"مصير أسود للانقلابيين".. بين سيناريوهات مستقبل اليمن
العين الإخبارية - هايدي صبري
وسائل إعلام فرنسية تضع تصورات لمستقبل اليمن بعد اغتيال الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على يد المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران
وضعت وسائل إعلام فرنسية تصورات لمستقبل اليمن بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران عبر عدة سيناريوهات محتملة، وفقا لآراء وتوقعات محللين ومراقبين متخصصين في الشأن اليمني.
السيناريو الأول وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، وهو الأقرب للحدوث "أن هناك مستقبلا أسود ينتظر المليشيات الانقلابية الحوثية بعد أن غدرت بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لا سيما بعدما انتفض أنصار الأخير من حزب المؤتمر الشعبي العام، وقرروا الانضمام إلى قوات التحالف العربي، لتطهير البلاد من الحوثيين، الذين سيجدون أنفسهم يحاربون الجميع في عدة جبهات، داخلياً وخارجياً مما يجعل وجودهم هشاً، واستمرارهم أمراً مستحيلاً".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث في العلوم السياسية بالمركز الوطني الفرنسي للدراسات العلمية، "لوران بونفوا" قوله إن "الآمال معقودة على نجل الرئيس المغدور (أحمد علي) لمواصلة مسيرة أبيه، وتوليه قيادة البلاد".
وتابع "أن نجل صالح هو البديل السياسي الوحيد، لعدة أسباب؛ الأول "أنه كان الرئيس السابق للحرس الجمهوري، وله خبرة عسكرية، وعلاقات جيدة مع قادة الجيش، والسبب الثاني، أنه يمكن أن يستفيد من شعبية والده كزعيم سياسي، السبب الثالث، أنه لديه الدافع الشخصي لمحاربة الحوثيين، وهو الثأر لوالده".
وأضاف الباحث الفرنسي: "بمجرد تولي أحمد قيادة البلاد، بتأييد شعبي وتطهير البلاد من الحوثيين، يمكنه تسلم السلطة رسمياً بانتخابات شعبية".
السيناريو الثاني... التدخل الدولي
مجلة "لوبوان" الفرنسية سطلت الضوء على الأوضاع المأساوية في اليمن ومعاناة قطاع كبير من مواطنيها من خطر المجاعة بناء على الإحصاءات الأخيرة للأمم المتحدة التي قالت إن 8.4 مليون من إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 27 مليون نسمة، على حافة المجاعة. إضافة إلى أن الصراع الدائر هناك أسفر عن موت 8750 يمنياً، وجرح أكثر من 50 ألفا و600 آخرين، منذ سيطرة جماعة المليشيات الانقلابية على صنعاء بالقوة.
وقالت "لوبوان" إن الأمم المتحدة وصفت الوضع بأنه "أسوأ مأساة في العالم"، وبالتالي فإن السيناريو الثاني المتوقع هو: التدخل الدولي، بالتعاون مع قوات التحالف العربي، لقطع أيدي إيران من اليمن، ووقف الأسلحة المتدفقة للحوثيين.
السيناريو الثالث.. عجز الانقلابيين عن إدارة البلاد بمفردهم
وذكرت صحيفة لوموند" الفرنسية، أن الحوثيين وحدهم لا يملكون القدرة على قيادة البلاد وإدارتها، دون الاستعانة بأنصار صالح، في المقابل فإن الحكومة الشرعية رغم أنها تقود الدولة من الخارج، وبعد وزرائها اتخذوا من مدينة عدن عاصمة مؤقته لهم، إلا أنها أكثر قدرة على إدارة البلاد.
ووصفت إذاعة "آر.إف.أي" الفرنسية ميليشيا الحوثي بالثعابين التي لابد من قطع رؤوسها، مشيرة إلى أن غدرهم بصالح، الذي كان رئيساً لليمن الشمالية عام 1978، وكان اللاعب الرئيسي في إعادة اتحاد اليمن مع الجنوب عام 1990، لن يمر مرور الكرام.
ونقلت الإذاعة عن "فريسون روشيه"، الباحث في المركز الوطني للدراسات العلمية والسياسية، قوله: "إن موت صالح يقرع ناقوس نهاية الحوثيين".
وأضاف أن الحوثيين "كالغبي الذي يطلق الرصاص على قدمه" في إشارة إلى اعتقال وقتل عدد كبير من اليمنيين وهم في أمس الحاجة لدعمهم.
السيناريو الرابع.. "ليبيا جديدة"
من جهتها، حذرت إذاعة "يوروب1" الفرنسية من ليبيا ثانية في اليمن، مشيرة إلى أنه "بعد اغتيال علي صالح، فإن هناك مخاوف من سيطرة الفصائل الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران، وانتشار الجماعات المسلحة التي تثير الفوضى في البلاد، لتصبح ليبيا ثانية".
ولفتت الإذاعة إلى أن "اليمن مجتمع (قبلي) مثل ليبيا القبلية متجذرة في المجتمع، لذلك فهو عرضة لمزيد من الانقسامات على أساس قبلي".