أيام سعيد صالح الأخيرة.. هل أفسد ألزهايمر حياة «صانع البهجة»؟
كان بوسع الممثل المصري الكبير سعيد صالح أن يجلس على القمة وتحصد أعماله إيرادات خيالية، لولا العديد من الأخطاء التي أثرت بشكل سلبي على مسيرته الفنية، وأربكت حساباته.
حقق سعيد صالح المولود في 31 يوليو/ تموز عام 1940 نجاحا كبيرا على شاشة التلفزيون، وخشبة المسرح، وصنع مع صديق عمره الزعيم عادل إمام ثنائية فنية فريدة، إذ تعاونا سويا في مجموعة مهمة من الأفلام والمسرحيات كان أبرزها "مدرسة المشاغبين" التي حققت نجاحا لافتا وقت عرضها، ومن أهم الأفلام التي جمعتهما سويا "سلام يا صاحبي، المشبوه، على باب الوزير، زهايمر".
تنوعت أعمال سعيد صالح، ومنحه النقاد لقب "صانع البهجة" وعبر رحلة فنية امتدت 50 عاما، قدم ما يقرب من 300 عمل فني، وبشهاده الكثير من أبناء جيله كان بإمكانة أن يحقق نفس إنجازات صديقه عادل إمام لولا التساهل في بعض القرارات والاستغراق في أفلام المقاولات التي سحبت من رصيده لدى الجمهور الذي تزاحم من أجله كثيرا أمام شباك التذاكر.
عرف سعيد صالح مرارة الحبس مرتين، الأولى عندما صدر حكم بحبسه 6 شهور، بسبب خروجه عن النص في مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" وقيل وقتها إنه تعمد السخرية من رؤساء مصر.
وفي عام 1991 تعرض للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، وتم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة، وفي عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بنفس التهمة وصدر الحكم بحبسه لمدة عام.
تركت تجربة السجن مرارة في حلق سعيد صالح، وأفقدته الشغف بالفن، وكانت النتيجة أن تراجعت جماهيريته، وتحول إلى سنيد لعدد من جيل الوسط بمصر مثل محمد هنيدي الذي استعان به في فيلم "بلية ودماغه العالية" إنتاج عام 2000.
في 1 أغسطس/ آب 2014 رحل سعيد صالح، الأمر الغريب أن آخر أفلامه "زهايمر" قدم جزءا من حياته في الواقع، ووفقا لتصريحات ابنته الوحيدة "هند" أصيب "صانع البهجة" بألزهايمر في أيامه الأخيرة، وتوغل السرطان في جسده.
وعجز الأطباء عن وقف تدهور حالته بشكل سريع، وفي آخر مكالمة نسى اسمها وكان يردد "أنت حبيبتي.. وزوجة ابني".