"عقوبات صارمة ودبلوماسية حازمة".. العتيبة ونسيبة يدقان ناقوس الخطر ضد الحوثيّين
عرت دبلوماسية دولة الإمارات فضائح الحوثي أمام العالم، بأقلام بعثتها في واشنطن والأمم المتحدة، لتطلع المجتمع الدولي على فظائع المليشيات.
وحثت الأقلام الدبلوماسية المجتمع الدولي على ضرورة التحرك ضد إرهاب الحوثي، مقدمة الأدلة على تورط المليشيات في زعزعة استقرار المنطقة، في إرهاب دولي عابر للحدود، ومنتهك لجميع الأعراف والقوانين، حان وقت ردعها بدبلوماسية صارمة، وعقوبات حازمة.
وتحت عنوان "افرضوا عقوبات صارمة ودبلوماسية حازمة لعزل الحوثيين في اليمن"، كتب يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، مقالا مشتركا مع السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مشيرين فيه إلى أن المتطرفين وداعميهم يهاجمون رؤية جديدة لمستقبل سلمي للشرق الأوسط.
وقال المسؤولان الإماراتيان في مقالهما إن المتطرفين الحوثيين أطلقوا وابلًا جديدا من الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة المسلحة، على مواقع مدنية في دولة الإمارات، يوم الأحد، وفي ثالث هجوم لهم خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضاف المقال أن الدفاعات الجوية لدولة الإمارات والولايات المتحدة، أُسقطت معظمها، فيما تمكن البعض من المرور في وقت سابق من يناير/كانون الثاني، لتسقط بمحيط مطار أبوظبي الدولي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مقيمين؛ هنودا وباكستانيين أبرياء.
وكان يمكن أن تكون المأساة أكبر -يقول مقال العتيبة ونسيبة- حيث يمر أكثر من 32 ألف مسافر دولي عبر المطار يوميًا، ويعيش أكثر من 65 ألف أمريكي في دولة الإمارات، من بين أكثر من 8 ملايين مقيم أجنبي من كل الدول تقريبا.
وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأكثر من 120 دولة، ومنظمات دولية تلك الأعمال الإرهابية.
ورأى الدبلوماسيان الإماراتيان في مقالهما أن الإدانة تعكس الإجماع العالمي على أن تجاهل الحوثيين للخسائر المدنية واستهداف البنى التحتية المدنية هو تهديد للسلام والأمن الجماعي.
وقال العتيبة ونسيبة إن دولة الإمارات، مثل الولايات المتحدة وأي أمة ذات سيادة، ستتخذ جميع التدابير اللازمة، المتناسبة والمتسقة مع القانون الدولي، للدفاع عن نفسها من مزيد من الهجمات، مشيرين إلى أن التهديد الذي يشكله الحوثيون وغيرهم من الأطراف المتطرفة والجهات الفاعلة من غير الدول القادرة على الوصول إلى الصواريخ بعيدة المدى وتكنولوجيا الطائرات المسيرة هي أزمة تلوح في الأفق.
ما المطلوب؟
ويتطلب احتواء عدوان الحوثيين -بحسب العتيبة ونسيبة- ضغطا دبلوماسيا واسعا، وعقوبات أمريكية ودولية أشد صرامة، وجهودا مكثفة لمنع انتشار الأسلحة، وتطوير ونشر أوسع نطاقا للتدابير المضادة الفعالة.
وكأولوية عاجلة، رأى المسؤولان الإماراتيان أنه يجب على واشنطن إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأمريكي، موضحان أن هذا من شأنه المساعدة في عرقلة إمداداتهم المالية والأسلحة بدون تقييد المساعدات الإنسانية لليمنيين.
وفي فبراير/شباط الماضي، رفعت الولايات المتحدة الحوثيين من قائمة الإرهاب لتشجيعهم على الحد من الأعمال العدائية.
وبدلًا من ذلك، أصبحت المليشيات أكثر عدوانية، وصعدوا عنفهم ضد الأهداف المدنية. وعلى مدار العام الماضي نهب الحوثيون مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، واختطفوا الموظفين المحليين، وقصفوا عن عمد مستودعا للمساعدات الإنسانية في اليمن، واستولوا على سفينة في البحر الأحمر تحمل إمدادات طبية، وفق ما ذكّر به المقال.
وأشار العتيبة ونسيبة إلى رفض الحوثيين المشاركة في عملية السلام أو لقاء مبعوثي الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة، ومضاعفتهم لهجماتهم الصاروخية على المدن والبلدات في المملكة العربية السعودية.
الدبلوماسيان حملا الحوثيين المسؤولية عن الأزمة الإنسانية في اليمن، مذكرين بأن بانتهاكهم لاتفاقيات الحد من الأعمال العدائية.
ونوه المسؤلان في مقالهما بأن وثائق أممية جديدة أظهرت أن الحوثيين حولوا مسار المساعدات وجوعوا العائلات والمجتمعات التي يعتبرونها غير موالية بشكل كاف.
وأكد العتيبة ونسيبة أن دولة الإمارات، خلال كل ذلك، كانت وستظل واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية إلى اليمن، مشددين على ضرورة وقف إمدادات الأسلحة إلى الحوثيين.
ووجد تقرير صدر مؤخرًا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن إيران تزود الحوثيين بأسلحة غير مشروعة بما ينتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وخلال الشهور الأخيرة، صادرت البحرية الأمريكية آلاف الأسلحة المتجهة على الأرجح من إيران إلى اليمن. كما كان حزب الله يشارك الخبرة الصاروخية والطائرات المسيرة.
وقال العتيبة ونسيبة في المقال إن هناك حاجة أيضًا لقدرات أفضل لمضادات الصواريخ والطائرات المسيرة، لافتان إلى أن منظومات الدفاع "باتريوت" و"ثاد" حالت دون وقوع خسائر أكبر في الأرواح خلال الضربات التي وقعت في يناير/كانون الثاني.
وبين الدبلوماسيان أن دولة الإمارات ستكثف تعاونها مع الولايات المتحدة، لتوسيع وتحسين هذه المظلة الوقائية لنفسها، وللأصول الأمريكية بالمنطقة، وحلفاء الخليج الآخرين.
وسائل عزل الحوثيين
العتيبة ونسيبة أشارا إلى أنه يمكن لمزيد من الضغط الدبلوماسي، والعقوبات، والإنفاذ البحري عزل الحوثيين ووقف تدفق الأموال والأسلحة، لافتان إلى أن دولة الإمارات أوقفت مشاركتها القتالية وسحبت جميع قواتها البرية من اليمن عام 2019.
وبالعمل مع المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة والولايات المتحدة، نعتقد -يقول الكاتبان- أنه يمكن إحلال السلام في اليمن عبر السبل السياسية، وليس العسكرية.
ورأى كاتبا المقال أن ذلك يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار، غير أن الحوثيين لا يوافقون، وبدلًا من ذلك يتهربون من المحادثات ويطلقون صواريخ بعيدة المدى، ويستخدمون تكتيكات إرهابية ضد اليمنيين لتغذية آلة الحرب الخاصة بهم، وإطالة أمد الحرب.
وتحدث تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق عن نمط من العنف الجنسي، والتعذيب، وتجنيد الجنود الأطفال، والاستخدام العشوائي للألغام الأرضية في المناطق المأهولة بالسكان.
وقال العتيبة ونسيبة في المقال إن الحوثيين صنفوا نفسهم في الأساس إرهابيين، ويجب على الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل أمة مسؤولة ومنظمة دولية أن يفعلوا نفس الشيء.
ورأى المسؤولان أن مسيرات الحوثيين وصواريخهم تستهدف دولة الإمارات، لكن غرضهم الحقيقي شيء آخر، مؤكدين أن الشرق الأوسط يتغير، و"سئم الناس الصراع والانقسام".
وتابعا: "الحوثيون وداعموهم يهاجمون رؤية جديدة لمستقبل يتبلور في الإمارات وبشتى أنحاء المنطقة – التعايش بين الأديان، وتمكين المرأة، والفرص الاقتصادية، والمشاركة العالمية".
واختتم العتيبة ونيسبة مقالهما بالقول: "بينما ندافع عن دولة الإمارات وحياتنا، نحن مصممون على خفض التوترات وخلق مستقبل مفعم بالأمل"، مضيفين أن "بدء الإمارات روابط مباشرة مع إسرائيل خلق فرصا جديدة... نعمل على توسيع نطاق جهودنا الدبلوماسية بشتى أنحاء المنطقة من أجل الحوار وخفض التصعيد. إن خفض إطلاق النار والمزيد من النقاش هو السبيل الوحيد لبناء منطقة الشرق الأوسط الذي نريده جميعا".