دماء جباليا تثير أسئلة عن قنابل إسرائيل في غزة

عادة ما يتم تجهيز القنابل بمجموعات توجيه تسمى ذخائر الهجوم المباشر المشترك، مما يحولها من قنابل غبية إلى أسلحة دقيقة.

لكن تحليلا أجرته صحف غربية تساءل بشأن ما إذا كان استخدام ثمة هدف عسكري يستحق إلقاء قنابل زنة طن في قلب منطقة مأهولة بالسكان.

• قبر في غزة.. رحلة بحث مضنية عن المثوى الأخير
  

وكشف التحليل أن إحدى المناطق السكنية التي تعرضت للقصف الشديد، ويبلغ عرضها نصف كيلومتر تحتوي على نحو 100 حفرة.

ورصد التحليل الذي أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية لصور الأقمار الصناعية لشمال قطاع غزة في أعقاب القصف العنيف أكثر من 1000 حفرة يمكن رؤيتها من الفضاء ضمن مساحة 10 كيلومترات مربعة تقريبًا، يصل حجم بعضها إلى 45 قدمًا (13.9 مترًا).

ووفقا للتحليل، خرج مستشفى واحد على الأقل وثلاث مدارس في المنطقة عن الخدمة، بسبب قصف المنطقة القريبة منها على ما يبدو، وسويت المباني الأخرى في الصورة الملتقطة في 30 أكتوبر/تشرين الأول، بالأرض وتحولت إلى أنقاض.

ونقلت الصحيفة عن الحكومة الإسرائيلية قولها إنها أطلقت أكثر من 8000 قذيفة على غزة، وهو ما يتجاوز ما استخدمته الولايات المتحدة خلال عام من عملياتها في أفغانستان.

في السياق ذاته، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إسرائيل استخدمت "ثاني أكبر القنابل في ترسانتها" في حربها على قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل استخدمت ما لا يقل عن قنبلتين تزن كل منها 2000 رطل (أي 907 كيلوغرامات)، خلال غارة جوية يوم الثلاثاء الماضي على مخيم جباليا، وفقاً لخبراء، وتحليل أجرته الصحيفة.

ويبلغ عرض الحفرتين الناتجتين عن الانفجار 12 مترا، وهي أبعاد تتفق مع الانفجارات تحت الأرض التي قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة، في التربة الرملية الخفيفة.

استخدام إسرائيل مثل هذه القنابل ليس بالأمر غير المألوف، إذ تستخدمها معظم الجيوش بشكل منتظم، ويمكن استخدامها لاستهداف البنية التحتية تحت الأرض، لكن انتشارها في منطقة كثيفة السكان ومكتظة بالسكان مثل جباليا أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأهداف المقصودة لإسرائيل تبرر عدد القتلى المدنيين والدمار الذي تسببه ضرباتها.

عادة ما يتم تجهيز القنابل بمجموعات توجيه تسمى ذخائر الهجوم المباشر المشترك، مما يحولها من قنابل غبية إلى أسلحة دقيقة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

يتراوح وزن القنبلة الوحيدة الأكبر حجماً في ترسانة الجيش الإسرائيلي ما بين 4500 إلى 5000 رطل (أكثر من 2 طن وربع).