صلاح ومحرز.. جناحا التألق العربي في سماء العالمية خلال العقد الأخير
المصري محمد صلاح نجم ليفربول والجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي نجحا في ترك بصمة كروية مميزة للعرب في العقد الأخير
حمل العقد الأخير، الذي يقارب على الانتهاء، نكهة خاصة للاعبين العرب عالمياً، لأنه ولأول مرة عبر التاريخ الكروي العربي شهد صعود أسماء عربية إلى قمة المسرح العالمي للمنافسة على جوائز الأفضل في العالم.
وبعيداً عن النجاحات التي اقتصرت على المستوى القارة خلال العقود الماضية، للاعبين سعوديين ومصريين وإماراتيين وجزائريين ومن بلدان أخرى، فإن العقد المنقضي كان تاريخياً ومختلفاً عن أي عقد سبقه فيما يخص توهج اللاعبين العرب على المستوى العالمي.
ورغم الإقرار في البداية بأنه كانت هناك تجارب عالمية مميزة سابقة، مثل تجربة الجزائري رابح ماجر مع بورتو البرتغالي وتسجيله هدفا في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ الألماني عام 1987، ليقود فريقه لحصد اللقب، فإن تلك التجارب لم تزد عن كونها نجاحات ارتبطت ببطولة أو سنة بعينها.
لعب ماجر لفريق بورتو من 1985 إلى 1991، وتم صنع تمثال له في النادي العالمي، باعتباره كان جزءا من صناعة التاريخ النادي، فهو من قاده لأول لقب أوروبي في تاريخه، ولكنه لم يأخذ هذا النجاح معه لأحد الدوريات العالمية الكبرى، مثل الإيطالي أو الإسباني أو الإنجليزي بالطبع.
وبعيداً عن الثنائي الأبرز في العقد الحالي، وهما محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر، ورياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب الجزائر، فإن العقد شهد ظهور مجموعة أسماء أخرى، مثل المغربي أشرف حكيمي نجم بروسيا دورتموند الألماني المعار إليه من ريال مدريد الإسباني، ومواطنيه حكيم زياش ونصير مزراوي لاعبي أياكس أمستردام الهولندي.
لكن يبقى ما حققه صلاح ومحرز على مدار العقد الذي قارب على الانتهاء شيئا استثنائيا قد لا يتكرر بسهولة في وقت قريب.
محمد صلاح.. ثالث العالم
شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة من 2017 إلى 2019 بزوغ نجم محمد صلاح بشكل لم يحدث من قبل لأي لاعب عربي.
ولم يكن التميز في اللعب لفريق من فرق الصفوة في أوروبا، لأن ذلك حدث في تجارب عربية سابقة، مثل تجربة ماجر كما أشرنا من قبل، أو رياض محرز الذي توج بالدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي، ومن قبله أحمد حسام "ميدو" الذي لعب لروما الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي والمغربي نور الدين نايبت بطل الدوري الإسباني مع ديبورتيفو لاكورنيا أو مروان الشماخ الذي كان مهاجم أرسنال الإنجليزي الأول.
لكن ما ميز صلاح في موسمه الأسطوري 2017-2018 أنه صعد لمنصة أحد أفضل 3 لاعبين في العالم بل إن كثيرين رأوه الأحق في 2018 بجائزة الأفضل في العالم.
أثبت صلاح في دوري أبطال أوروبا وقتها قيمته الحقيقية، بقيادة الريدز لانتصارات ساحقة على فرق من العيار الثقيل، مثل الفوز 3-0 على مانشستر سيتي الأكثر تتويجاً بالدوري الإنجليزي في العقد الأخير، و5-2 على فرقه السابق روما في نصف النهائي.
وحل صلاح ثالثاً خلف لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو بسبب تأهل الأول لنهائي كأس العالم مع منتخب كرواتيا وفوزه ومعه الثاني أيضا بدوري أبطال أوروبا على حساب كتيبة الريدز.
توج صلاح في هذا الموسم أيضاً بجائزة الهداف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في استفتاء اللاعبين أو النقاد أو الجماهير، مسجلاً 32 هدفا، وهو رقم قياسي في تاريخ أقوى دوريات العالم خلال النسخ التي أقيمت بمشاركة 20 فريقا.
وفي الموسم الفائت 2018-2019 حافظ صلاح على لقب الهداف لكن بـ22 هدفاً، مناصفة مع زميله السنغالي ساديو ماني، والجابوني بيير إيميريك أوباميانج مهاجم أرسنال، لكنه توج بدوري أبطال أوروبا، ليصبح ثالث عربي يتوج باللقب الأوروبي بعد رابح ماجر وأشرف حكيمي مع ريال مدريد في 2018.
رياض محرز.. بطل إنجلترا
أن يعجب بك الإسباني بيب جوارديولا، المدرب الأفضل في العالم، ويصر لسنوات على التعاقد معك ليس بالأمر الهين أو الاعتيادي، فأمثال ذلك المدرب حين يقررون ضم لاعب بعينه فهم يدركون جيداً إلى أين هم ذاهبون.
حقق رياض محرز في النصف الثاني من العقد العديد من الأرقام البارزة أغلبها تجلى في الموسم الذي قاد فيه فريقه السابق ليستر سيتي للتتويج بالبريمييرليج، فيما كان أشبه بالمعجزة التاريخية التي لم يتوقعها أحد، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب في الموسم سواء في استفتاء اللاعبين أو النقاد أو الجماهير.
وفي الموسم الماضي، حقق محرز من جديد لقب البريمييرليج مع السيتي، ودعمه بـ3 بطولات أخرى، في موسم تتويج "السيتيسنز" بـ4 بطولات محلية في إنجاز لم يسبق حدوثه من قبل.
ثم أكمل محرز سلسلة العودة لمنصات التتويج، بإحراز لقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخ منتخب الجزائر، خلال البطولة التي أقيمت على الأراضي المصرية في 2019.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز