سانتياجو برنابيو.. أعاد ريال مدريد من الموت فخلده إلى الأبد
قصة سانتياجو برنابيو الرئيس التاريخي الذي أعاد نادي ريال مدريد من الموت فخلده التاريخ من خلال ملعب الفريق الملكي.. تعرف على التفاصيل.
125 عاماً تمر على ميلاد سانتياجو برنابيو، اللاعب والمدير والرئيس السابق لنادي ريال مدريد الإسباني، والذي أطلق اسمه على ملعب النادي ليصبح ضمن أشهر رؤساء الأندية في تاريخ كرة القدم.
ما فعله برنابيو في مدريد لم يكن مجرد رحلة لرئيس نادٍ نجح في جلب مجموعة من أهم اللاعبين العالميين ليقود الفريق لتحقيق سلسلة من الألقاب، ولكنها قصة مكتملة الأركان حولت شخصا عاديا إلى أسطورة هي الأبرز في تاريخ النادي الملكي.
برنابيو تولى رئاسة الريال على مدار 35 عاماً، وتحديدا منذ عام 1943، وبعيداً عن أن هذه المدة كانت تاريخية في سجل رؤساء نادي العاصمة الإسبانية، فإنها كانت مليئة بالأحداث الاستثنائية التي جعلته يختلف عن أي رئيس أخر.
البعث من الموت
وتولى برنابيو رئاسة النادي العاصمي بعد أزمة نشبت على خلفية مواجهة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو عام 1943، والتي انتهت بفوز الفريق الملكي 11-1 في إياب نصف نهائي الكأس، مما نتج عنه إعفاء رئيسي الناديين من منصبيهما، ليتولى برنابيو رئاسة الريال في 11 سبتمبر/أيلول عام 1943 خلفاً لأنطونيو بيرالبا.
عند توليه رئاسة الريال، كان النادي يعاني من عدة أزمات اقتصادية، إضافة إلى أنه كان قد تعرض للسرقة في أعقاب الحرب الأهلية، وتم نهب بعض الكؤوس من خزينة النادي.
عمل برنابيو على 3 أصعدة، تدعيم النادي فنياً، بناء ملعب الفريق الذي أطلق عليه اسمه لاحقاً في 1955، وإعادة هيكلة النادي إدارياً بما عرف لاحقاً بالهيكل التنظيمي للأندية المحترفة، حيث بات هناك فرق مستقلة في كل لعبة لها الجهاز الفني المسؤول عنها.
أول "جلاكتيكوس"
طموح الرئيس المدريدي جعله يتعاقد مع مجموعة من أفضل لاعبي العالم في خمسينيات القرن الماضي، على رأسهم ألفريدو دي ستيفانو، ليكون أول فريق يضم لاعبين من عدة قارات حول العالم.
النادي ضم الأسطورة المجرية فرينتس بوشكاش وكارلوس سانتيانا وخوانيتو وغيرهم، وهي الكتيبة التي قادت الريال للهيمنة على دوري أبطال أوروبا في بداياتها الأولى في الفترة من 1956 إلى 1960، قبل أن يضيف اللقب السادس في 1966.
وعلى صعيد الدوري الإسباني، فقد حققه الريال في عهد سانتياجو برنابيو 16 مرة، وهو يمثل قرابة نصف عدد ألقاب "الليجا" التي حققها الفريق (33)، بالإضافة لـ6 ألقاب أخرى لكأس الملك.
الأب المدريدي
وبينما لم يكن لبرنابيو أبناء في حياته الخاصة، تحول لاعبو "الميرينجي" إلى أبناء له، وفقا لوثائقي "الرئيس الأسطوري" الذي نشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أجزاء منه.
إيجانسيو سالازار، أحد صانعي الفيلم، قال في تصريحات للصحيفة الإسبانية: "برنابيو كان مثل والد للاعبين، لقد اشترى منزلاً لدي ستيفانو بالقرب من ملعب النادي ولم يشتر سيارة لنفسه".
وأضاف: "برنابيو دفع بوشكاش للقيام بعمل تجاري بعد الاعتزال كي لا يتعرض للإفلاس، وحاول إقناع بيري بعدم الزواج من الممثلة سونيا برونو، قبل أن يعترف اللاعب بعد الزواج منها بأنه أخطأ".
النبيل بيرنابيو
برنابيو كان شخصاً ناجحاً على صعيد البناء في مدريد، لكنه كذلك كان صديقاً وفياً، ولم يكن هناك دليل دامغ على ذلك أكبر من دعمه لمانشستر يونايتد الإنجليزي في أزمة سقوط طائرة النادي في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1958.
وأودت كارثة ميونيخ بحيوات 8 من لاعبي اليونايتد، منهم 7 ماتوا على الفور؛ وهم جوف بينت وروجر براين وإيدي كولمان ومارك جونز وديفيد بيج وتومي تايلور وليام ويليان، بينما توفي دونكان إدواردز بعد الحادث بـ15 يوماً في المستشفى.
ومن جانبه قام برنابيو بجمع تبرعات للنادي وتنظيم مباريات ودية لدعم الفريق الإنجليزي، وعند التتويج بدوري أبطال أوروبا 1958، عرض برنابيو إهداء البطولة إلى مانشستر يونايتد ولاعبيه الراحلين، بل وتقديم الكأس لليونايتد، لكن إدارة الفريق الإنجليزي رفضت العرض الرمزي.
الاسم الخالد
وفي عام 1955، وافقت الجمعية العمومية لنادي ريال مدريد على إطلاق اسم سانتياجو برنابيو على اسم الملعب الخاص بالنادي الملكي.
الملعب كان قد تم افتتاحه لأول مرة عام 1947 تحت اسم تشامارتن، قبل أن يتم تغيير الاسم بعد 8 سنوات، ليبقى حتى الآن اسما لمعقل النادي الملكي.
ولم يؤثر على هذا الاسم حتى وفاة سانتياجو برنابيو في عام 1978، والتي جاءت قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم بالأرجنتين.
وبعد تلك الوفاة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم الحداد 3 أيام، ووقف اللاعبون دقيقة حدادا على روح الفقيد في جميع مباريات المونديال.