معرض للفنان الراحل سمير رافع.. المطارد بآفة النسيان
معرض استعادي للفنان التشكيلي المصري الراحل سمير رافع بعنوان "الخبيئة" يستدعي سمفونيته السريالية التي طالما ارتبطت بمشروعه الفني
يتجدد حضور الفنان المصري الراحل سمير رافع من خلال معرض استعادي جديد له بعنوان "الخبيئة" يستدعي سمفونيته السريالية التي طالما ارتبطت بمشروعه الفني.
المعرض يستضيفه جاليري "بهلر" بالقاهرة، ويضم نحو 32 اسكتشا نادرا للفنان التشكيلي الراحل سمير رافع رسمها خلال فترة معيشته في باريس في الثمانينيات من القرن الماضي، تتناول أغلبها بورتريهات وحركات جسدية تتراوح بين الشعور بالحرية وأخرى تُطل منها مشاعر الأسر والضيق.
وحسب القومسيور العام لجاليري بهلر الفنان سامح سعيد، فإن هذا المعرض يعد إعادة اكتشاف للفنان المصري الراحل سمير رافع، وقال في كلمته لـ"العين الإخبارية" إن اختيار عنوان "الخبيئة" للمعرض يُحيل لأكثر من معنى؛ من ذلك أنه يكشف عن أعمال كانت مختبئة وتظهر للمرة الأولى بعد رحيل رافع رسمها في باريس، وكذلك يحيل إلى أن الفنان عادة ما يكون أكثر حُرية في رسمه للاسكتشات، وهو ما يظهر من خلال اسكتشات رافع التي كانت أكثر اقترابا من روحه الفنية.
ويتابع سامح سعيد قائلا: سمير رافع يعد أحد أبرز الفنانين المصريين ومؤسس السريالية الشعبية، التي حاول من خلال أعماله أن ينتقل من السريالية من مفهومها النخبوي إلى التعبير عن وعي البسطاء.
وأكد أن التجربة التي يقدمها المعرض تعكس حالة نفسية فريدة مر بها الفنان الراحل تختلف كثيرا عن جميع التجارب الفنية التي خاضها طيلة حياته، حيث عزف بخطوطه سيمفونية مشاعر معقدة ومتشابكة في علاقات الرجال والنساء بصبغة ذاتية خاصة برافع.
وإلى جانب الاسكتشات يقدم المعرض عددا من اللوحات لرافع، منها لوحة تُصور إطلالة على برج إيفل الفرنسي، تظهر بها انفعالاته الباريسية بالمكان الذي قضى فيه فترة حاسمة من عمره، كما يقدم المعرض لوحات للفنانة الفرنسية الراحلة مادلين زربي وهي ثلاثة بورتريهات رسمتها سمير رافع، وتبدو بها ملامح رافع بمسحة فرعونية.
يتيح المعرض الاطلاع على كتاب الفنان التشكيلي الدكتور عبدالرازق عكاشة الذي تناول فيه علاقته وانطباعاته الفنية والإنسانية عن الفنان الراحل سمير رافع، وهو كتاب يحمل اسم "ذكريات وأعمال سمير رافع"، نقرأ من أول سطور فصله الأول على لسان عكاشة قوله: "صعدت سلم الطائرة المتجه من باريس إلى القاهرة، وأنا غارق في أفكاري، ملتحف بعض ذكرياتي مع صديقي الكبير جدا، الطويل القامة، العظيم الهامة الدكتور سمير رافع، الذي كنت أجلس معه فأشعر بأنني أمسك التاريخ بين يدي وأتلمس بأناملي قصصه وحكاياته.. أقرأ له فأزداد علما ومعرفة وسعادة لم يحصل عليها أحد من قبل".
ويشير قومسيور جاليري "بهلر" سامح سعيد إلى الدور الأكبر للفنان التشكيلي عبدالرازق عكاشة في مد الجاليري بهذه المجموعة الخاصة لأعمال سمير رافع، موضحا أن عكاشة كان رفيقا لرافع في تلك الفترة بباريس وظل مرافقا له حتى رحيله بالعاصمة الفرنسية في 2004 مشيرا إلى أنه "لولا احتفاظ عكاشة بها لاندثرت هذه الأعمال مثل أعمال كثيرة اختفت له أثناء فترة اعتقاله بالجزائر في أواخر عقد الستينيات من القرن الماضي".
ويعد الفنان التشكيلي الراحل سمير رافع أحد أبرز رواد السريالية المصرية في الأربعينات ويرجع له الفضل في تأسيس حركة الفن المعاصر المصرية ولد في القاهرة عام 1924 وغادر إلى باريس عام 1954 طلبا لدراسة تاريخ الفن بجامعة السوربون، ومنذ ذلك الحين لم يعد إلى مصر إلا شهرا واحدا عام 1964، ومن بعدها عاش فترة مأساة في الجزائر إذ تم اعتقاله هناك ليغادر منها مطلع السبعينيات إلى باريس مجددا ليستكمل مسيرته الحافلة بالرسم والنحت والتي تميزت بتنوع الخامات وتجسد حالة مأساة الاغتراب والحنين إلى الوطن لدرجة جعلت بعض النقاد يصفونه برائد السريالية الشعبية المصرية.
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA== جزيرة ام اند امز