الانقسامات تضرب"السترات الصفراء" بفرنسا.. وشعبية ماكرون تتحسن
حركة "السترات الصفراء" تشهد خلافات داخلية جديدة بعد القطيعة بين زعيميهما التاريخيين أريك درويه وبريسيليا لودوسكي
ضربت الانقسامات صفوف حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية في فرنسا، إذ عارض بعض أعضائها المشاركة في الانتخابات الأوروبية تحت اسم "تجمع المبادرة الوطنية".
وبرر هؤلاء معارضتهم بأنهم انخرطوا في المظاهرات لمطالب اقتصادية وليس للتحزب والانتقال لفعل سياسي، وذلك في وقت أظهرت فيه استطلاعات رأي تحسن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
- سبت جديد لـ"السترات الصفراء" بفرنسا في مواجهة "الأوشحة الحمراء"
- "السترات الصفراء" يتظاهرون للأسبوع العاشر.. وماكرون يواصل الحوار
كما تشهد صفوف الحركة الفرنسية خلافات داخلية جديدة بعد القطيعة بين زعيميهما التاريخيين أريك درويه وبريسيليا لودوسكي.
وأدى إعلان إنجريد لافافاسير وهايك شاهينيان وهما من "السترات الصفراء" الأربعاء عن لائحة "تجمع المبادرة الوطنية" للانتخابات الأوروبية في مايو/أيار المقبل إلى هذه الانقسامات.
وقالت لافافاسير، الجمعة، إن "الهدف ليس الذهاب إلى بروكسل في حد ذاته، بل الاندماج في السياسة كقاعدة عامة".
ورد عليها ياسين بولايكي من ليون: "إذا كانت حركة السترات الصفراء تشكك في النظام خصوصا القائم في أوروبا، فلا يمكن أن تكون جزءا منه".
ويتمثل التحدي بالنسبة للمحتجين الذين تستمر تجمعاتهم ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة كل سبت منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن يظلوا قادرين على استقطاب الشارع الفرنسي.
وبدأ مئات من محتجي "السترات الصفراء"، السبت، يوما جديدا من الاحتجاجات في فرنسا رغم الانقسامات، مبدين تصميما على مواجهة ماكرون الذي تحسنت شعبيته بعد 10 أيام على بدء نقاش وطني واسع لمعالجة الأزمة.
وتجمع صباح اليوم " السبت الـ11" عدة مئات من "السترات الصفراء" بالشانزليزيه، حيث قطعوا حركة المرور، ونزلوا إلى الجادة باتجاه الباستيل مرورا بالجمعية الوطنية.
وشهدت المظاهرات التي جمعت أكثر من 20 ألف متظاهر، بعض المواجهات مع استمرار الاحتجاج في العديد من المدن الفرنسية.
وأحصت وزارة الداخلية 22 ألف متظاهر في فرنسا عند الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (13,00 ت.ج)، مقابل 27 ألف متظاهر الأسبوع الماضي في الوقت نفسه.
وخفتت وتيرة التحرك في باريس التي اجتمع فيها 2500 شخص هذا الأسبوع، مقابل 7 آلاف الأسبوع الماضي.
وفي وسط باريس، اندلعت بعض المواجهات في ساحة الباستيل ذات الأهمية الرمزية، ومركز تجمّع العديد من مواكب "السترات الصفراء"، ما دفع قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخرطوم مياه لإبعاد متظاهرين كانوا يرمون مقذوفات على الشرطة في شارع قريب من الساحة.
وأطلقت الشرطة من جديد الغاز المسيل للدموع، وتم التحقيق مع 22 شخصاً في العاصمة الفرنسية.
"ليلة صفراء"
كما نظمت تجمعات أخرى خارج باريس، ففي ستراسبورج تجمع ما بين 200 و300 متظاهر أمام البرلمان الأوروبي قبل التوجه إلى وسط المدينة.
وفي مونبيلييه، جنوبا، تجمع 100 محتج وسط المدينة و50 عند تقاطع طرق يحتلونه منذ بداية التحرك.
وفي النورماندي، غربا، تجمع محتجون صباحا، بينما في باريس يشارك المحتجون لاحقا في "ليلة صفراء" تمتد من الساعة 16,00 إلى 21,00 بتوقيت جرينتش في ساحة الجمهورية، حيث جرت تجمعات لمواطنين تحت شعار "وقوفا في الليل" في 2016.
في المقابل، وغداة السبت الـ11، يتظاهر ناشطو "الأوشحة الحمراء" الأحد في إطار "مسيرة جمهورية دفاعا عن الحريات" من أجل إسماع صوت "الغالبية الصامتة" والدفاع عن "الديمقراطية والمؤسسات".
ولأول مرة وبقرار من وزير الداخلية كريستوف كاستنير ستكون قوات الأمن مجهزة إضافة إلى بنادق "الرصاص الدفاعي" المثيرة للجدل، بكاميرات من أجل مزيد من "الشفافية" في استخدام هذا السلاح غير المميت والذي قال محتجون إنه خلف إصابات خطيرة في صفوف بعضهم.
وأشارت المحكمة الإدارية بباريس الجمعة؛ ردا على شكوى تقدمت بها رابطة حقوق الإنسان ونقابة "سي جي تي"، إلى الكاميرات الجديدة كمبرر لرفض تعليق استخدام قوات الأمن لبنادق "الرصاص الدفاعي".
وكانت السلطات أحصت 84 ألف متظاهر في آخر سبتين مع استعادة التحرك زخمه بعد عطلات عيد الميلاد ورأس السنة.
وتشهد المدن الفرنسية، يوم السبت من كل أسبوع، موجة جديدة من احتجاجات "السترات الصفراء" التي بدأت شرارتها في فرنسا 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ اعتراضا على رفع الضرائب على المحروقات.
ومنذ انطلاقها، فشلت الحكومة الفرنسية في احتواء الأزمة، حيث رفض المحتجون دعوتها إلى إخلاء الميادين والتقاطعات والانسحاب من الطرق، وشككوا في جدية تعهد رئيس الوزراء في تنفيذ التدابير الاجتماعية التي أعلنها ماكرون في أقرب الآجال، لاحتواء الاضطرابات التي يصفها مراقبون بأنها الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز