مسيرات جرحى السترات الصفراء.. رد غاضب في الأسبوع الـ12 على عنف الشرطة
المظاهرات تهدف إلى وضع حد للقوة المفرطة التي تستخدمها قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات
في حلقة جديدة من مسلسل الاحتجاجات التي تشهدها المدن الفرنسية، يحتشد متظاهرو "السترات الصفراء" في الشوارع والميادين للسبت الـ12 على التوالي، ولكن هذه المرة ضد عنف قوات الشرطة من خلال فعاليات احتجاجية أبرزها "مسيرة كبرى للجرحى" في باريس.
- سبت جديد لـ"السترات الصفراء" بفرنسا في مواجهة "الأوشحة الحمراء"
- بالصور.. "الأوشحة الحمراء" تتظاهر ضد "السترات الصفراء" بباريس
ورغم مرور نحو 15 يوما على بدء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "النقاش الكبير" يبدو أن هذا النقاش لم يهدئ من غضب المحتجين، وسط مخاوف من حدوث أعمال عنف تزامنا مع تجمعات متوقعة في كل أنحاء فرنسا.
وغداة قرار مجلس الدولة، أعلى هيئة للقضاء الإداري في فرنسا، السماح بمواصلة استخدام الكرات الوامضة في فض المظاهرات، قرر المحتجون الذين بدأوا تحركاتهم أساسا ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة تنظيم "مسيرة كبرى للجرحى" في العاصمة الفرنسية لحظر الكرات الوامضة والقنابل المسيلة للدموع.
وأطلق عناصر حركة "السترات الصفراء" دعوات عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتظاهر من أجل "وضع حد للقوة المفرطة التي تستخدمها الحكومة لإسكات الاحتجاج"، وإلى أن يجلبوا "ضمادات للعين وغيرها وتلطيخ ستراتهم الصفراء بالأحمر"، في إشارة إلى الدم.
وينوي المتظاهرون في باريس وليون (وسط الشرق) ومونبيلييه (جنوب) خصوصا إدانة اللجوء إلى الكرات الوامضة -- الرصاص غير القاتل الذي استخدم أكثر من 9200 مرة منذ بدء لحركة الاحتجاجية والمتهم بالتسبب بجروح خطيرة بما في ذلك لأحد قادة "السترات الصفراء" جيروم رودريغ.
وقالت مجموعة من الناشطين: "لنجردهم من السلاح" إن 20 شخصا أصيبوا بجروح خطيرة في العين منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وتجري إدارة الشرطة 116 تحقيقا في هذا الشأن، يتعلق 10 منها بجروح خطيرة في العين، حسبما ذكر مصدر في الشرطة.
وأحصت السلطات أكثر من 1900 جريح من المتظاهرين وأكثر من 1200 من أفراد قوات الأمن.
وفي مواجهة الجدل، اعترف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الجمعة بأن هذا السلاح يمكن أن "يجرح" ووعد بمعاقبة "التجاوزات"، لكنه دافع عن استخدامه "لمواجهة مثيري الشغب".
ولا يمكن التكهن بحجم تجمعات السبت الثاني عشر بعد مشاركة 69 ألف محتج السبت الماضي و84 ألفا السبت الذي سبقه، حسب أرقام وزارة الداخلية، ولكن المتظاهرين يحتجون باستمرار على هذه الأرقام ويتهمون وزارة الداخلية بالتقليل من حجم التعبئة.
وتشهد المدن الفرنسية، يوم السبت من كل أسبوع، موجة جديدة من احتجاجات "السترات الصفراء" التي بدأت شرارتها في فرنسا 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتراضا على رفع الضرائب على المحروقات.
ومنذ انطلاقها، فشلت الحكومة الفرنسية في احتواء الأزمة، حيث رفض المحتجون دعوتها إلى إخلاء الميادين والتقاطعات والانسحاب من الطرق، وشككوا في جدية تعهد رئيس الوزراء في تنفيذ التدابير الاجتماعية التي أعلنها ماكرون في أقرب الآجال، لاحتواء الاضطرابات التي يصفها مراقبون بأنها الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.