بهذه السطحية يتحدث العطية، معتقداً بالفعل أن هذه المكالمة التي يريدها سوف تُنهي أزمة قطر.
نشرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية يوم أمس 1 فبراير 2018 حوارا مع نائب رئيس الحكومة القطرية وزير الدفاع خالد العطية، وذلك على خلفية زيارة وفد قطري واشنطن؛ لبدء حوار مع المسؤولين الأمريكيين يستهدف بالدرجة الأولى محاولة إقناع الأطراف الأمريكية بالتدخل لوضع نهاية للمقاطعة الخليجية الثلاثية تجاه النظام القطري.
يريد النظام القطري- وفق ما ورد على لسان العطية- أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مكالمة هاتفية واحدة، وأنه بعد هذه «المكالمة» سوف تنتهي الأزمة التي يعيشها النظام القطري مع جيرانه
لكن بقراءة التصريحات التي أدلى بها العطية في حوار بوليتيكو، يتبين أن ما كان يجري في واشنطن لم يكن حوارًا استراتيجيًّا مع واشنطن كما يقال، بل محاولة لاستجداء «مكالمة هاتفية» لا أكثر. يريد النظام القطري- وفق ما ورد على لسان العطية- أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مكالمة هاتفية واحدة، وأنه بعد هذه «المكالمة» سوف تنتهي الأزمة التي يعيشها النظام القطري مع جيرانه.
الصحفية الأمريكية سوزان غلاسر، التي أجرت الحوار مع العطية، سألته عن هذه المكالمة الهاتفية التي يريد من الرئيس ترامب أن يجريها؛ قالت له: إلى من يجب أن تُجرى هذه المكالمة؟ وهنا تغير الجواب فجأة، إذ لم تعد المكالمة مكالمة، بل ثلاث مكالمات! أجاب العطية قائلاً: إنه مطلوب من الرئيس ترامب أن يجري ثلاث مكالمات هاتفية، في إشارة منه إلى دول الخليج الثلاث؛ البحرين والسعودية والإمارات.
بهذه السطحية يتحدث العطية، معتقدًا بالفعل أن هذه المكالمة التي يريدها سوف تُنهي أزمة قطر، متناسيا العطية -ربما- جولة وزير الخارجية الأمريكي السيد ريكس تيلرسون في منطقة الخليج إبان بدء الأزمة القطرية في محاولة لتغيير المواقف الخليجية عبر الحديث المباشر، وليس من خلال مجرد مكالمة، ثم عاد تيلرسون كما جاء، يحمل خُفي حنين بعد إصرار دول التحالف على موقفها.
ومع ذلك، فقد كان واضحًا من حديث العطية، وفقط من باب التسليم جدلاً بحديثه، أن تلك المكالمة الهاتفية أو «المكالمات الهاتفية الثلاث» لن تحدث، وهي بعيدة المنال على النظام القطري، وحتى إن حدثت فلن تؤدي إلى فك الحصار والعقوبات عنه، بل ستؤكد أن الحل لأزمة النظام القطري ليس في واشنطن، بل في الرياض!
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة