سعيد الناصري.. ممثل مغربي واجه كورونا بـ"حملة إعلانية"

أثارت الطريقة التي أعلن بها الكوميدي المغربي، سعيد الناصري، إصابته بفيروس كورونا، وإمعانه في "تمجيد" خدمات مصحة خاصة، جدلاً واسعاً.
وبمقابل حملة التضامن الواسعة التي رافقت خبر مرض المُمثل المغربي، واجه "سعيد" عدة انتقادات وصلت لحد اتهامه بـ"افتعال" إصابته وأسرته بكورونا، من أجل "حملة إشهارية مُمولة من طرف المصحة المذكورة.
إعلانات
بعد أسابيع قليلة من وفاة شقيقه بفيروس كورونا، اختار الكوميدي المغربي، سعيد الناصري الإعلان عن إصابته بالفيروس، بطريقة سينمائية، إذ نشر عبر قناته على يوتيوب شريط فيديو قصير، مرفوقاً بمؤثرات صوتية وبصرية.
وأثارت هذه الخطوة انتقادات كثيرة من متابعيه، خاصة أنه سمح لمنصة اليوتيوب بعرض إعلاناتها في الفيديو، الشيء، الذي وصفه البعض بـ"مُحاولة الربح" باسم المرض.
الانتقاد لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل لدرجة اتهامه بـ"افتعال المرض"، خاصة أن الحديث لمدة طويلة قد تكون مُتعبة بالنسبة لشخص "بين الحياة والموت" بسبب فيروس كورونا، على حد ادعاء "الناصري".
وحصد الفيديو تعليقات تحمل انتقادات صريحة، إذ شدد البعض أن الممثل "كان عليه الاكتفاء بفيديو قصير، بدون مؤثرات ولا إعلانات".
ومن الانتقادات التي وُجهت إلى سعيد الناصري، إمعانه في الإشهار للمصحة الخاصة التي يرقد فيها، مُعدداً تفاصيل خدمة 5 نجوم التي تلقاها من الأطقم الطبية التي تجند لخدمته وأسرته.
تحقيق صحفي
ومما زاد من حدة الانتقادات لخُطوة سعيد الناصري، تزامن الحدث وتحقيق صحفي نشره موقع "شوف تيفي"، الأوسع انتشاراً في المملكة المغربية، يتحدث فيه عن "طلب المصحات الخاصة لمبالغ خيالية مقابل التكفل بمرضى كورونا".
ووثق التحقيق، الذي أنجز بتقنية الفيديو، وباستعمال كاميرات خفية، لطلب عدة مصحات لـ"شيكات ضمان"، قابلة للصرف بقيمة تناهز 6000 دولار أمريكي، أو إيداع نفس المبلغ نقداً، وهو مبلغ يُناهز تقريبا راتب برلماني مغربي لشهرين مُتتاليين.
والأسبوع المنصرم، شدد وزير الصحة المغربية، البروفيسور خالد آيت الطالب، على أن طلب الشيك كضمانة داخل المصحات الخاصة، أمر غير قانوني، داعياً المواطنين المغاربة لتقديم شكو ضد المصحات التي تدعو لذلك.
ولفت إلى أن وزارة الصحة تتفاعل بسرعة مع مثل هذه القضايا والشكاوى عن طريق جهاز التفتيش.
وأكد أنه في حالة ثبوت وجود مخالفات قانونية، فإن الوزارة تصدر العقوبات اللازمة في حق المخالفين عن طريق هيئة الأطباء.
من جهة أخرى، عقد وزير الصحة، الأسبوع الماضي، اجتماعاً تمخص عنه إحداث لجنة مركزية خاصة بتتبع ومراقبة التكفل بمرضى "كوفيد 19" بالمصحات الخاصة.
وجاءت هذه الخطوة، بحسب بيان سابق للوزارة، وصل "العين الإخبارية" نُسخة منه، بعد رصد حالات تجاوز مبالغ فيها للتعريفات الخاصة بالخدمات الطبية المقدمة لمرضى "كوفيد 19" ببعض المصحات الخاصة.
ونبه الوزير خالد آيت الطالب، المصحات الخاصة إلى ضرورة احترام البرتوكول والتعريفات المرجعية، مُؤكداً تعامل وزارته بشكل صارم وحازم مع كل التجاوزات التي يتم رصدها، مع العمل في الوقت نفسه، وفي إطار الضوابط القانونية المعمول بها، لإيجاد الحلول لتجاوز بعض الإكراهات التي تواجهها المصحات الخاصة، المرتبطة بتحملها تكاليف التكفل بمرضى "كوفيد 19".
تعاطف
ورغم الانتقادات الواسعة التي جلبها "الفيديو الدعائي" لسعيد الناصري، لكن ذلك لم يمنع المغاربة من التضامن معه، مُتمنين له الشفاء العاجل ولأسرته.
وتداول نُشطاء المواقع الاجتماعية في المغرب، صُوراً لسعيد الناصري أو فيديوهاته، مُرفقينها بعبارات تضامن وتعاطف، مع دعوات بالشفاء.
فنانون مغاربة انخرطوا بدورهم في هذه الحملة الإنسانية، إذ توالت منشوراتهم سواء على فيس بوك أو إنستقرام، داعين له ولجميع المُصابين بالشفاء العاجل.
وكشف سعيد الناصري، في شريط الفيديو موضوع الجدل، أنه يرقد في المستشفى بين الحياة والموت، موضحاً أن ابنته اضطرت إلى إجراء عملية ولادة قيصرية قبل موعدها بشهر، مُرجعاً ذلك إلى إصابتها أيضاً بفيروس كورونا.
وقال الناصري، إنه مُصاب بكورونا منذ 20 يوماً، ويُعاني من مُضاعفات حادة. ليُعلن مكتبه الإعلامي في وقت لاحق مُغادرته المُستشفى بغرض إكمال البروتوكول العلاجي في منزله.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز