جولة ولي العهد السعودي في القارة الآسيوية تؤكد أن المملكة قادمة لا محالة إلى صدارة المشهد العالمي، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا
لا أعرف لماذا أشعر بالفخر والتباهي، ويتملكني إحساس بالفرح والسعادة، كوني سعودياً، وأنا أرى رؤساء وزعماء العالم يكسرون البروتوكولات الدبلوماسية وهم يستقبلون سمو ولي العهد بكل حفاوة وتقدير، منذ اللحظة الأولى التي يصل فيها إلى بلادهم وحتى لحظات الوداع، ولكن سرعان ما أعود وأخاطب ذاتي، وأنا أردد "لا غرابة في الأمر.. فهي المملكة العربية السعودية".
في هذه الأثناء.. طرحت على نفسي سؤالاً تقليدياً يتردد في مقابلات التوظيف الشخصية، ولكن بصيغة أخرى.. كيف ستكون المملكة بعد خمس أو عشر سنوات من الآن؟ وجاءت الإجابة بأن المملكة دولة كبيرة وعظيمة بمبادئها وقيمها وإرثها الحضاري وشعبها الوفي، ودولة هذه أوصافها تستحق أن تكون في المقدمة دائماً
تابعت عن كثب جولة سموه الأخيرة في القارة الآسيوية، وهو ينتقل من دولة إلى أخرى، محققاً لشعبه وبلاده الكثير من الإنجازات والتحالفات التي تؤكد أن المملكة قادمة لا محالة إلى صدارة المشهد العالمي، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وسيكون لها شأن لا يستهان به.
أقل ما توصف به جولة سمو ولي العهد أنها "ناجحة وبامتياز"، ليس لسبب سوى أن نتائج كل زيارة قام بها سموه إلى الدول المستهدفة تكشف عن توجهات الحكومة الرشيدة، ورغبتها الصادقة في إعادة بناء مملكة حديثة متطورة، ينعم سكانها بالرفاهية والاستقرار النفسي والمالي.
ويبقى الأهم في الأمر، وهو تلك الدول التي شملتها الجولة، وهي "باكستان" صاحبة القوة الإسلامية النووية في قارة آسيا، والهند التي تمتلك اقتصادا واعدا وتقنيات متطورة وصناعات متقدمة، إضافة إلى "الصين" المارد الاقتصادي الذي يواصل زحفه نحو المقدمة العالمية، بما يملك من خطط وبرامج وعلوم ومعارف خاصة به، ولعل في اختيار هذه الدولة دون سواها -ضمن جولة ولي العهد- يكشف عن رغبة المملكة في عقد التحالف مع الأقوياء، وأصحاب التجارب الفذة في عالم الاقتصاد والمال والسياسة، ونتاج هذا بالتأكيد دعم رؤية 2030، التي تؤكد عاماً بعد آخر أنها الحل السحري والسبيل الوحيد لإيجاد مملكة قادرة على مقارعة الدول الكبرى في العالم.
ولن نذهب بعيداً، وعلينا أن نسأل أنفسنا عن المغزى الذي أراده سمو ولي العهد، عندما وجه بإدراج اللغة الصينية ضمن مقررات ومناهج المدارس والجامعات السعودية، فسموه يريد أن يؤسس أجيالاً من الطلاب يتحدثون بلغات أهل العلم والمعرفة، وهو ما يعزز المشهد الثقافي والاقتصادي والتجاري للمملكة في المستقبل، خاصة عندما يكتمل مشروع إحياء طريق الحرير "مبادرة الحزام والطريق"، الذي أعلنت عنه بكين قبل سنوات، ويساعدها في تعزيز التجارة بينها وبين أوروبا، مروراً بأراضي المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يتطلب من السعوديين تعلم اللغة الصينية لتعزيز الشراكة مع هذه الدولة العظمى.
في هذه الأثناء.. طرحت على نفسي سؤالاً تقليدياً يتردد في مقابلات التوظيف الشخصية، ولكن بصيغة أخرى.. "كيف ستكون المملكة بعد خمس أو عشر سنوات من الآن؟ وجاءت الإجابة بأن المملكة دولة كبيرة وعظيمة بمبادئها وقيمها وإرثها الحضاري وشعبها الوفي، ودولة هذه أوصافها تستحق أن تكون في المقدمة دائماً، وهذا ما نتوقعه وننتظره، ويحدونا الأمل والتفاؤل بأن "الغد" سيكون أفضل من "اليوم".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة