هل تتحايل إيران على العقوبات عبر العملات الرقمية وبلوك تشين؟
تصريحات رسمية تكشف عزم إيران اللجوء إلى العملات الرقمية وتقنية بلوك تشين بالتزامن مع العقوبات الأمريكية.
كشفت تصريحات أدلى بها مسؤولون إيرانيون عن عزم طهران اللجوء إلى العملات الرقمية المشفرة، وتقنية "بلوك تشين" المعروفة بكونها سجل المعاملات فى العملة الافتراضية الأشهر "بيتكوين".
وتتزامن تلك المحاولات الإيرانية مع عودة سريان العقوبات الأمريكية الاقتصادية ضد النظام الإيراني، بسبب سياساته العدائية بالمنطقة، حيث تشمل الحزمة الأولى من عقوبات واشنطن التي بدأت الثلاثاء، منع طهران من الحصول على الدولار.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية مهتمة بأخبار التكنولوجيا، من بينها موقع "ديجياتو"، عن محمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني، أن هناك جلسة مشتركة ستعقد قريبا مع مسؤولي البنك المركزي، للتباحث مجددا حول العملات الرقمية، وتقديم مقترحات لإرساء سياسة جديدة، على حد قوله.
ولفت الوزير الإيراني، على هامش جلسة حكومية، إلى أن تلك الجلسة المشتركة ستعقد بناء على أوامر من الرئيس الإيراني حسن روحاني، لافتا إلى أنه من المقرر مناقشة قرار البنك المركزي الإيراني الذي يقضي بحظر تداول جميع العملات الرقمية، وتجريمها.
ويعد "جهرمي"، بحسب "ديجياتو"، ضمن مناصري استخدام العملات الرقمية المشفرة في إيران، باعتبارها تتمتع بإمكانات كبيرة، ويمكن استخدامها وسيلة لتخطي المشكلات المرتبطة بالعقوبات الدولية، والمصاعب التي يعانيها القطاع المصرفي الإيراني.
واعتبر وزير الاتصالات الإيراني (38 عاما)، أحد أصغر أعضاء حكومة روحاني سنا، أن إدخال تقنية "بلوك تشين" إلى بلاده من شأنه إحداث تغييرات على مستوى السياسة والاقتصاد، لافتا إلى أن تلك التكنولوجيا ستكون لها آثار مستقبلية في جميع أنحاء العالم، بحسب قوله.
ويبدو من تصريحات "جهرمي" أن الأزمة التي تعتري البدء في استخدام العملات الرقمية المشفرة داخل إيران حاليا هي العقبات القانونية الخاصة بها، لافتا في حديث سابق لوسائل إعلام محلية إلى أن استخدامها سيكون بشكل قانوني، حال اتخاذ قرار بصددها.
وعلى صعيد متصل، كشفت منصة إخبارية مهتمة بتغطية أخبار العملات الرقمية تدعى "ميهن بلوك تشين"، أن لجنة الأوراق المالية والاستثمار بالغرفة التجارية في طهران عقدت اجتماعا رسميا بحضور خبراء ومتخصصين، لبحث سبل اللجوء إلى العملات الرقمية داخليا.
ونقلت منصة "ميهن بلوك تشين"، التي يديرها خريجو كليات تكنولوجية بجامعة طهران، عن علي سنجنيان، رئيس اللجنة، أن هناك اتجاها نحو استخدام العملات الرقمية المشفرة في ظل الظروف الراهنة بعد العقوبات التي تفرض ضغوطا اقتصادية مضاعفة على إدارة قطاع الأعمال المحلي، بحسب قوله.
واعتبر "سنجنيان" أن استخدام العملات المشفرة قد يقتصر على إجراء عمليات الاستيراد والتصدير، لافتا إلى أن القرار بصددها لا يزال موضع مزيد من البحث داخل أروقة الحكومة في طهران.
وتشهد الأسواق الإيرانية أزمة حادة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في مايو/أيار الماضي، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية بسبب سياسات طهران العدائية بالمنطقة.
واندلعت احتجاجات وإضرابات واسعة النطاق مؤخراً، اعتراضاً على تفاقم أزمات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية في مختلف أقاليم إيران، غير أن حكومة طهران لم تجد حلولاً إزاء تصاعد التذمر الشعبي سوى استخدام لغة القوة.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز