السفير السعودي بلندن: لا بدّ من استجابة دولية لوقف أنشطة إيران الخبيثة
السفير السعودي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود سلَط الضوء على جهود المملكة في إحلال السلام بالشرق الأوسط.
استعرض السفير السعودي بلندن، الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود، جهود الإصلاح وتحديث المملكة، الهادفة لإحلال السلام بالشرق الأوسط.
وطالب الدبلوماسي باستجابة دولية حازمة، تعمل على وقف أنشطة إيران الخبيثة في أنحاء المنطقة.
وفي مقال نشرته، الإثنين، صحيفة "تلجراف" البريطانية، اعتبر الدبلوماسي السعودي، بمناسبة احتفال السعودية باليوم الوطني الـ88، أن هذا هو وقت التغيير الديناميكي بالمملكة، وأن تحديثها يستهدف إحلال السلام بالمنطقة.
وأضاف "نتعرض للانتقاد في كثير من الأحيان لعدم التحرك بالسرعة الكافية، لكننا نخطو خطوات كبيرة نحو أن نصبح مجتمعا عصريا نابضا بالحياة، ويتمتع باقتصاد متنوع وقادر على المنافسة".
ومثالا على القرارات الريادية في مسار التحديث، تطرق الدبلوماسي، على سبيل المثال، إلى قرار رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات، معتبرا أن فيه "فتحا لفرص اقتصادية هائلة للمملكة".
- المعارضة الإيرانية تدعو مجلس الأمن لطرد الحرس الثوري من سوريا
- الخارجية الأمريكية تدرس تصنيف "الحرس الثوري" إرهابيا
وبمعرض حديثه عن العقبات التي واجهت جهود البناء والتحديث، قال: "عارضت بعض العناصر المتشددة تعليم الفتيات في مجتمعنا، لكن في الوقت الراهن، يتخرج عدد أكبر من النساء من الرجال من الجامعات السعودية، بل إن دراسة لمؤشر "جيه. والتر تومسون" للنساء نشرت في يوليو/تموز الماضي، أظهرت أن النساء السعوديات من بين النساء الأكثر ريادة في العالم".
وأشار إلى تحول مستمر قاد نحو اضطلاع المملكة بدور سياسي رائد في المنطقة: "وهي بالفعل أكبر اقتصاد في المنطقة، وفي عام 2020 ستكون المملكة أول بلد شرق أوسطي يستضيف قمة مجموعة العشرين".
وذكر أنه "قبل أسبوعين فقط، شهدت المملكة أيضا التوقيع في جدة على اتفاقية سلام بين إثيوبيا وإريتريا، اللتين لم تتمكنا من تسوية خلافاتهما الكبيرة منذ اندلاع الحرب في عام 1998، وجاء ذلك بعد فترة مكثفة من الوساطة السعودية".
إيران عنوان خراب
وأشار السفير السعودي إلى أن المملكة "تواجه تحديات التأثير الإيراني الخبيث والمزعزع للاستقرار، وتحارب من أجل ضمان استمرار بلدان المنطقة في احترام النظام القائم على القواعد الدولية". لافتا إلى أن جهود المملكة تتجلى في لبنان وسوريا وفلسطين واليمن.
ومضى قائلا إن "السعودية تأسف بشدة لعنف الحرب الناجم عن تدخل قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث من الواضح أن الحل السياسي فقط هو الذي قد يضع حداً لها".
وأردف "على الرغم من حديثهم عن السلام، فإن أعمال الحوثيين لا تظهر التزاما جديا بحل الأزمة، فقد رفضوا حضور محادثات السلام الأخيرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف (...) ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كانوا هم ومن يدعمهم في طهران ملتزمون حقا بإنهاء هذا الصراع".
واعتبر السفير السعودي أنه "لا تزال هناك فرصة سانحة لاستجابة دولية حازمة تمنع إيران من نشر نفوذها الخبيث في كل ركن من أركان المنطقة، من تنظيم حزب الله الإرهابي الذي يضيق الخناق ويقضي على مستقبل لبنان، إلى القوة الاقتصادية والعسكرية التي ألقتها وراء نظام الرئيس السوري بشار الأسد القاتل".
وفي الوقت الذي تتحمل فيه السعودية المسؤولية في المنطقة، فإن سلوك إيران المزعزع للاستقرار على نحو متزايد في الشرق الأوسط، يعني أن نفوذ السعودية الموازن الذي يعمل كرادع هو أكثر أهمية من أي وقت مضى. وبدون ذلك، ستصبح المنطقة معادية بشكل متزايد للمملكة المتحدة، ما يهدد أسلوب الحياة البريطاني، وفق السفير السعودي.
ونوّه بأن السعودية عملت بشكل وثيق مع المملكة المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وقد تعززت العلاقة في السنوات الأخيرة.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت المملكة المتحدة والسعودية اتفاقية تعاون عسكري وأمني جديدة، وتم تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي-البريطاني، خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة في مارس/آذار 2018.
واختتم بالقول: "في ذكرى توحيدنا، نتطلع إلى التطورات المثيرة التي تشهدها المملكة الشابة والديناميكية، مع الإقرار بالمسؤولية المتزايدة لدورنا القيادي في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وضمان أمن حلفائنا الإقليميين والدوليين".