"أم 23".. أشهر "جماعات النحر" تحرق الحدود الرواندية الكونغولية
وسعت حركة أم 23 المسلحة خريطة الصراعات الأفريقية-الأفريقية، لكن هذه المرة على حدود الجارتين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
رواندا بدورها اتهمت قوات مسلحة من جمهورية الكونغو الديمقراطية بإطلاق صاروخين على أراضي الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، مما أثار التوترات بين الجارتين.
والصاروخان يبلغ قطر كل منهما 122 ملم، وسقطا بالقرب من الحدود في منطقة موسانزي الرواندية، وفقا لبيان قوات الدفاع الرواندية على تويتر.
ورغم عدم وقوع إصابات إلا أن الحادث أعاد للأذهان الخلافات الكونغولية الرواندية بسبب حركة "أم 23" المتمردة.
وشنت القوات الكونغولية هجوما على منطقة موسانزي ذاتها في مارس/آذار الماضي ومنطقة بوريرا في مايو/أيار الماضي.
وأسفرت تلك الهجمات السابقة عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات في رواندا، لكن الكونغو ردت باتهام مضاد بأن جارتها تدعم حركة "أم 23" المتمردة في شرق البلاد.
وتنفي رواندا دعمها للمتمردين الذين يهاجمون بشكل نشط المدنيين والجيش بالقرب من الحدود بين الدولتين، وفر الآلاف من الكونغو من العنف الدائر في البلاد.
وعانى شرق الكونغو الغني بالمعادن من الصراعات منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما تخطت حرب أهلية وإبادة جماعية في رواندا المجاورة الحدود، وبالتالي طالت أكثر من ست دول أفريقية.
ورغم إبرام اتفاق سلام في 2003، ما زال هناك 120 جماعة مسلحة على الأقل نشطة في المنطقة، التي يبلغ تعداد سكانها نحو عشرين مليون نسمة، بحسب الأمم المتحدة.
ويشمل العنف في شرق الكونغو صراعات مختلفة بشأن السيطرة على الأرض والموارد وحماية المجتمعات المحلية وحركات التمرد المرتبطة بالدول المجاورة.
ما هي "أم 23"؟
في أواخر عام 2021 شهدت الكونغو موجة تصعيد للقتال بين حركة 23 مارس ومن هنا تعرف اختصارا بـ"أم 23"، وهي جماعة متمردة من أصول أوغندية.
وتشتهر تلك الجماعة بعمليات "الذبح للمدنيين" التي تنفذها بين حين وآخر رغم العمليات المشتركة بين قوات أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومع ذلك، كانت الاشتباكات في مارس/آذار الماضي هي الأخطر منذ 10 سنوات بين الجيش الكونغولي وحركة 23 مارس منذ ظهورها على الساحة الأفريقية في عام 2012.
من المحتمل أن يكون تصاعد أنشطة الجماعة الإرهابية منذ أواخر عام 2021 جاء كرد فعل على محاولات كينشاسا القضاء على موجة التوتر وانعدام الأمن في شرق الكونغو.
في المقابل، تشعر "إم 23" بالتهديد بينما تسعى في نفس الوقت إلى تعزيز موقفها في حالة إجراء أي مفاوضات للسلام، وفقا لموقع theconversation.
ويتخذ رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي من الأمن قضية أساسية له في منطقة الشرق، فجرب استراتيجيات مختلفة لتحقيق ذلك.
وتشمل هذه الاستراتيجيات مفاوضات مع الجماعات المسلحة، وبرنامج التسريح ونزع السلاح، وإعلان حالة الحصار في مقاطعتي كيفو الشمالية وإيتوري.
ولكن نادرا ما نجح هذا المزيج من التكتيكات بشكل جيد في الماضي، لذلك من غير المحتمل أن تؤدي الموجة الحالية من المبادرات إلى إنهاء وجود حركة 23 مارس وغيرها من حركات التمرد إلى الأبد.
صعود مخيف
تشكلت حركة إم 23 في أبريل/نيسان 2012، وكانت دائما ما تشارك في صراعات مختلفة من أجل السيطرة على الأراضي والأشخاص والموارد.
وترتبط هذه النضالات بالمخاوف الأمنية لمختلف الشبكات العسكرية السياسية والعسكرية العابرة للحدود، والتي تضم جهات فاعلة حكومية وغير حكومية.
وسرعان ما انطلقت الحركة إلى الشهرة الدولية عندما احتلت مدينة غوما، عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية، لمدة 10 أيام في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
جاء ذلك بعد ثمانية أشهر من القتال العنيف في منطقة روتشورو بمقاطعة كيفو الشمالية.
كانت هذه الأحداث بمثابة إحراج كبير للمجتمع الدولي الذي استثمر مليارات الدولارات في السلام وبناء الدولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة من خلال بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
لكن المتمردين انسحبوا بعد ضغوط دولية قوية، وإن استمروا في السيطرة على المواقع الاستراتيجية الرئيسية، مثل مركز بوناجانا الحدودي مع أوغندا، وهو ما وفر لهم دخلا كبيرا من الضرائب.
في نهاية المطاف، أصبحت قدرة المجموعة على تحدي الحكومة الكونغولية والأمم المتحدة واضحا، وفي عام 2013 تم تكليف عنصر جديد في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتفكيك الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كان يطلق عليه لواء قوة التدخل (FIB) والذي يتألف من جيوش إقليمية، والذي جعل من حركة إم 23 هدفه الأول والأساسي.
وأدت التوترات الداخلية أيضًا إلى حدوث انقسام داخل الحركة مما أدى إلى إضعاف المجموعة في المنفى في أوغندا ورواندا.
وبعد هزيمتها، وقعت حركة 23 مارس اتفاق سلام مع الحكومة في ديسمبر/كانون الأول 2013 وافقت فيه على تسريح مقاتليها وتحويل نفسها إلى حزب سياسي.
ومع ذلك، عادت أعداد من المجموعة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بالفعل في أواخر عام 2016 كنتيجة متوقعة، حيث فشلت اتفاقيات السلام في معالجة القضايا الكامنة وراء النزاعات.
أما الاتهام الكونغولي الدائم لرواندا فيعود إلى أن قادة التوتسي من شمال كيفو أقاموا علاقات وثيقة مع الجيش الرواندي.
وفي أوائل التسعينيات انضم العديد من المتمردين الكونغوليين إلى الجبهة الوطنية الرواندية في نضالها للإطاحة بنظام الهوتو المتطرف في رواندا، الذي نفذ الإبادة الجماعية في البلاد.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز