سيف بن زايد يشكر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان على وثيقة الأخوة الإنسانية
القمة تعقد في حضور قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
توجه الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الإماراتي، بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية على إنجازهما التاريخي بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
وقال وزير الداخلية الإماراتي: "نحن بفضل الله وبعزم وتصميم فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس أقوى بكثير وسنوفق بإذن الله لمستقبل مشرق للبشرية جمعاء".
وأضاف: "أتقدم بالشكر لشيخ الأزهر والبابا فرنسيس على الإنجاز التاريخي المتمثل في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي تعد مرجعية عالمية لكل المؤمنين بالله وبالإنسانية ونداء صادق لأصحاب الضمائر الحية لنبذ العنف والتطرف ونشر الخير والتعاون والسلام".
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في افتتاح قمة الأديان التي انطلقت، الخميس، بالفاتيكان.
وعقدت القمة في حضور قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان "قمة الأديان: تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي-من الفكرة إلى التطبيق بين عامي 2017 و2019".
ونقل الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في بداية كلمته تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشعب وحكومة دولة الإمارات إلى المجتمعين.
وأكَّد أنَّ شعب الإمارات استقبل بكل الـبهجة والسـرور في فبراير/شباط، قداسة البابا فرنسيس في زيارته التاريخية الأولى من نوعها للمنطقة إلى بلد عربي مسلم يعد الأكثر إصراراً على التعايش السلمي ونشر التسامح والمحبة والأمان.
وقال: "تَعزَّزَ نهج التسامح في الإمارات بفضل الفكر الرشيد لمؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي زار الفاتيكان عام 1951 وأكملت قيادتنا الحكيمة المسيرة لتكون الإمارات منارةً عالمية للتسامح".
وأضاف أنَّ الأديان المختلفة لا تمثل تحدياً، بل هي مصدر تكامل وقوة في حال سخّر الله لها رجالاً يكونون دعاة خيرٍ ومحبةٍ وسلام، فتحالف الأديان لأمن المجتمعات لا يقل أهمية عن كل التحالفات العالمية؛ الأمنية والاقتصادية والعسكرية.
وشدد على أنَّ تنامي تجارة الاستغلال الجنسي للأطفال، تعد أمراً مفزعاً لمستقبل البشرية، إذ تضرب في الصميم كل القيم والأخلاق والعقائد الدينية، و"يحدونا الأمل بالتعاون مع المؤسـسات والشركات التكنولوجیة الرقمیة، أن نحافظ على كرامة الطفل عالمیاً".
وأشار إلى أنَّ "ما یجمعنا معا، نحن المؤمنين، أكثر بكثیر مما یفرقنا، فلیس هناك دینٌ على الأرض، إلاّ ویحثُّنا على التعاون والعمل الصالح وبناء الحیاة، وينهانا عن مساعدة العابثين والأشرار".
وتضمنت القمة في يومها الأول حفل استقبال تحدث فيه المونسيور مارتشيليو سورندو، عميد الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية، ودانا حميد، ممثلة "تحالف الأديان لأمن المجتمعات"، والأب فريديريكو لومباردي من تحالف "كرامة الطفل".
وفي الجلسة الأولى تحت عنوان "كرامة الطفل في العالم الرقمي.. الفكرة النظرية"، تحدثت الملكة السويدية سيلفيا التي شددت على أهمية تضافر الجهود الدولية بشكل عملي لتعزيز حماية الأطفال حول العالم.
ورأى قداسة بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول أنَّ رجال الدين قادرون على تعزيز جهود حماية المجتمع بجميع فئاته، نظراً للاحترام والثقة التي يملكونها وسط المجتمعات.
أما الريم عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات، فأشارت إلى أهمية مثل هذه اللقاءات الدولية لما فيها مصلحة تعزيز التعاون بين شعوب الأرض في مواجهة التحديات التي يلزمها جهد دولي وعمل مكثف وصولاً لتعزيز حماية المجتمعات، معربة عن أملها بالخروج بتوصيات وإجراءات حاسمة في هذه القمة.
وأكدت أنَّ الإمارات تحرص على تعزيز حماية الأطفال وفق استراتيجية طويلة الأمد برؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والقيادة الرشيدة التي سارت على نهجه والجهود المتفانية التي تبذلها الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات".
وأضافت أنَّ "أم الإمارات" تقف خلف مبادرات ومشاريع ريادية وعدد من السياسات والبرامج التي عززت من تمكين المرأة وحماية الطفل والأسرة والمجتمع التي أصبحت من أولويات أهدافنا.
وتابعت: "بفضل توجيهاتها قدمنا في الإمارات مساعدات ومبادرات شملت الأطفال حول العالم منها التعليمية والتثقيفية والرعاية الصحية ومن خلال برامج أوسع نطاقًا للمساعدة الإنسانية التي تعود بالنفع على الجميع".
ولفتت إلى أنَّ مؤتمر عام 2017 حول كرامة الطفل في العالم الرقمي الذي عقد في روما ومؤتمر تحالف الأديان الذي عقد في أبوظبي العام الماضي، قدما بعض الحلول للتحديات التي تنتظرنا، وما زلنا بحاجة للمزيد من الجهود الدولية لحماية أطفال العالم.
وأردفت أنه مضى 30 عاماً على توقيع اتفاقية حماية الطفل في العالم وما زال لدينا الكثير من العمل.
واستكملت: "نعلم أيضا أنه قد ظهرت تحديات جديدة وتهديدات جديدة لحقوق أطفال العالم، وتعد الحاجة إلى الحماية في العالم الرقمي أحد أبرز هذه التحديات، وربما يكون ذلك من بين أصعب المشكلات؛ لأنه في العالم الرقمي يتم إخفاء المخاطر وسوء الاستخدام عن الرأي العام".
وشددت على أهمية التعاون الدولي في كل هذه المجالات، وأنه لا يمكن لأي بلد بمفرده التغلب على التحديات التي نواجهها، ومن المهم العمل عن كثب مع منظمات الأمم المتحدة وخاصة اليونيسف ونحتاج إلى التركيز أكثر على أهداف التنمية المستدامة من أجل جعل جهودنا أوسع وأشمل.
وواصلت: "من المهم وعلى القدر نفسه من الأهمية تعزيز جهود الحكومات والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية الأخرى والمنظمات الدينية، وعندما نلتقي جميعًا، يمكن أن تكون النتائج رائعة".
وأشارت إلى أن هذا الاجتماع الذي تعقده الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية، وتحالف "كرامة الطفل" وتحالف الأديان بدعم خاص من الإمارات "نشترك جميعاً فيه بالرغبة في تحديد التهديدات التي يواجهها أطفال العالم، والعمل معاً للتغلب على تلك التهديدات".
وفي الجلسة الثانية التي كانت تحت عنوان "الإجراءات العملية من الشركات والمنظمات المدنية" فتحدث فيها عدد من التقنيين والخبراء من القطاع الخاص من "مايكروسوفت"، و"آبل" و"أمازون" و"فيسبوك"، و"بارمونت بكتشرز".
وتناولوا أهمية دور قطاع الشركات العاملة في المجالات التقنية في دعم جهود الجهات الحكومية نحو مزيد من الحماية للأطفال عند استخدامهم للشبكة العنكبوتية.
ثم استكملت الجلسات وتحدَّث آرين الآن من تحالف "كرامة الطفل" عن دور التحالفات الدولية بين منظمات العالم لتعزيز كرامة الأطفال والتوصيات بهذا الخصوص.
كما تحدث أيضاً البروفيسور هاني فريد والبروفيسور مارسيلو سواريز أورزوكو وستيفاني زمكاني رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية.