بعد يوم من حادث طعن الروائي سلمان رشدي بأمريكا، لا تزال الواقعة مثار جدل، خاصة أن هناك اتهامات لإيران بالوقوف في الباب الخلفي.
فالحادث الذي أثار ردود فعل وإدانات من دول وكتاب وساسة من جميع أنحاء العالم باعتباره اعتداء على حرية التعبير، كانت صحف إيرانية تقف في الجهة المقابلة مشيدة بفاعله، بل إن منظمات إيرانية، بعضها مرتبط بالحكومة، قد وضعت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتل رشدي.
فماذا نعرف عن المهاجم؟
ممثلو الادعاء في مقاطعة تشوتاكوا بولاية نيويورك الأمريكية قالوا اليوم السبت إن "هادي مطر" المشتبه به في الهجوم على الروائي سلمان رشدي خلال محاضرة بالولاية يواجه تهمة الشروع في القتل، وإنه محتجز دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة.
وقال جيسون شميت المدعي العام بالمقاطعة في بيان إنه وجه تهمتي الشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية لمطر البالغ من العمر 24 عاما والمقيم في فيرفيو بولاية نيوجيرزي، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.
وتعرض الروائي الهندي المولد الذي عاش سنوات مختبئا بعد أن دعت إيران المسلمين إلى قتله بسبب روايته "آيات شيطانية" إلى هجوم طُعن خلاله في الرقبة والبطن على المنصة خلال إلقائه محاضرة أمس الجمعة. وبعد جراحة على مدى ساعات، تم وضع رشدي على جهاز تنفس صناعي ولم يكن في استطاعته التحدث حتى مساء الجمعة.
وأضاف شميت أن جهات إنفاذ القانون المحلية والاتحادية، بما في ذلك السلطات في نيوجيرزي، تعمل على فهم كيف خطط وأعد مطر للهجوم ومن ثم تحديد ما إذا كان ينبغي توجيه اتهامات إضافية.
وفيما لم يتم تحديد ما إذا كان مطر، الذي اشترى تذكرة لحضور الحدث في معهد تشوتاكوا بغرب نيويورك، يتمتع بتمثيل قانوني، قالت الشرطة أمس الجمعة إنها لم تحدد بعد الدافع وراء الهجوم على رشدي (75 عاما).
ووقع الهجوم بينما كان يتم تقديم رشدي لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع أمام مئات الحاضرين في معهد تشوتاكوا في نيويورك، حين هرع المهاجم صوب المنصة وسدد عدة طعنات للكاتب الذي رُصدت مكافأة منذ عام 1989 لمن يُجهز عليه.
وذكرت شبكة إن.بي.سي نيويورك أن مراجعة أولية أجرتها أجهزة إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولا "متطرفة" وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني على الرغم من عدم العثور على روابط محددة بينهما.
وأفادت الشبكة في تقريرها بأن مطر وُلد في كاليفورنيا وانتقل في الآونة الأخيرة إلى نيوجيرزي، مضيفة أن قوات الأمن عثرت معه على رخصة قيادة مزورة. وجرى اعتقاله في مكان الحادث من قبل أحد رجال شرطة الولاية بعد أن طرحه أرضا أفراد من الجمهور.
وأشارت الشبكة إلى أن أفراد مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ذهبوا مساء أمس الجمعة إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرجن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن.
ما علاقة إيران؟
لطالما واجه رشدي، الذي ولد لعائلة مسلمة كشميرية في مومباي، تهديدات بالقتل قبل انتقاله إلى بريطانيا بسبب روايته "آيات شيطانية"، وحظرت العديد من الدول التي تضم أعدادا كبيرة من المسلمين الرواية الصادرة عام 1988 بسبب احتوائها ما اعتبره بعض المسلمين فقرات تجديفية.
وفي عام 1989، أصدر آية الله روح الله الخميني، المرشد الأعلى لإيران آنذاك فتوى دعا فيها المسلمين إلى قتل الروائي وأي شخص ضالع في نشر الكتاب. ولقي هيتوشي إيجاراشي المترجم الياباني للرواية حتفه طعنا عام 1991 على يد مهاجم مجهول تمكن من اللوذ بالفرار بعد الهجوم.
ولم يصدر أي رد فعل حكومي رسمي من إيران إزاء الهجوم على رشدي، لكن عدة صحف إيرانية متشددة أشادت بمنفذ الهجوم.
وكانت منظمات إيرانية، بعضها مرتبط بالحكومة، قد وضعت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتل رشدي. وقال آية الله علي خامنئي، الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى، في عام 2019 إن فتوى إهدار دم رشدي "لا رجعة فيها".
لبنان يدخل على الخط
وقال علي تحفة رئيس بلدية يارون بجنوب لبنان إن المشتبه به ابن لرجل من سكان البلدة.
وأضاف أن "والداي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولد وترعرع".
وردا على سؤال عما إذا كان المشتبه به أو والداه ينتمون إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أو يدعمونها، قال تحفة إنه "ليس لديه معلومات على الإطلاق" عن آرائهم السياسية.
وقال مسؤول في حزب الله لرويترز اليوم السبت إن الجماعة اللبنانية المسلحة ليست لديها معلومات إضافية عن الهجوم على رشدي.
وقال آية الله علي خامنئي، الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى، في عام 2019 إن فتوى إهدار دم رشدي "لا رجعة فيها".