حوار مشروط وانتخابات بلا قوائم.. ضربة قاضية لإخوان تونس
ترتيبات يبدأها الرئيس التونسي لعقد حوار وطني يستثني الإخوان، معلنا أن التصويت بالانتخابات المقبلة سيكون على الأفراد وليس القوائم.
صورة استشرافية يرسمها قيس سعيد ضمن مسار تصحيحي بدأه منذ أشهر بتجميد عمل البرلمان الذي يهيمن الإخوان على تركيبته قبل حله مؤخرا، وفيها يسدد الضربة القاضية للتنظيم الإرهابي الباحث عن العودة للسلطة بأي ثمن، رغم اللفظ الشعبي.
وخلال زيارة أجراها سعيد، الأربعاء، إلى ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، بمناسبة الذكرى الـ22 لرحيله، قال إن الحوار قد انطلق ولن يشارك فيه "اللصوص والانقلابيون"، في إشارة إلى زعيم الإخوان راشد الغنوشي الذي تمرد على قوانين البلاد ونظّم جلسة افتراضية في البرلمان المنحل.
وأضاف أن الحوار سيجري بناء على نتائج الاستشارة الوطنية (استطلاع رأي شعبي) إلكترونيا التي أُعلن عن نتائجها الأولية قبل أيام وأشارت إلى أغلبية مؤيدة للنظام الرئاسي.
ولفت سعيد إلى أنه بناء على هذه الاستشارة "سيتم وضع مشروع لتعديل الدستور أو حتى صياغة دستور جديد"، مضيفا: "لا ننسى الاستفتاء الذي سيتم تنظيمه يوم 25 جويلية (يوليو/ تموز المقبل) والكلمة النهائية ستعود للشعب".
ومضى يقول: "اللصوص لابد من محاسبتهم وتطهير البلاد من هؤلاء الذين عبثوا بمقدراتها وسالت الدماء، وليتذكروا كيف سالت دماء الشهداء من الأمنيين والعسكريين ومن الأبرياء المدنيين.. ولا مجال للإرهاب وسنتصدى بكل قوة لكل من يحاول ضرب السيادة التونسية أو المس من استقلالها".
والأربعاء الماضي، نظم إخوان تونس جلسة برلمانية افتراضية أعلنوا خلالها إلغاء الإجراءات الرئاسية الاستثنائية المتخذة في 25 يوليو/ تموز الماضي، وعودة البرلمان، ليرد قيس سعيد بإعلان قرار حل المؤسسة التشريعية.
والإثنين، التقى الرئيس التونسي، كلا من فاروق بوعسكر نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ورئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان جمال مسلم، ورئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية.
كما التقى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وتم التطرق إلى الحوار الوطني الذي سيتم تنظيمه وعن بنوده.
أفراد وليس قوائم
بالمناسبة نفسها، قال سعيّد إن التصويت في الانتخابات البرلمانية المتوقعة في ديسمبر/ كانون الأول القادم سيجري على مرحلتين، وسيكون على الأفراد وليس على القوائم كما كان الحال في جميع الانتخابات السابقة.
وأكد سعيد أن الهيئة المستقلة للانتخابات هي التي ستشرف على الانتخابات ولكن ليس بالتركيبة الحالية.
وفي إشارة إلى الحزب الدستوري الحر ورئيسته عبير موسي، قال إن "البعض يريد أن يستمد مشروعيته من رفات" بورقيبة.
واعتبر أن إحياء ذكرى وفاة الزعيم هي مناسبة "للتذكير بتاريخه وتقديرا لما قدّمه لتونس بعيدا عن أي توظيف سياسي كما يحاول الكثيرون أن يفعلوا ذلك".
وتابع: "نحن لا ننسى تاريخنا ومن قدموا أنفسهم فداء للوطن وسنعمل بحول الله تعالى على أن نُكمل مسيرة الشعب نحو الحرية التامة بعيدا عن أي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسبق أن استدعت الخارجية التونسية السفير التركي بتونس وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها أردوغان حول الوضع في تونس.
كما تم الاتصال هاتفيا مع وزير الخارجية التركي وإبلاغه رفض تونس تصريح أردوغان واعتباره "تدخلا في الشأن الداخلي".
وفي تصريحاته، قال أردوغان إن "حل البرلمان المنتخب في تونس يشكل ضربة لإرادة الشعب التونسي"، معربا عن أسفه للخطوة.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg
جزيرة ام اند امز