زنزانة فاخرة وامتيازات.. ملامح أيام ساركوزي في السجن

في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يبدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، تنفيذ حكم بالسجن لمدة 5 أيام يقضيها، في سجن لا سانتيه بالعاصمة باريس.
ساركوزي، الذي أُدين في قضية تمويل حملته الانتخابية لعام 2007 من أموال ليبية، حُكم عليه بالسجن 5 سنوات نافذة، ليصبح أول رئيس للجمهورية الفرنسية، بل وأول رئيس دولة أوروبية يدخل فعليًا السجن.
ورغم أن الحكم لا يزال قيد الاستئناف، ما يعني أن ساركوزي يبقى من الناحية القانونية مُفترض البراءة، فإن المحكمة لم تمنحه حق الانتظار في منزله إلى حين النظر في الطعن، بخلاف بعض المتهمين الآخرين في القضية.
بين "جناح فخم" وعزل تام
كما هو الحال مع جميع الشخصيات الإعلامية والسياسية، أو أولئك الذين تعتبرهم إدارة السجن معرضين للخطر المحتمل عند الاتصال بالسجناء الآخرين (نشطاء اليمين المتطرف، وضباط الشرطة، والأشخاص المتحولين جنسياً، وما إلى ذلك)، يمكن أن ينطبق خياران من الناحية النظرية على نيكولا ساركوزي.
وتدرس إدارة السجن عدة خيارات لإيداع الرئيس الأسبق: إما في الجناح المعروف بـالـ"QB4"، المخصص للشخصيات العامة والمعتَبرة "معرّضة للخطر" داخل السجون، وغالبًا ما يُطلق عليه لقب "جناح الضعفاء" أو "جناح الشخصيات المهمة (VIP)"، أو في العزل الانفرادي الكامل.
وعلى أي حال، سيكون ساركوزي وحيدًا في زنزانته، وتحت رقابة مشددة في تنقّلاته، خصوصًا أثناء الذهاب إلى الزيارة أو التريض.
ويقع جناح كبار الشخصيات في الطابق الأول من السجن، ويضم 19 زنزانة متشابهة مع ساحة مخصّصة للنزهة تتيح تجنّب التواصل مع باقي السجناء.
لكن حتى هذا "الهدوء" لا يخلو من التهكّم أو محاولات التصوير من نوافذ الزنازين الأخرى، كما يروي سجناء سابقون، من بينهم السياسي باتريك بالكاني، الصديق المقرب من ساركوزي، والذي سجن في نفس الجناح عام 2020.
وفق مصادر من مصلحة السجون، يُرجّح أن يتم عزل ساركوزي تمامًا لتجنّب أي احتكاك أو حادثة محتملة، خاصة أن اثنين من شركائه في القضية، ألكسندر دجوهري ووهيب ناصر، يقبعان حاليًا في الجناح نفسه بظروف مريحة نسبيًا
يمنح هذا الخيار ساركوزي بعض الامتيازات، مثل اتصالات هاتفية غير محدودة، 3 زيارات أسبوعية، وإعفاء من التفتيش الكامل، إضافة إلى إمكانية الطبخ الذاتي في الزنزانة.
وبعد تجديد سجن لا سانتيه عام 2019، توفّر كل زنزانة نحو 10 أمتار مربعة تشمل سريرًا ومكتبًا صغيرًا وحمامًا خاصًا ودشًّا وهاتفًا. كما يمكن للسجين استئجار ثلاجة (7.5 يورو شهريًا) وتلفاز (14.15 يورو شهريًا).
لكن حتى في هذه الظروف "المريحة"، سيبقى نشاط الرئيس الفرنسي الأسبق محدودًا للغاية: ساعة نزهة في ساحة صغيرة مسوّرة، إلى جانب إمكانية استخدام قاعة الرياضة والمكتبة بشكل فردي.
إفراج سريع؟
رغم كل ذلك، لا يُتوقّع أن تطول إقامته خلف القضبان. فبمجرد دخول ساركوزي السجن، سيتمكّن محاموه من تقديم طلب إفراج مشروط أمام محكمة الاستئناف، التي تملك مهلة شهرين للبتّ فيه، إلا أن مصادر قضائية توقعت أن يتم النظر في الملف بسرعة "استثنائية".
ويرى خبراء قانونيون أن فرص ساركوزي في الإفراج السريع مرتفعة جدًا ما لم تؤدِّ حملته الإعلامية ضد القضاء الفرنسي إلى نتائج عكسية.