العلاقة السعودية الإماراتية تختصرها تلك «الفزة» بين آباء وأبناء وأشقاء، نراها في «المحبة» التي نلمس تفاصيلها بين الدولتين.
أكثر ما يعتز به العرب هو انتسابهم لآبائهم وأجدادهم، ولذلك خصص العرب قاعدة لغوية كاملة لكلمة «ابن» و«ابنة»، ومتى توضع فيها الألف ومتى تحذف، المضحك أن مستوطنات عزمي بشارة الإعلامية، ومن تسمى بالمعارضة السعودية، ومطاريد الإخوان ومطلقات عرب الشمال العاملين في قنوات وصحف تصدر من عواصم عربية وغربية في محاولتهم الإساءة «للمحمدين» محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، ما يستخدمون عند الإشارة إليهما مصطلحي «بن سلمان وبن زايد».
يا لغباء هذا التنظيم ومن يقوده ومن يشير عليه ومن ينفذ توصياته ويروج للغته، ألا يفهمون أنهم يمدحون من حيث لا يعلمون، كيف يعرفون معنى الاعتزاز بالانتساب «لسلمان وزايد»، وهم يعيشون في أحضان دويلة يقودها عاق وابن عاق.
خلال الحفل الكبير الذي أقيم بمناسبة مناورات رعد الشمال العام 2016 في شمال المملكة، قام الشيخ محمد بن زايد مسرعاً ليفتح «قارورة» مياه للملك سلمان عندما أحس أن الملك يريدها، إنها «فزة» الابن لمن هو في مقام أبيه، فهو يرى أن من يجلس أمامه «زايد» أو مثله، وكذلك يراه الملك سلمان في مقام أبنائه الكرام.
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يقودان اليوم تحالفا استراتيجيا غير مسبوق في المنطقة، قاعدته هي ذلك الإرث السياسي والاجتماعي بين الشعبين وحكامهم الكرام، ويقف على تشارك حقيقي في السراء والضراء، عنوانه العريض «حلف لمن حالفهم أعداء من عاداهم»..
العلاقة السعودية الإماراتية تختصرها تلك «الفزة» بين آباء وأبناء وأشقاء، نراها في «المحبة» التي نلمس تفاصيلها بين الدولتين، منذ كان الشيخ زايد -رحمه الله- يغشى مناسبات المملكة في عهد الملوك خالد وفهد وعبدالله، رحمهم الله جميعاً.
هناك تشابه كبير في الظروف السياسية والمصاعب الإقليمية بين الإمارات والسعودية خلال عهدي المرحوم الشيخ زايد والملك سلمان، أدام الله عزه ومجده، وبين المحمدين «محمد ومحمد».
فكلا الشيخين الكبيرين واجها تحديات كبرى عند توليهما مقاليد الحكم في بلديهما مع اختلاف الظروف والسنين، بدءاً من خيانات لا تنتهي من الصغيرة جداً جداً جداً «قطر» وصلت حد المواجهة العسكرية بين أبوظبي والدوحة منتصف السبعينيات الميلادية، وليس انتهاء بتغولات وأحلام جار السوء في طهران.
أما «المحمدان» فهما يتمتعان بنفس الطموح ونفس الروح ونفس الأحلام لبناء بلديهما بناءً حديثاً متمدناً ينقلان به شعبيهما من خريطة العالم الثالث إلى سلم العالم الأول.
كما يتشاركان نفس الرؤية للمخاطر الإقليمية المحدقة بالجزيرة العربية، سواء أتت من تنظيمات إرهابية، أو التصدي لمشاريع تقودها أجهزة أمنية غربية بمشاركة وتسهيل من أنظمة عربية وإقليمية، إنه قدر السعودية والإمارات الذي بنته لحظات تاريخية.
ولعلنا نلقي نظرة قريبة لبعض المخاطر والمحفزات الاستراتيجية المشتركة بين السعودية والإمارات التي يؤسس لها الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد.
أولاً: مواجهة التغول لدول الإقليم إيران وتركيا، والتصدي الثقافي والسياسي لطموحاتهما في فرض هيمنتهما ووصايتهما على الفضاء الخليجي والعربي عبر عملائهما من دول وتنظيمات.
ثانيا: تفكيك المشروع الشرق أوسطي الذي تبنته أجهزة أمنية غربية لتركيع الدول العربية، الذي بدأ في مصر وحاول تنفيذ أجندته في الإمارات والبحرين والسعودية، ليكمل طوق ما يسمى بالخريف العربي.
ثالثا: الحفاظ على عروبة الجزيرة العربية، وإنهاء الأحلام «الفارسية» من إعادة حلمها بالاستيلاء على اليمن.
رابعا: تشكيل أكبر اقتصادين في الشرق الأوسط في منطقة يسكنها أكثر من مليار نسمة، يتكاملان ولا يتنافران بدءاً من إطلالة على المحيط الهندي شرقا، وانتهاء بالطريق إلى أوروبا وأمريكا غرباً.
خامسا: تطوير تحالف عسكري بمنظومة تسليح هي الأحدث والأقوى خاصة في سلاحي الطيران والبرية، يحمي أمن البلدين من المخاطر المحتملة والفعلية في منطقة هي الأكثر اضطراباً في العالم.
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يقودان اليوم تحالفاً استراتيجياً غير مسبوق في المنطقة، قاعدته هي ذلك الإرث السياسي والاجتماعي بين الشعبين وحكامهم الكرام، ويقف على تشارك حقيقي في السراء والضراء، عنوانه العريض «حلف لمن حالفهم أعداء من عاداهم»..
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة