"عين الصقر" الإماراتي يغزو الفضاء السبت
"إيرين سباس" تطلق "عين الصقر" بواسطة الصاروخ "فيجا"، وتستغرق أول 3 مراحل 6 دقائق و32 ثانية بواسطة المحركات المشتعلة بالوقود الصلب.
أنهت الإمارات استعدادتها كافة لإطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" إلى مداره، السبت، من المحطة الفرنسية "جيانا" الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية الخاضعة للسيادة الفرنسية، في تمام الساعة 1 و 53 صباحا بتوقيت جرينتش.
ومرت الاستعدادات لإطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" بمراحل عدة، إذ استغرق تصنيعه 4 سنوات، وجرى شحنه من مدينة تولوز إلى جويانا الفرنسية مطلع يونيو/حزيران، ثم باشر الفريق الفني الإماراتي تجهيز القمر للإطلاق عبر إجراء سلسلة من الاختبارات.
وتضمنت مراحل اختبارات ملاءمة القمر على حامل القمر، واختبارات سلامة القمر، وتزويد القمر بوقود الهايدرازين، والأعمال المشتركة بين القمر والصاروخ، وتغليف القمر بغطاء الحمولة، ودمج القمر على الصاروخ، ومرحلة الجاهزية النهائية للإطلاق.
من المقرر إطلاق "عين الصقر" بواسطة الصاروخ "فيجا" التابع لشركة "إيرين سباس"، وتستغرق أول 3 مراحل من الإطلاق 6 دقائق و32 ثانية، ويجرى تنفيذها بواسطة المحركات المشتعلة بالوقود الصلب "بي 80، زيفيرو 23، زيفيرو 9".
بينما تجرى المرحلة الرابعة عن طريق وحدة الارتفاع والتوجيه العلوي "AVUM"؛ لتوجيه القمر إلى مداره على ارتفاع 611 كيلومترا، ثم ينفصل عن الصاروخ بعد 57 دقيقة من الإطلاق.
صمم القمر "عين الصقر" لتوفير تغطية عالمية لمدة 10 سنوات قادمة للاستخدام العسكري والمدني، ويتميز بأنه مزود بنظام تصوير عالي الوضوح والدقة، وبمجرد دخوله إلى مداره المنخفض حول الأرض على ارتفاع 611 كيلومترا تقريبا، يبدأ عمليه التقاط صور فضائية للأرض، وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز الاستطلاع الفضائي.
كما يتميز بأنه يكمل 15 دورة على الأرض بشكل يومي، ويجري استلام الصور مباشرة على المحطة الأرضية التابعة لمركز الاستطلاع الفضائي، عن طريق محطات قطبية تسهم في سرعة وصول الصور.
ويمتلك "عين الصقر" محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم، وتستخدم صور القمر في مجالات المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والتخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.
كما يخدم هذا القمر القوات المسلحة في توفير صور وخرائط عالية الدقة تساعدها في تحقيق مهامها بكل كفاءة واحترافية.
وبإطلاق "عين الصقر" تسجل الإمارات إنجازا نوعيا جديدا يعزز من مكانتها كمركز للأقمار الصناعية المتقدمة، إذ يصبح هذا القمر الـ4 لأغراض الرصد الذي تمتلكه الدولة؛ ليرتفع عدد الأقمار الصناعية للدولة إلى 10 أقمار، ومن المتوقع أن تبلغ 12 في 2020.
يضيف هذا الإنجاز الجديد إلى خبرات الإمارات في مجال الأقمار الصناعية التي توظف لأغراض مدنية وعسكرية، إذ كان لها السبق قبل سنوات في إطلاق مشروع "الياه سات"، الذي يعد أول مشروع من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني في منطقة الشرق الأوسط، ويركز على نقل المعرفة والخبرة الفضائية، إضافة إلى شراء الأنظمة وصناعتها.
ويعزز نجاح الإمارات في مجال الأقمار الصناعية من تنافسيتها على خارطة الدول المتقدمة، بعد أن أصبح امتلاك برامج الفضاء والقدرة على الانخراط في مجال تصنيع الأقمار الصناعية أهم مؤشرات قياس قوة الدول وتطورها المعرفي والتقني في عالمنا المعاصر.
كما أن الانخراط الناجح في مجال الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء بوجه عام بات جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني والأمن القومي لدولة الإمارات، لأن هذه المجالات ترتبط بشكل وثيق بالتقدم في العديد من المجالات الأخرى، المدنية والعسكرية، من ثم فإنها تمثل إضافة حقيقية لقوة الدولة الشاملة.
واستطاعت الإمارات أن ترسخ من مكانتها ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء منذ إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية منتصف 2014، إذ إن إنجازاتها لا تتوقف، كونها تمتلك طموحات وآمالا كبيرة ليس لها حدود، وتمضي بخطى واثقة وثابتة نحو تحقيق أهدافها.
في أكتوبر/تشرين الأول 2018 دخلت عصر التصنيع الفضائي الكامل بإطلاق "خليفة سات"، والآن تستعد لإطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" إلى مداره السبت، وتواصل جهودها الحثيثية لإرسال أول مسبار إماراتي "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ في 2021، الذي يتزامن مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها.
وتطمح الإمارات إلى إيصال البشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة من خلال مشروع "المريخ 2117"، الذي يتضمن برنامجا وطنيا لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف المريخ، لبناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر خلال مائة عام.
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز