حقيبة ساركوزي بالسجن.. سيرة يسوع ورواية «مظلوم»

سيرة ورواية تجسد قصة بريء أدين ظلما، هذا ما حمله نيكولا ساركوزي معه إلى زنزانته عقب إدانته بقضية «التمويل الليبي» لحملته الانتخابية.
وفي خطوة غير مسبوقة بتاريخ فرنسا، أودع الرئيس الأسبق، اليوم الثلاثاء، سجن «لا سانتي» بالعاصمة باريس.
فبعد إدانته في قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية عام 2007، بدأ ساركوزي تنفيذ حكم بالسجن داخل السجن ذاته الذي استقبل سابقاً أسماء بارزة في التاريخ السياسي والقضائي الفرنسي.
حقيبة السجن
وقالت إذاعة «20 دقيقة» الفرنسية إن السؤال الذي شغل الرأي العام الفرنسي لم يكن فقط عن حالته الصحية أو ظروف اعتقاله، بل: ما الذي حمله ساركوزي معه خلف القضبان؟
وفي زنزانةٍ لا تتجاوز مساحتها 11 متراً مربعاً، ووسط إجراءات أمنية صارمة، سمح للرئيس الأسبق باصطحاب كتابين فقط، كجزء من مقتنياته الشخصية القليلة المسموح بها داخل السجن.
ووفق ما كشفته الصحف الفرنسية، فإن ساركوزي اختار بعناية رمزية تكشف عن حالته النفسية والفكرية في هذه المرحلة العصيبة.
فقد اصطحب معه رواية "الكونت دي مونت كريستو"، بجزأيها، للكاتب ألكسندر دوما، تلك القصة الخالدة عن "إدمون دانتيس" الرجل الذي سُجن ظلماً قبل أن يتمكّن من الهروب ويعود لينتقم من جلاديه.
وهذا الاختيارٌ اعتبره مراقبون "إسقاطاً أدبياً" على شعور ساركوزي بالظلم السياسي والقضائي الذي يقول إنه يتعرض له.
أما الكتاب الثاني، فكان "سيرة يسوع" للمؤرخ والكاتب الفرنسي جان-كريستيان بوتيفيس، وهو عمل فلسفي-تاريخي يستعرض حياة المسيح من منظور إنساني وروحي عميق.
وهذا الاختيارٌ فُسّر أيضا على أنه انعكاسٌ لرغبة ساركوزي في التأمل والإيمان خلال فترة السجن، وربما بحثه عن معنى الغفران أو الخلاص الداخلي.
الكتابة والتأمل
وفق مصدر قريب من فريق دفاعه، فإن ساركوزي "ينوي استثمار وقته في السجن للكتابة والتأمل"، إذ يعمل على تأليف كتاب جديد يتناول تجربته السياسية والإنسانية في ضوء ما وصفه بـ"المعركة القضائية الطويلة من أجل الحقيقة".
جدير بالذكر أن سجن "لا سانتيه" في باريس يُعد أحد أشهر السجون الفرنسية وأكثرها رمزية، حيث مرّت به شخصيات بارزة من بينها الوزراء ورجال الاستخبارات والكتاب، ما يجعل وجود رئيس سابق بين جدرانه حدثاً غير مسبوق منذ عقود.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز