"أمر لا يصدق".. مهمة تعود بتركيبة كيميائية من عصر ما قبل تشكل الشمس
بعد رحلة ست سنوات، عادت المركبة "هايابوسا 2"، إلى الغلاف الجوي للأرض في أواخر عام 2020 وهبطت في عمق المناطق النائية الأسترالية.
وعندما فتح باحثون من وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا" المركبة الفضائية، وجدوا حمولتها الثمينة التي كانت المركبة تسعى للحصول عليها من الكويكب "ريوغو"، وهي عينة من الكويكب لا تقدر بثمن.
وأعلن العلماء في 9 يونيو/حزيران بدورية "ساينس"، النتائج الأولى من تحليل هذه العينة غير العادية، وما وجدوه يشير إلى أن هذا الكويكب هو قطعة من نفس الأشياء التي اندمجت في شمسنا قبل أربعة مليارات ونصف المليار سنة.
ويقول عالم الكيمياء الجيولوجية نيكولاس دوفاس بجامعة شيكاغو والذي عمل مع فريق دولي من العلماء بقيادة اليابان على تحليل العينة "الحصول على عينات نقية من الفضاء الخارجي أمر لا يصدق.. إنهم شهود على أجزاء من النظام الشمسي لم نستكشفها بطريقة أخرى".
وفي عام 2018، هبطت "هايابوسا 2 " فوق كويكب متحرك يُدعى "ريوغو"، وجمعت جزيئات من فوق وتحت سطحه، وبعد قضاء عام ونصف في الدوران حول الكويكب، عادت إلى الأرض بكبسولة مختومة تحتوي على حوالي خمسة جرامات من الغبار والصخور.
كان العلماء في جميع أنحاء العالم ينتظرون بفارغ الصبر العينة الفريدة، وهي عينة يمكن أن تساعد في إعادة تعريف فهمنا لكيفية تطور الكواكب وكيف تشكل نظامنا الشمسي، وكان العلماء متحمسون بشكل خاص لأن هذه الجسيمات لم تكن لتصل إلى الأرض بدون الحاجز الوقائي للمركبة الفضائية.
ويقول أندرو إم ديفيز ، عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة كاليفورنيا، وهو عضو آخر في فريق التحليل: "عادةً ما يكون كل ما نصل إليه لدراسة الكويكبات هو القطع الكبيرة بما يكفي لتسقط على الأرض مثل النيازك، ولم يكن لدينا حقًا عينة مثل هذه من قبل.. إنها مذهلة".
وتشبه العينة فئة النيازك المعروفة باسم "الكوندريت الكربوني من نوع إيفونا"، و تحتوي على تركيبة كيميائية مشابهة لما نقيسه من الشمس، ويعتقد أنها تعود إلى بدايات النظام الشمسي منذ حوالي أربعة مليارات ونصف المليار سنة - قبل تشكل الشمس والقمر والأرض.
وفي ذلك الوقت، كل ما كان موجودًا كان عبارة عن سحابة ضخمة من الغاز، ويعتقد العلماء أن معظم هذا الغاز تم سحبه إلى المركز وشكل النجم الذي نعرفه باسم الشمس، ومع اتساع بقايا هذا الغاز إلى قرص وتبريده، تحول إلى صخور لا تزال تطفو حول النظام الشمسي حتى يومنا هذا، ويبدو أن "ريوغو"، قد يكون واحدًا منهم.
ويقول العلماء إن العينة تظهر عليها علامات على نقعها في الماء في وقت ما، ويقول دوفاس: "يجب على المرء أن يتخيل كتلة من الجليد والغبار تطفو في الفضاء، والتي تحولت إلى كرة طينية عملاقة عندما ذاب الجليد بواسطة الطاقة النووية من تحلل العناصر المشعة التي كانت موجودة في الكويكب عندما تشكل، ولكن من المدهش أن الصخرة نفسها تبدو اليوم جافة نسبيًا".
وباستخدام التأريخ بالنظائر المشعة، قدروا أن ريوغو قد تغير عن طريق دوران المياه بعد حوالي خمسة ملايين سنة فقط من تشكل النظام الشمسي، وهذه النتائج مثيرة للاهتمام بشكل خاص للباحثين لأنها تلمح إلى ظروف تكوين متشابهة بين المذنبات وبعض الكويكبات مثل ريوغو.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز