حكماء الشرق والغرب .. 5 جولات حوار في مواجهة التطرف والإرهاب
الجولة الخامسة لحوار حكماء الشرق والغرب تنطلق بالقاهرة في إطار الحوار لمواجهة الإرهاب والتطرف
انطلقت بالعاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، فعاليات الجولة الخامسة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والتي تنعقد بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي.
وتنعقد هذه الجولة من الحوار بين مجلس حكماء المسلمين ومجلس الكنائس العالمي، تحت عنوان "دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك"، وذلك بحضور أعضاء مجلس حكماء المسلمين، وأعضاء مجلس الكنائس العالمي والأمين العام لمجلس الكنائس القس الدكتور أولاف فيكس.
وجاءت فكرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب نتيجة الصراعات والحروب التي يعيشها العالم الأمر الذي دفع الحكماء للتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، وليردوا المفاهيم إلى صحيحها، ويستبدلون عهودا من التنازع والفرقة والخصام، بعهد من الحوار والتعايش والسلام.
أمسك مجلس حكماء المسلمين بزمام المبادرة، وطرح رئيسه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب فكرة الحوار من الشرق، فاستقبلها حكماء الغرب بالترحاب، وكان حوار حكماء الشرق والغرب عبر 5 جولات، بين مجلس حكماء المسلمين ومجلس الكنائس العالمي، بدأت منذ عام 2015، وجابت مدن العالم بين فلورنسا وباريس وجنيف وأبو ظبي، وأخيرا القاهرة.
جولات متصلة من الحوار الفكري بين حكماء الشرق وما يحملونه من إرثٍ حضاري عريق، وبين حكماء الغرب وما يتمتَّعون به من تقدُّم حضاري، لكسر حواجز مصطنعة أُقِيمت عبر آماد طويلة، وغذيت من هذا الطرف أو ذاك بكلِّ ما يزيد الهوَّة، وتفعيلا لرؤية مجلس حكماء المسلمين القائمة على إقرار السلم في العالم عبر التعارف والتآلف والتعايش، ودعما للحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا ذات الإشكالية أو المختلف عليها أو حولها.
الجولة الأولى
5 جولات من الحوار المطول العاصف بالأفكار والرؤى والأطروحات، بدأت في الثامن من يونيو/حزيران عام 2015، بمدينة فلورنسا التاريخية الشاهدة على حقبة من حضارة الغرب بإيطاليا، معلنا انطلاق الحوار العالمي، وبداية التعاون ومد جسور التعايش، بمشاركة نخبة المفكرين ورجال الدين وعلماء الاجتماع من العالم العربي والإسلامي ومن إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها.
وكانت محاور الجولة الأولى من الحوار:"الشرق والغرب.. السبيل إلى التفاهمِ"، و"العيش المشترك في ظل العولمة"، و"رسالة الشّرق والغرب إلى العالَمِ المُعاصر".
وخلال هذه الجولة، دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى ضرورة أن يبحث حكماء الغرب وحكماء الشرق عن مخرج من الأزمة العالمية المتمثلة بالإرهاب، وحذر من أن الإرهاب أزمة تتدحرج مثلَ كرة الثلج إن تركت سوف تدفع البشرية كلَّها ثمنها، وأن الإرهاب سيخلف خرابًا ودمارًا وتخَلُّفًا وسَفْكًا للدِّماء؛ بأكثر مما دفعه العالم في الحربين العالميتين، وألا بديل عن حوار متصل بين حكماء الشرق والغرب، يقوم على تواصل الثقافات ويقف في وجه التطرف.
بعد انتهاء الجولة الأولى تم الاتفاق على عقد جولة ثانية وحددت لها مدينة باريس الفرنسية في مايو/أيار 2016، وقال أمين عام مجلس حكماء المسلمين الدكتور علي النعيمي، إن اختيار العاصمة الفرنسية لانعقاد الملتقى في دورته الثانية لم يكن اعتباطا، بل جاء لمواساتها والتضامن معها إثر الاعتداءين الغاشمين اللذين تعرضت لهما، مؤكدا أن هذه الأعمال الإجرامية التي ارتكبت باسم الدين تخالف كل تعاليم الأديان السماوية وقيم الإنسانية.
الجولة الثانية
شهدت باريس، عاصمة النور الفرنسية التى ضربها الإرهاب، الجولة الثانية من حوار حكماء الشرق والغرب تحت شعار"نحو حوار حضاري"، التقى خلالها الدكتور أحمد الطيب مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقام خلالها بزيارة الموقع التذكاري الذي شهد هجمات باريس الإرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ومن ذلك المكان، وجه رئيس مجلس حكماء المسلمين رسالة للشعب الفرنسي والغرب، أعلن فيها باسم الإسلام أن دماء البشر جميعًا معصومة ومحرمة، وأن العلاقة بين الناس التي أمر بها الله هي علاقة السلام والتآخي والتعاون، وأن الإرهاب لا وطن ولا دين له، وأن كل المسلمين تألموا ألمًا شديدًا لكل قطرة دم سفكت هنا، وأنه بات علينا جميعا شرقًا وغربًا أن نتكاتف من أجل محاربة الإرهاب.. هذا الوباء الخبيث.
ودعت هذا الجولة من حوار حكماء الشرق والغرب إلى نظام عمل محدد يحكم عمل الأئمة والدعاة في أوروبا، وأبدى الأزهر استعداده لتدريب الأئمة وعلماء الدين وفق المفاهيم البعيدة عن التطرف، كما وجهت الدعاة لنشر الفكر والثقافة الإسلامية الصحيحة دون انحراف أو مغالطة، وطالبت بتفعيل آليات اندماج المسلمين الفرنسيين في مجتمعهم وكيفية حماية الشباب من خطر الفكر المتطرف، وتكثيف جهود التصدي للحملات الدعائية للتنظيمات الإرهابية على الانترنت ومواقع التواصل، وتوعية مسلمي فرنسا بخطر التطرف – باعتبارها أكبر جالية مسلمة في أوروبا (ما بين 5 و 6 ملايين شخص).
الجولة الثالثة
قد عقدت الجولة فى سبتمبر/أيلول عام 2016 بجينيف، ودعا الإمام الأكبر فيها إلى تدشين مشروع إنساني عالمي متكامل من أجل نشر السلام في كافة ربوع العالم والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك.
كما دعت هذه الجولة لرفض كل أشكال التعصب والتمييز العنصري بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو الأصل.
وطالبت يتشجيع القادة الدينيين على العمل مع الهيئات والسلطات المحلية ذات الصلة من أجل إبراز صورة الأديان بمفهومها السليم، وتشجيع المبادرات الناجحة مثل "بيت العائلة" الذي أسسه الأزهر الشريف في مصر بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية والكنائس المصرية، ومحاولة تكرارها، والبحث عن السبل المناسبة لتشجيع المساهمات الجادة للمرأة في عملية بناء ونشر السلام، فضلا عن تشجيع وقف سباق التسلح الذي يهدد أمن الشعوب كافة، والدعوة إلى توجيه هذه الموارد لمحاربة الفقر والجهل
الجولة الرابعة
استضافت أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة الجولة الرابعة من حوار حكماء الشرق والغرب ، وتم خلالها التشديد على دور الأديان في تقريب وجهات النظر، والارتقاء بالأخلاق وتطويرها وفقًا لتطور العصر والتكنولوجيا.
وأكدت الجولة الرابعة ضرورة العمل على خلق عالم متفاهم متكامل، ودعت لبناء حوار مجتمعي إسلامي مسيحي، وإنشاء موقع رقمي للتعريف بالمبادرات المطروحة بالاجتماع، وإقامة لقاءات شبابية متبادلة لطلاب الجامعات بين المسلمين والمسيحيين، وإنتاج أفلام وثائقية تبرز تجارب التعايش التاريخية المعاصر، وبناء برنامج أكاديمي مشترك مدته 5 سنوات لبحث أسس التعايش والتسامح في الأديان.
الجولة الخامسة
تستضيف القاهرة الأربعاء 26 أبريل/نيسان الجولة الخامسة من حوار حكماء والغرب، برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب ، ومجلس الكنائس العالمي، تحت عنوان "دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك".
تتناول الجولة الخامسة آليات تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك، ودور القادة الدينيين في نشر قيم التعايش والتسامح.