سعيد صالح.. قصة حبس «الخارج عن النص» (بروفايل)
تحل، اليوم الأربعاء، 31 يوليو/تموز، ذكرى ميلاد الفنان الراحل سعيد صالح، أحد كبار نجوم الكوميديا في العالم العربي.
عرف سعيد صالح بموهبته الاستثنائية وروحه المرحة، والتي توافرت فيها كل علامات النجاح، لكن طريقه لم يكن خالياً من العثرات والتحديات.
ولد سعيد صالح عام 1940 وسط أسرة متوسطة الحال، كان والده يعمل موظفاً بسيطاً في شركة الغاز، ورغم الظروف الصعبة، حرص والده على تعليمه.
اجتهد سعيد في دراسته وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في عام 1960، وكان بإمكانه أن يسلك طريق الوظائف الحكومية، لكنه اختار إطلاق العنان لروحه الفنية وقرر أن يشق طريقه في عالم الفن.
البداية من المسرح
بدأت مسيرته الفنية عندما طرق أبواب المسارح، وابتسم له الحظ عندما وجد فرصة في مسرح التلفزيون.
كانت مسرحية "كفر أبومجاهد" التي عُرضت عام 1963 أولى خطواته نحو الشهرة، حيث لفت الأنظار بأدائه السلس وخفة ظله، مما دفع منتجي التلفزيون للرهان عليه وترشيحه للعمل في مسلسل "هارب من الأيام" الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه.
مع مرور الأيام، لمع اسم سعيد صالح وانهالت عليه العروض للعمل في السينما، شكّل مع الزعيم عادل إمام ثنائياً فنياً من العيار الثقيل، وقدما معاً أفلاماً تعتبر علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية مثل "المشبوه"، "على باب الوزير"، "سلام يا صاحبي"، و"زهايمر"، كما اجتمعا معاً على خشبة المسرح في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي حققت نجاحاً كبيراً ولا يزال صداها يملأ الدنيا حتى الآن.
الخروج عن النص
عرف عن سعيد صالح عدم التزامه بالنص على خشبة المسرح، مما دفع النقاد لمنحه لقب "بطل الخروج عن النص".
كانت هذه العادة سبباً في وقوعه بالعديد من الأزمات، منها حبسه بسبب خروجه عن النص في مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" التي أطلق خلالها جملة تحمل إسقاطاً سياسياً.
رغم هذه الأزمات، ظل سعيد صالح محبوباً من الجمهور الذي كان يسأله دوماً عن سبب عدم تحقيقه لنفس مجد وشهرة صديقه عادل إمام، وهو السؤال الذي كان يطارده ويشعره بالعجز.
300 عمل فني
على مدار مسيرته الفنية التي تجاوزت 50 عاماً، قدم سعيد صالح ما يزيد على 300 عمل فني، تنوعت ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والإذاعية.
كانت حياته لوحة مختلطة من البهجة والحزن، فقد عرف طعم الحبس وتلقى كلمات لوم كثيرة من الجمهور، في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي عمرو الليثي، تحدث سعيد صالح عن تجربته في السجن قائلاً: "لست نادماً على هذه التجربة، دخلت السجن مرتين، وسعيد بالتجربة، لأنني تعرفت على ناس حلوة، كانت كل مشكلتهم إنهم داخل السجن، ولا أبالغ إذا قلت إنني عشت أجمل أيام عمري في السجن".
تم حبس سعيد صالح بسبب خروجه عن النص في مسرحية "لعبة اسمها الفلوس" وقيل وقتها إنه تعمد السخرية من رؤساء مصر، مما أدى إلى صدور حكم بحبسه لمدة 6 شهور.
وفي عام 1991 تعرض للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، وتم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة، ولكن في عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بنفس التهمة وصدر الحكم بحبسه لمدة عام.
رغم الصعوبات والتحديات، ظل سعيد صالح يحتفظ بروحه المرحة وموهبته الفريدة حتى رحيله عن عالمنا في 1 أغسطس/آب 2014، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 76 عاماً.
كان تاريخ وفاته يصادف اليوم التالي لميلاده، حيث ولد في 31 يوليو/ تموز، وتوفي في 1 أغسطس/ آب، وكأن حياته لم تكن أكثر من يوم، لكنه كان يومًا مليئا بالكفاح والكوميديا والمآسي أيضا.
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA=
جزيرة ام اند امز