سماح أنور.. ملامح من مشوار الفنانة المشاكسة

بعد مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود، فوجئت الفنانة المصرية سماح أنور باختفاء أرشيفها الفني الكامل من الإنترنت والمنصات الرقمية، في واقعة أثارت التساؤلات حول غياب أعمال فنية شكلت جزءًا من ذاكرة أجيال من المشاهدين.
في ظهورها الأخير عبر بودكاست "فضفضت أوي" مع المخرج معتز التوني، عبّرت أنور عن صدمتها من اختفاء جميع أعمالها دون تفسير، قائلة: "كل شغلي مش موجود على الإنترنت، كأني مكنتش موجودة ولا عملت حاجة.. بس هنمشيها صدفة".
غيابها الرقمي أعاد تسليط الضوء على مسيرة فنية اختارت فيها كسر القوالب النمطية، إذ صرّحت منذ بداياتها بأنها ترفض حصر نفسها في أدوار الفتاة الجميلة والأنيقة، مؤكدة: "كنت عايزة أقدم شكل مختلف للبنات، ومكنش حد مقتنع إني هعرف أعمل أكشن".
من المسرح إلى السينما.. بداية مختلفة
ولدت سماح أنور في 22 أبريل/ نيسان 1965 بالقاهرة، ونشأت في بيئة فنية، حيث كان والدها الكاتب أنور عبد الله ووالدتها الفنانة الراحلة سعاد حسين. درست اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قبل أن تتجه إلى التمثيل.
بدأت أنور مسيرتها المسرحية عام 1980 بمسرحية "قانون الحب"، من تأليف والدها، وانتقلت بعدها إلى السينما من خلال فيلم "زيارة سرية" عام 1981، قبل أن تتوالى مشاركاتها في أفلام بارزة مثل "بيت القاصرات"، "نساء خلف القضبان"، و"دموع الشيطان".
الحضور الأبرز في الدراما
في الدراما التلفزيونية، نجحت أنور في ترك بصمة مميزة من خلال أدوارها في مسلسلات مثل "رأفت الهجان 3"، "ذئاب الجبل"، "زيزينيا"، و"رجل في زمن العولمة"، إلى جانب مشاركتها في الجزء الثامن من مسلسل "ونيس والعباد وأحوال البلاد".
تعرضت أنور في أواخر التسعينيات لحادث سير مروّع أبعدها عن الساحة الفنية لفترة طويلة.
خضعت لأكثر من 40 عملية جراحية، ومرت بتجربة صحية ونفسية قاسية، حيث اضطرت إلى استخدام الكرسي المتحرك، وسط مخاوف من بتر ساقيها.
رغم انحسار الأضواء عنها في السنوات الأخيرة، عادت سماح أنور إلى الشاشة من خلال دور محدود في مسلسل "كتالوج"، الذي طُرح عبر إحدى المنصات الرقمية، وشارك في بطولته محمد فراج وريهام عبد الغفور.
زواج في الظل وكشف متأخر
وفي ما يتعلق بحياتها الخاصة، كانت أنور قد أخفت زواجها من المونتير الراحل عاطف فوزي لسنوات، وأعلنت في وقت سابق أن ابنها "أدهم" هو بالتبني، قبل أن تكشف في 2013 أن الزواج كان حقيقيًا، وأن زوجها تُوفي وهي حامل، ما دفعها إلى إخفاء الأمر حفاظًا على خصوصيتها.
رغم اختفاء أعمالها من الفضاء الرقمي، لا تزال سماح أنور حاضرة في وجدان الجمهور، كأحد أبرز الوجوه التي كسرت النمط وقدّمت نموذجًا مغايرًا للفنانة المصرية. ويبقى غيابها عن الإنترنت لغزًا مفتوحًا، لا ينتقص من حضورها الفني المتجذر في ذاكرة الدراما والسينما العربية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز