سيف بن زايد: "الشيخ زايد وسالم بن حم.. رفقة لها تاريخ" كتاب يرصد حقبة من تاريخ دولتنا الفتية
في صفحات الكتاب نجد قصصاً ومواقف تاريخية ودلالات تحمل في طياتها الكثير من الحكم والقيم والعبر التي يستفيد منها القارئ في حياته.
صدر حديثاً كتاب وثائقي بعنوان "الشيخ زايد وسالم بن حم.. رفقة لها تاريخ"، كتب مقدمته الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، وقام بتأليفه زكي أنور نسيبة وزير دولة في الإمارات، ويتناول من خلال فصوله الـ4 جوانب عديدة من هذه الرفقة بكل امتدادها التاريخي، وأحداثها وتحولاتها.
وفي مقدمة الكتاب، يروي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان: "في بدايات الاتحاد عندما كان الشيخ سالم بن حم مرافقاً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إحدى رحلاته الخارجية، التقاه أحد الصحفيين البريطانيين المشككين بقوة ومتانة الاتحاد، وقام ذلك الصحفي بتوجيه أسئلة مباغتة ومبطنة أحياناً للشيخ سالم، فأجابه ابن حم بعفوية ودهاء البدوي: أنا درست في مدرسة وجامعة القائد والحكيم زايد الخير، وأفتخر أني بعدني تلميذ فيها، ولهذا يا صديقي الصحفي فإن ولائي لزايد وإخلاصي لما يؤمن به القائد، فتخير أسئلتك قبل أن تسألها، فولاؤنا للوطن وقوته وإخلاصنا للقائد وعزيمته، ولأنه يجوز يصعب عليك استيعاب هذه المعاني".
وأضاف: "من الطبيعي ألا تبنى الحضارات ولا تتحقق الإنجازات إلا بسواعد رجال فيهم من الصفات الإيجابية والعزائم القوية، خاصة عندما يلتقي قائد حكيم ذو رؤية ثاقبة مع مستشارين مؤتمنين، فتتسارع الخطى وتمضي مسيرة النهوض بالوطن والمجتمع".
وتابع: "من الرجال الذين تواجدوا مع القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الشيخ سالم بن حم العامري، رحمه الله، فلم نره إلا صديقاً ومستشاراً له، تقوم علاقتهما على حب الوطن وشعبه، ولقد رافق ابن حم الوالد المؤسس منذ مرحلة شبابه، وشهد وعايش معه التطورات والأحداث التي عاشتها دولة الإمارات والمنطقة خلال مرحلة التحولات الكبرى التي سبقت قيام دولة الاتحاد وأعقبتها".
وكان الشيخ سالم بن حم مع غيره من ذوي الرأي والمشورة المخلصين يتبادلون الآراء مع القائد المؤسس، حول أوضاع وهموم المجتمع والتحديات التي تواجهه والفرص المتاحة لتطويره، لقد عاشوا قسوة الماضي وعظمة الحاضر، فرحوا سويا وعانوا سويا، وكانوا عوناً لـ"زايد الخير - طيب الله ثراه" في تحقيق إنجازات واضحة للعيان على الرغم من عدم وجود ممكنات متاحة في ذلك الوقت.
وأكد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان: "لقد تعلم ابن حم من القائد المؤسس دروس الحكمة والبصيرة، وقراءة المتغيرات، وهو ما يسمى اليوم استشراف المستقبل، وكان الشيخ سالم بن حم مثالاً حياً للمواطن الإيجابي والصديق المخلص الذي يقدم مصلحة الوطن وفكر القائد على مصلحته الشخصية.. رحم الله الشيخ سالم بن حم ورفاقه من المخلصين لله وللوطن ولقيادة الإمارات حفظها الله".
وقال: "تجدون في صفحات هذا الكتاب لمحة تاريخية لحقبة من تاريخ دولتنا الفتية، وحكايات من الماضي، وقصصاً ومواقف ودلالات تحمل في طياتها الكثير من الحكم والقيم والعبر التي سيستفيد منها القارئ في حياته، ويجعلها نبراساً يسير عليه، عن المسيرة التي بدأها القائد المؤسس حكيم العرب برؤيته المستقبلية، ويعزز ديمومتها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبمتابعة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وفي تأليفه للكتاب، يقول زكي نسيبة: "لقد كان للشيخ زايد ولع بالتاريخ، فكان ملماً بأنساب القبائل وامتداداتها وتاريخ المنطقة. حياته لقاءات متجددة مع مختلف البشر، سواء من أهل المدن أو البادية أو العرب أو الأجانب، بالإضافة إلى شغفه بالاستماع إلى الآخرين والإنصات لهم، وإذا اجتمعت كل هذه الصفات في شخص واحد تجد لديه ذخراً تراكمياً ضخماً من المعرفة بالطبيعة الإنسانية، وما حفل به التاريخ من أحداث ومسارات، لتصبح حياته كلها رحلة علم يتعلم ويُعلم من حوله بما كسبه من تراكم معرفي.. وكان رحمه الله يؤثر فيمن يتحدث إليهم، وذلك من غزير علمه، وأسلوب خطابه الأخاذ".
ويضيف المؤلف: "ومن شهود العصر الذين تميزت أدوارهم فيه وتعددت صورها، الشيخ سالم بن حم، رحمه الله، الذي عُرف بصحبته الحميمة ومودته للشيخ زايد طيب الله ثراه، وتعددت مساهماته وخدماته التي تميزت بالإخلاص وتقديم الآراء السديدة.. خبرته صنعتها هذه الرفقة الطويلة قبيل وبعد قيام الاتحاد، ومجالسته المستمرة ومرافقته للشيخ زايد في العديد من رحلاته خارج الوطن.. مدرسة زايد صاغت شخصيته ورسمت مسار سنوات عمره، بل هي كما يقول ابن حم (كل شي في حياتي)".
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز