صلاح نظمي.. اشتبك مع العندليب ووحيد سيف ومات حزنا على زوجته (بروفايل)
تحل ذكرى ميلاد الفنان المصري المخضرم صلاح نظمي، الإثنين، لتعيد للأذهان تاريخا ساطعا من الأدوار الفنية التي برع في أدائها "شرير السينما".
ولد صلاح نظمي، واسمه الحقيقي صلاح الدين أحمد درويش، يوم 24 يونيو/ حزيران 1918 في منطقة محرم بك بمدينة الاسكندرية، داخل أسرة مثقفة إذ كان والده رئيسًا لتحرير جريدة (وادي النيل)، ما أهله لمسار تعليمي محترم، ورغم وفاة الوالد وعمره 6 أشهر فقط إلا أنه ترك له مكتبة عامرة بالكتب التي شكلت بالتأكيد جزءا من هويته الفنية.
درس الشاب في كلية الفنون التطبيقية وعمل مهندسًا بهيئة التليفونات عقب التخرج، ثم أغراه المسرح ليدخل المجال الفني من بوابته، والبداية كانت بالعمل مع فرقة فاطمة رشدي ومسرح رمسيس.
محطات مهمة في حياة صلاح نظمي
بدأ الشاب الطموح حياته الفنية بالانتقال من الإسكندرية إلى القاهرة، تحديدا منطقة كوبري القبة، ليبدأ في تقديم أدوار ثانوية أو حتى أساسية لكن في أعمال لم تلق نصيبا كبيرا من الشهرة.
وبحلول منتصف الأربعينيات، بدأ صلاح نظمي يُعرف رويدا رويد لكن على مدار سنوات طويلة حصره المخرجون في أدوار الشر والأدوار المساعدة، خصوصا بالأفلام، حتى بات يعرف بلقب "شرير السينما".
ومنذ بدايته الفنية (مطلع العقد الرابع من القرن الماضي) وحتى عام 1995، قدم صلاح نظمي نحو 254 عملا فنيا متنوعا، وفقا لموقع "سينما.كوم".
وخلال مسيرته الفنية المتألقة، اشتبك الراحل مع أكثر من نجم فني على رأسهم عبدالحليم حافظ، إذ كان الأخير هو سبب الخلاف بعدما سئل في أحد اللقاءات: "من هو أتقل دم على الشاشة؟ فقال إنه صلاح نظمي"، ما تسبب في غضب الممثل وشعوره بالإهانة ودفعه لرفع دعوى سب وقذف ضد العندليب.
ووقتها، أكد محامي حليم أنه لم يقصد الإساءة لصلاح نظمي بل على العكس أنه يشيد بأدائه في تجسيد الشخصيات التي يؤديها، وخسر نظمي القضية وصالحه "العندليب" بالاستعانة به في فيلم "أبي فوق الشجرة".
أيضا اشتبك نظمي مع الفنان وحيد سيف ذات مرة، ووقعت أحداث المشكلة فوق خشبة مسرح إسماعيل يس في الإسكندرية أثناء عرض مسرحية "يوم أرنب ويوم راجل"، إذ فوجئ فوجئ جمهور المسرحية بالممثل صلاح نظمي يرفع يده ويهوي بها على وجه وحيد سيف، وظن الجمهور في البداية أن هذه الصفعة تمثيل لكنهم فوجئوا بوحيد سيف يصرخ قائلا: "يا خبر أسود، ضربني بالقلم.. اقفل الستارة، أنا انضربت"، وبالفعل أسدلت.
لكن المشكلة لم تنته وراء الكواليس، إذ اشتبك صلاح نظمي ووحيد سيف في معركة بالأيدي وتبادلا الشتائم، وقيل إن السبب اعتياد وحيد سيف في الأيام الأخيرة على سب صلاح نظمي على خشبة المسرح بعبارات جارحة وغير موجودة في النص الأصلي.
وفي يوم الاشتباك، عندما كرر سيف الأمر ثار صلاح نظمي جدا وفلتت يده على وجه الآخر أمام الجمهور.
صلاح نظمي لم يقتصر وجوده الفني على التمثيل فقط، إذ خاض تجربة الكتابة والتأليف مرتين خلال حياته الفنية، الأولى كانت في عام 1972 في فيلم "ساعة الصفر" (قصة وإعداد)، والثانية في عام 1980 في فيلم "المتهم" (سيناريو وحوار).
وقد لا يعرف كثيرون أن صلاح نظمي لعب دور "الدوبلير" في أحد الأعمال التي قدمها بعد فترة من لمعان اسمه، وتحديدا عام 1980 في فيلم "الأقوياء"، إذ كان دوبلير لدور "رشدي الباجوري".
وقد لا يعرف الجمهور أيضا أن اسم "نظمي" ليس اسم عائلته، وجاء صدفة حينما كان تلميذا يقرأ الشعر بأسلوب جميل، فسمعه أحد الأساتذة وقال: "من نظم هذا الشعر"، فرد التلميذ: "هو من نظمي"، فقال الأستاذ: "إذن أنت من الآن اسمك نظمي".
وخلال حياته، عرف عن صلاح نظمي حبه لزوجته، إذ ارتبط في شبابه بفتاة أرمينية أشهرت إسلامها يوم عقد القران ورزقهما الله بابنهما الوحيد حسين، وعاش معها نحو 40 عاما.
ورغم تعب زوجته 30 عاما كاملة بسبب مرض نادر جعلها قعيدة على كرسي متحرك، لم يقصر نظمي في خدمتها ورفض التخلي عنها حتى حين طلبت منه الزواج بأخرى ولم يتأثر حبه لها.
وبعد وفاتها، دخل الممثل الشهير في حالة من الاكتئاب ثم تدهورت حالته الصحية وظل حبيس غرفة العناية المركزة لأشهر، حتى لحق بشريكة عمره بعد شهور قليلة من وفاتها، تحديدا في ديسمبر/كانون الأول 1991.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز