"المحاسب العبقري".. رحلة ساري من البنوك إلى ملاعب كرة القدم
رحلة الإيطالي ماوريسيو ساري مدرب يوفنتوس السابق من العمل كمحاسب في البنوك إلى كتابة سطور العبقرية في ملاعب كرة القدم.. طالع التفاصيل.
بات ماوريسيو ساري حديث جميع جماهير كرة القدم حول العالم، بعد إقالته من تدريب يوفنتوس الإيطالي، عقب موسم واحد فقط من توليه المسؤولية.
وتولى ساري تدريب يوفنتوس مطلع الموسم الماضي، قبل أن يفوز مع الفريق ببطولة الدوري الإيطالي، ولكنه خسر في المقابل بطولات كأس السوبر وكأس إيطاليا، بالإضافة إلى ودع دوري أبطال أوروبا من الدور ثمن النهائي أمام ليون الفرنسي.
النتائج السلبية أنهت مسيرة ساري في يوفنتوس بالإقالة، لتكون تلك هي الإقالة الرابعة التي يتعرض لها في مسيرته التدريبية، التي امتدت على مدار 20 عاما.
"المحاسب العبقري"
ساري بدأ حياته العملية بعيدا عن ملاعب كرة القدم، وتحديدا كمحاسب في أحد أشهر البنوك الإيطالية، بنك "مونتي دي باتشي دي سيينا" في توسكاني.
الوظيفة المرموقة قادت ساري للسفر خارج الحدود الإيطالية لزيارة فروع البنك في العاصمة البريطانية لندن والسويسرية زيورخ وغيرها.
ورغم ذلك، لم يتوقف قلب ساري عن أن ينبض بكرة القدم، تلك اللعبة التي أحبها وتمنى لو مارسها منذ الصغر، دون أن توافق عائلته على منحه تلك الفرصة بسبب الدراسة.
ساري كان يلعب كرة القدم للهواة، قبل أن يجمع بين عمله كمدرب للهواة وعمله البنكي.
وفي سن الـ40، وتحديدا في عام 1999، قرر ساري أن يخرج من العالم البنكي بشكل نهائي رغم تفوقه فيه، لينتقل بشكل كامل إلى عالم كرة القدم.
بداية الرحلة التدريبية
وبدأ ساري رحلته مع مجموعة من الفرق في الدرجات الأدنى من الدوري الإيطالي، بين عامي 2000 و2012، قبل أن ينتقل أخيرا إلى القسم الأول عن طريق إيمبولي.
وفي 2015، حقق ساري النقلة الأهم في مسيرته، عندما بدأ مهمته مع نابولي، البلد التي ولد بها ولم يكن يتوقع أن يدرب فريقها وهو في سن الـ56.
رغم أن ساري حقق نجاحات مذهلة مع نابولي، تمثلت في الفوز بالمركز الثاني في الدوري الإيطالي مرتين، إلا أن رحيله كان في شكل إقالة، بسبب خلافه مع رئيس النادي.
بعد رحلة نابولي، انتقل ساري لتدريب تشيلسي الإنجليزي، الذي بقي فيه لموسم واحد، وحقق معه الدوري الأوروبي، قبل الانتقال لتدريب يوفنتوس.
الغريب في عالم كرة القدم
مسيرة ساري شهدت العديد من المواقف التي اعتبرها الكثير من المتابعين غريبة للغاية، وتعرض بسببها لانتقادات حادة، سواء من قبل مسؤولي الأندية أو جماهير الفرق.
عند إقالة ساري من تدريب نابولي، كشف أوريليو دي لورينتس، رئيس النادي، سبب الإقالة: "حين يكون لديك لاعبين لديهم شروط جزائية تتجاوز الـ60 مليون ولا تشركهم فأنت تدمر نفسك وتدمر فريقك، لا يوجد فريق يفوز ببطولة أو أكثر وهو يعتمد على 12 أو 13 لاعباً".
وخلال توليه المسؤولية الفنية لتشيلسي في موسم 2018-2019، كانت الجماهير تطالب بإقالته بشكل علني في المباريات التي تحضرها، بسبب إصراره على الاعتماد على الشباب.
ساري كان يتعرض أيضا لانتقادات حادة من قبل الصحافة الإنجليزية، خاصة عندما قام بتغيير مركز نجولو كانتي، مهندس تتويج "البلوز" بـ"البريمييرليج" في 2017، ومنحه دوراً دفاعياً أكبر، وهناك نقاد وصفوا كرته بالرتيبة والمتوقعة وعدم امتلاكه لخطط بديلة.
وفي يوفنتوس، كان ساري من المدربين القلائل الذين عمدوا إلى ترك كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، وانتقاده بشكل علني.
وعلق ساري على أداء رونالدو في 18 يونيو/حزيران الماضي، عقب خسارة نهائي كأس إيطاليا ضد نابولي، قائلا: "رونالدو ظهر مثل باولو ديبالا ودوجلاس كوستا، يفتقد للحدة ولم يقدم أفضل ما لديه".
ساري أخرج رونالدو في أكثر من مباراة لليوفي، وحتى في لقاء الجولة الأخيرة للدوري ضد روما لم يشركه، رغم أنه كان ينافس على جائزة هداف الدوري الإيطالي.
المدخن الشره الذي يتناول 80 سيجارة يومياً بحسب ما كشف لاعبين سابقين قادهم، كان غريب الأطوار على عالم كرة القدم في تلك العادة أيضاً.
في العقود السابقة كان هناك مدربين لديهم شراهة التدخين، على رأسهم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، ولكن هذا الأمر انتهى مع مرور الزمن وبات ممنوعاً.
وحتى من ظلوا يمارسون تلك العادة، كانوا بعيداً عن أعين وسائل الإعلام إلا نادراً، ومن هؤلاء ثنائي تدريبي إيطالي عملاق مثل كارلو أنشيلوتي ومارشيلو ليبي.
المشهد الأخير في مسيرة ساري مع يوفنتوس كان استثنائيا، حيث ابتسم رودي جارسيا، مدرب أولمبيك ليون الفرنسي، عقب نهاية لقاء فريقه مع اليوفي وتأهله لربع نهائي دوري الأبطال، لأنه عندما ذهب إلى المدرب المنافس لمصافحته أو مواساته، وجد نظيره على الفور قد ذهب لالتقاط سيجارة.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز