«شاهد صامت» يكشف حجم التوغل الإسرائيلي البري بغزة
لم يكن الـ30 من أكتوبر، يوما عاديا، في تقويم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففيه تحركت عقارب الساعة نحو مسار جديد في المعركة
فأمس الإثنين، تحركت الدبابات والجنود الإسرائيليون، في الظلام وفي وضح النهار، ودخلت إلى أطراف بعض الأحياء شرقي غزة، ووصلت إلى الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب في الجيب الذي يبلغ طوله 25 ميلا، قبل أن تتراجع مئات الأمتار.
وما بين التقليل من حجم هذا التوغل الذي لم يدم طويلا، والإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب التي اندلعت في السابع من الشهر الجاري، ظهر شاهد صامت على الصراع الذي يتكشف، مؤرخا رحلة عشرات المركبات المدرعة وهي تتسلل من الحدود إلى الضواحي الحضرية لمدينة غزة.
مسرح التوغل البري
صورٌ التقطتها شركة "بلانيت لابز" التجارية للأقمار الصناعية، كشفت حقائق الهجوم البري الإسرائيلي.
وتُظهر الصور التي تناقلتها وسائل إعلام عالمية بينها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قوة عسكرية إسرائيلية مكونة من عشرات المركبات المدرعة تقطع الحقول الزراعية المفتوحة شمالي وشرقي مدينة غزة، وتتجمع عند أطراف بعض الأحياء.
وكان شهود عيان أفادوا "العين الإخبارية" أمس الإثنين، بأن الدبابات الإسرائيلية، وصلت إلى أطراف حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، وقامت بقطع شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط المدينة وشمالها مع وسط وجنوب القطاع.
ولم يكن ذلك التوغل البري السريع،. هو الأول في مسار الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، إذ بدأت الأخيرة منذ الجمعة الماضية توسيع نطاق هجومها البري، دون أن تتحدث عن "اجتياح بري كامل".
والمنطقة المبينة في الصور هي واحدة من ثلاثة اتجاهات تحركت فيها الدبابات الإسرائيلية والمركبات الأخرى باتجاه غزة، أكبر مدينة في القطاع الذي يتكون من خمس محافظات.
وشوهدت صفوف من الآليات المدرعة على الطريق الرئيسي "صلاح الدين" الممتد من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وكذلك في الزاوية الشمالية الشرقية من القطاع، في بلدة بيت حانون.
لكن الصور التي تم التقاطها، تكشف أيضا حجم الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي، في الحقول الزراعية والمنشآت السكنية.
إذ ظهرت المباني التي كانت في يوم من الأيام مراكز الحياة الصاخبة، تتعرض لأضرار بالغة أو تم طمسها بالكامل.
كما يمكن رؤية الحُفر، وبقايا الغارات الجوية والقصف المتواصل، وقد طبعت مشهد المدينة، في مواجهة تشهد على العنف العشوائي للحرب.
وفي الكرامة شمال قطاع غزة، تم تجريف الحقول والمباني خلال الأيام التسعة الماضية.