1200 جندي بموجب اتفاقية ثنائية لدعم وتدريب القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى، الوثيقة التي لا تُعرف تفاصيلها، ما يغذي منذ فترة طويلة شكوك المعارضة.
وداخل المجتمع المدني، تعترف الكثير من منظمات أفريقيا الوسطى بأن حرفية الروانديين ساهم في تحسين الوضع الأمني، لكنها ترى في الآن نفسه أن الناس فوجئوا بهذا التقارب الذي ظهر قبل أسابيع قليلة من إجراء استفتاء دستوري مثير للجدل.
وفي تصريح لإعلام فرنسي، قال مصدر من المجتمع المدني إن "النظام يبحث عن درع وداعم"، فيما اتهم آخر الرئيس تواديرا بـ"بيع" البلاد لبول كاغامي.
اتهامات رد عليها رئيس أفريقيا الوسطى بشكل ضمني، خلال لقائه، أمس الجمعة، بأعضاء السلك الدبلوماسي، حيث تطرق إلى الاستفتاء على الدستور المقرر إجراؤه نهاية يوليو/ تموز المقبل.
وأكد أنه سيتم تمويل الاقتراع من الميزانية الوطنية، مشيرا في الآن نفسه إلى أن تأمين الحدث "سيتم دعمه من قبل الحلفاء الروس والروانديين".
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز