صالح كامل.. رجل المغامرات الاقتصادية
في وقت متأخر من الإثنين، رحل صالح كامل عن عالمنا بعد رحلة كفاح بدأها كموظف في الحكومة السعودية، لينهي حياته كأحد الأثرياء العرب.
في عام 1969 اتخذ الشاب السعودي صالح كامل قرارا جريئا غير مسار حياته بشكل كامل، ليتحول من موظف حكومي لأحد أهم رجال الأعمال في الوطن العربي.
ما يقرب من 50 عاما قضاها رجل الأعمال السعودي صالح كامل وسط حياة المال والأعمال، كانت مليئة بالمغامرات الاقتصادية والقرارات الجريئة والإنجازات مكنته من حجز مقعد له في عالم المليارديرات.
في وقت متأخر من الإثنين الموافق 18 مايو/أيار 2020، رحل صالح كامل عن عالمنا بعد رحلة كفاح بدأها كموظف في الحكومة السعودية، لينهي حياته كأحد الأثرياء العرب.
صالح كامل غامر في مقتبل عمره بعد أن ترك عمله الحكومي، واتجه للعمل الخاص وحياة الاستثمار، ليمثل هذا القرار نقطة فارقة في مشواره.
مرحلة التعليم
الرجل الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 80 عاما، ولد في عام 1941، بمدينة مكة المكرمة، لعائلة كانت تعمل بالطوافة، وكان والده يعمل مديراً عاماً لديوان مجلس الوزراء.
في مكة المكرمة والطائف بدأ حياته التعليمية بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة، ثم أكمل المرحلة الثانوية في مدينة جدة، واستمر "كامل" في رحلته التعليمه حتى حصل على بكالوريوس التجارة في عام 1963 من جامعة الرياض.
لم يكن الشاب الذي بدأ حياته كموظف في الحكومة السعودية يعرف أن ثروته ستتخطى حاجز الـ5 مليارات دولار، وسيصبح لديه 300 شركة وبنك ومؤسسة في السعودية وفي نحو 45 دولة حول العالم.
في عام 1969 قرر صالح كامل ترك عمله الحكومي ليكرس حياته ووقته لعمله الخاص.
عشق التجارة
رحلته في مجال المال والأعمال لم تكن سهلة، ومرت بمراحل وتطورات عدة، فمنذ صغره كان يهوى التجارة وحياة المال والأعمال، كانت بدايتها مع لعبة "الكبوش" التي كان يصنعها من عظام الخراف ويبيعها لزملائه في مرحلة الطفولة.
ثم انتقل لمرحلة أخرى في عالم الاستثمار، وكان يقوم بتحرير المجلات المدرسية وبيعها، وكان أيضا يبيع الملابس الرياضية لطلاب المدارس في هذه الفترة.
الخطوة التالية كانت حاسمة ومهمة بالنسبة لمشواره، عندما أسس مطبعة، لطبع مذكرات الطلاب الجامعية.
العمل الحكومي
بعد تخرجه التحق بالعمل الحكومي بوزارة البرق والبريد والهاتف السعودية، ولم يكتف بذلك، فافتتح محلا للأزياء.
مشروع جديد لصالح كامل، مثل نقطة تحول في حياته، سخر له كل مدخراته ومشاريعه السابقة لتنفيذه، المشروع هو "البريد الطواف" والذي فاز به عن طريق مناقصة من وزارة البرق والبريد والهاتف السعودية، لنقل وتوزيع البريد الداخلي، وكان رأس ماله وقتها نحو 300 ألف ريال سعودي.
استثمارات كبرى
لمدة 15 عاما نجح المشروع بشكل كبير، ليحصل بعدها رجل الأعمال السعودي على عقد مدرسة الدفاع الجوي في جدة، ليؤسس بعدها شركة "افكوا" لصيانة المطارات بالاشتراك مع شركة أمريكية، وتم تدشين "افكو دلة" أكبر مقاول صيانة في العالم.
في عام 1982، أسس مجموعة دلة البركة، ذات الأنشطة المتعددة ليحقق من خلفها ثروة هائلة، وضعته ضمن أهم وأبرز رجال الأعمال في الوطن العربي، بعد أن توسعت استثماراته في السنوات اللاحقة في العديد من المجالات من الإعلام والسياحة والبنوك.
aXA6IDMuMTI5LjI1My4yMSA= جزيرة ام اند امز