ترشح سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا.. جدل قانوني "محسوم"
إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية أحدث دويا هائلا في الشارع الليبي، وسط ترحيب البعض وامتعاض آخرين، إلا أن قانونية الخطوة باتت مثار جدل.
فسيف الإسلام القذافي، أعلن اليوم الأحد، ترشحه للانتخابات الرئاسية، مقدمًا أوراق ترشحه إلى فرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في سبها جنوبي ليبيا.
وأثار خبر ترشح سيف الإسلام جدلا قانونيا، وفي هذا السياق، قال الدكتور راقي المسماري القانوني الدولي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن نجل الرئيس الليبي الراحل متهم وليس محكومًا عليه بحكم نهائي، وهو ما لا يعيق ترشحه للانتخابات الليبية المقبلة.
وأشار القانوني الليبي، إلى أن كون سيف الإسلام مطلوبًا من النيابة التي تحقق أولا ثم تجري تقييمًا لنتائج التحقيق، الذي على ضوئه تقوم بحفظ الدعوى أو تحيلها للمحكمة المختصة للنظر فيها، لا يعني إدانته في أي قضية حتى الآن، ما يسمح له بالترشح للرئاسة.
تصريحات القانوني الليبي تتوافق مع أخرى لعماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، والتي أكد فيها أنه لا يوجد ما يمنع قانونا من ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، إن استوفى بقية الشروط.
وأشار السايح في تصريحات صحفية، إلى أن كون سيف الإسلام القذافي مطلوبا للجنائية الدولية، يعد أمرًا لا يتعارض مع القانون الذي ينص على ألا يكون المرشح محكومًا نهائيا من القضاء الليبي.
قانونية الترشح
وبحسب بيان للمفوضية العليا للانتخابات الليبية، فإن قانون الترشح للانتخابات الرئاسية والذي وافق عليه البرلمان، نص على "ألا يكون صادرا بحق المرشح حكم نهائي في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، وأن يقدم إقرارا بذلك مرفقاً بشهادة الحالة الجنائية".
ونصت شروط الترشح -كذلك- ألا يحق الترشح لمن صدر بحقه قرار بالعزل التأديبي من قبل، وفي حال كان المترشح يشغل وظيفة قيادية عامة، ينبغي عليه التوقف رسمياً عن ممارسة عمله قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات المقرر في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتقديم ما يثبت ذلك من وثائق.
وبحسب شروط الترشح وتصريحات المسماري، فإن سيف الإسلام القذافي لم يخالف أيًا من قانون الانتخابات الرئاسية أو القانون الليبي، ما يجعل من ترشحه الحصان الأسود الذي قد يفوز بالسباق الانتخابي.
ظهور بعد اختفاء
وظل سيف الإسلام القذافي مختفيا عن الأنظار لأربع سنوات ثم ظهر في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" ، وألمح إلى العودة للحياة السياسية، وإلى وجود تقاربات وتحالفات مع أطراف ليبية أخرى خلال الفترة المقبلة.
واختفى سيف الإسلام القذافي عام 2017، بعد أن أطلقت سراحه المجموعات المسلحة في مدينة الزنتان التي ألقت القبض عليه نوفمبر 2011.
ورغم صدور حكم بالإعدام على سيف الإسلام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، إلا أن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، كما قضت المحكمة العليا في ليبيا بإسقاط حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي مارس 2021.
ولا يزال بعض الليبيين خاصة في الجنوب يدعمون النظام السابق ولديهم رغبة في دعم سيف الإسلام حال أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن عرفوه بمشروعه "ليبيا الغد" والتي سبق وأعلن عنها قبل سقوط نظام والده ومشروعا للمصالحة.
فتح باب الترشح
ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا الأحد الماضي، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم الترشح.
ومن بين هذه الشخصيات فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، ومندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، والدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي، حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق، الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، ورجل تركيا والدبلوماسي الليبي حافظ قدور وغيرهم.
كما انطلقت عدة حملات شعبية لتجميع تزكيات لترشيح القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لرئاسة الدولة، وبحسب مصادر فإن إجمالي التزكيات التي تم جمعها حتى الآن فاقت 800 ألف توقيع.
مرشح وحيد
وقال أبوبكر مردة، عضو مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات الليبية، إن المفوضية قبلت مبدئيا وسجلت مرشحًا وحيدًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو عبدالحكيم بعيو، مشيرًا إلى أنه استوفى كافة الشروط والأوراق المطلوبة، ولم يتبق له سوى شرط واحد وهو اللياقة الطبية.
وأوضح المسؤول الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المفوضية تواصلت مع وزارة الصحة الليبية التي ستشكل لجنة طبية مختارة وستتواصل مع المرشح وتحدد له موعدا للزيارة لإجراء الكشف عليه، على أن ترسل النتيجة إلى المفوضية.
وتابع أن باب التسجيل ما زال مفتوحا في مقر المفوضية بالعاصمة طرابلس وفرعيها ببنغازي وسبها حتى يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز