الحريري.. قائد حكومة لبنان وسط عواصف سياسية
سعد الحريري يعود لشغل منصب رئيس الوزراء من جديد، بعد تكليفه من الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، بتشكيل الحكومة الجديدة.
يعود السياسي ورجل الأعمال اللبناني سعد الحريري، لشغل منصب رئيس الوزراء من جديد، بعد تكليفه من الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، بتشكيل الحكومة الجديدة.
ووفقاً لميثاق تقاسم السلطة في لبنان، يصبح منصب رئيس الوزراء من نصيب السنة.
ويواجه الحريري، زعيم كتلة المستقبل النيابية، في تشكيل الحكومة الحالية صعاباً تشبه ظروف تشكيل حكومة 2009، بدأت منذ التصويت على رئاسته للحكومة؛ حيث لم يصوت نواب حزب الله على اختياره كرئيس للحكومة الجديدة، بينما تشير مصادر سياسية لبنانية إلى أن حزب الله يسعى للمشاركة في الحكومة.
وأكدت المصادر ذاتها أن تسمية أسماء بعض الوزرات تشكل عقبة أمام الحريري، مثل وزارة الطاقة؛ نظراً إلى أن موارد البلد من النفط والغاز غير مستغلة بسبب الخلافات السياسية في لبنان.
أقرأ أيضاً:
- هل يسهم تحالف عون والحريري في حماية اتفاق "الطائف" واستقرار لبنان؟
- دعم الحريري لـ"عون".. خطوة ذكية أم نهاية لتيار المستقبل؟
وشغل زعيم تيار المستقبل سعد الحريري البالغ من العمر 46 عاماً، منصب رئيس الوزراء اللبناني في الفترة من 2009-2011، وهو الآن عضو بالبرلمان اللبناني في دورته الحالية بعد انتخابه في عام 2009 نائباً للبرلمان عن دائرة بيروت الثالثة، وحقق في الانتخابات الأخيرة نتائج متقدمة بالتحالفات مع تحالف 14 آذار الذي حصل على الأغلبية الأكثرية في هذه الدورة.
ويعد عام 2005 نقطة تحول في حياة الحريري الابن؛ حيث اغتيل والده رفيق الحريري رئيس الوزراء وقتها في العام نفسه، ليدخل بعدها الحريري في العمل السياسي بالتحالفات والترشح للانتخابات البرلمانية.
كون الحريري مع الزعماء السياسيين "وليد جنبلاط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وسمير جعجع الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية وقتها، تحالف عرف باسم "تحالف 14 آذار"، وحقق هذا التحالف بقيادة الحريري نتائج متقدمة لنجاحه في إخراج جنود الجيش السوري من بعض المناطق بلبنان، ليدخل بعدها في العمل النيابي بترشحه للانتخابات البرلمانية لعام 2005 عن دائرة بيروت الأولي، وهي الدائرة نفسها التي اعتاد والده رفيق الحريري الترشح عنها.
وفي عام 2009 كلفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتكوين الحكومة الجديدة، وبعد تقديمه التصور النهائي عن تشكيل الحكومة، أبدت المعارضة اللبنانية وقتها الرفض التام لهذا التشكيل، ما أدي لاتخاذ الحريري قرار الانسحاب من تكوين الحكومة والاعتذار للرئيس عن مهمة رئاسة الوزراء بعد شهرين من إسناد المهمة له.
وبعد أسبوع من قرار الحريري، عاد سليمان ليكلفه بالمهمة نفسها، بعد موافقة أكثرية النواب البرلمانيين على تعيين الحريري لمنصب رئاسة الحكومة، وبعد مشاورات عديدة بين الأحزاب والتحالفات البرلمانية، خرجت حكومة الحريري إلى النور في تشكيلها النهائي في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
لم تكن هذه المشاورات هي المرحلة الأصعب في تشكيل الحكومة اللبنانية؛ حيث واجه الحريري العديد من التحديات والصعوبات، خاصة أنها الحكومة التي تولت مهمة فتح قضية اغتيال رفيق الحريري، ومنها استقالات الوزراء؛ حيث أبدى وزراء أحزاب على رأسها حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر اعتراضهم على مسار التحقيقات في قضية اغتيال الحريري، مطالبين بتقديم الشهود الأساسيين في القضية إلى المجلس العدلي بتهمة الشهادة الزور.
ولم يتفق جميع الوزراء على عقد جلسة لمناقشة الملابسات الجديدة، ليتقدم عدد كبير من وزراء حزب الله وتحالف الإصلاح والتغيير استقالتهم من الحكومة عام 2011، ومع تفاقم الأزمة، فقدت حكومة الحريري النصاب الدستوري لها لتقدم 11 وزير بالاستقالة بشكل رسمي من التشكيل.
ولد الحريري بالمملكة العربية السعودية عام 1970، وحصل على شهادة في إدارة الإعمال من جامعة جورج تاون بواشنطن، وحصل على الجنسية السعودية عام 1978، وشغل رجل الأعمال اللبناني مناصب عديدة؛ حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة " سعودي أوجيه" في الفترة من 1994-1998، وهي الشركة نفسها التي يرأس إدارتها العامة في الوقت الحالي، وعمل في إدارة العديد من المؤسسات والبنوك الاستثمارية السعودية، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة تلفزيون المستقبل.
واختير الحريري ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرت بنحو 2.3 مليار دولار وفقاً لتصنيف مجلة "فوربس" لعام 2007.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز