تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة ومتميزة في قراراتها، التي تخدم المجتمع السعودي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة، وتهدف إلى إرساء قواعد الطمأنينة والسلام في نفوس الأمتين العربية والإسلامية.
وما نشاهده من ديبلوماسية متميزة للمملكة العربية السعودية ومن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من زيارات واتفاقات يُسعدنا ويُبهج الجميع، وذلك كله من أجل مستقبل السعودية ومستقبل منطقة الخليج وتطورها بهمة الكبار وعزيمة الشباب.
نرى الإنجازات تتوالى، حيث رسم الأمير محمد بن سلمان تصورا واضحا للمستقبل، بات يسارع الخطى نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السعودي بصفة خاصة والخليجي والعربي بصفة عامة.
وليعلم الجميع أن أول رحلة لولي العهد كانت لباكستان فقرار الدفاع الاستراتيجي مع باكستان مدروس لذا كانت الزيارات والاتفاقيات.
وجاءت زيارة رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، للسعودية أمر محبباً لدى الجميع حيث استقبله ولي العهد وأقيمت له مراسم استقبال رسمية، وتم عقد جلسة مباحثات رسمية، وذلك تلبية لدعوة كريمة من الأمير محمد بن سلمان.
نعم هناك علاقات تاريخية هدفها التعاون الدفاعي بين الرياض وإسلام آباد منذ السبعينيات.
ولدولة باكستان علاقات مميزه مع المملكة العربية السعودية، حيث الشراكة التاريخية والمصالح المشتركة والروابط الأخوية والتضامن الإسلامي، بين البلدين إضافة إلى التعاون الدفاعي الوثيق بين البلدين.
ولاننسى أن السعودية وضعت اللبنة الأولى في علاقاتها مع باكستان، واستمرت على هذا النهج وهي تسير على خطى مدروسة ومحكمة وثابتة ومهمة لتشكل مسيرة تاريخية مميزة تحدد العلاقة وتربط بين إحدى أهم دول الشرق الأوسط، من الناحية الدينية والجيوسياسية.
بداية العلاقة
بُعيد استقلال باكستان عام1947، كانت السعودية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلالها، وكان ذلك لبنة العلاقات القوية والممتدة بين البلدين حيث يشتركان بروابط دينية، تقوم على كون المملكة قبلة للمسلمين، وباكستان البالغ سكانها 200 مليون نسمة، ذات غالبية مسلمة، ما يخلق مكانة روحية للسعودية لدى الباكستانيين.
مواقف السعودية مع باكستان
في عام 1988، أخذت باكستان على عاتقها القيام بتجارب نووية، ما دفع الغرب لفرض عقوبات على إسلام آباد، لكن السعودية وقفت في وقتها، ومدت يد العون لباكستان، وذلك من خلال تقديم دعم اقتصادي كبير، احتوى على تقديم النفط بأسعار تفضيلية.
وفي مايو (أيار) الماضي، تمكنت السعودية من نزع فتيل حرب أخذت بالتصاعد بين باكستان والهند، وهما الجارتان النوويتان، بعد أن اندلعت شرارة المواجهة على إثر هجوم شهده إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، وحملت السعودية على عاتقها مسؤولية القيام بجهود دبلوماسية، حيث تمت زيارة المبتعث السعودي عادل الجبير، الذي زار إسلام آباد ونيودلهي، وتكللت تلك الزيارة بإخماد فتيل الصراع، وتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى مواجهة نووية لا تحمد عقباها
الباكستانيون بالسعودية
يوجد عدد كبير من الباكستانيين في السعودية ينعمون بالعمل الحر ويجدون مناخاً مناسباً ومميزاً ومريحاً ما جعل الجالية الباكستانية تعد من ضمن الأكبر في السعودية، والتي تسهم في الاقتصاد المحلي من جانب، وتعزيز مستوى المعيشة لعائلاتهم في باكستان على حدٍ سواء.
الاتفاقية الدفاعية
والاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان التي وقعت مؤخرا ليست رد فعل للأزمات، وليست وليدة اللحظة، كما يتحدث عنها البعض بل هي ثمرة عقود من شراكة استراتيجية، وهي ليست مجرد توقيع على ورق، بل هو رسالةُ وفاءٍ للأمة، ووعدٌ بأن يظلّ الصفّ موحّدًا، والمستقبلُ أكثر أمانًا وعزّة بإذن الله عز وجل، ناهيك عن أنها خطوة تؤكد ثقل السعودية في صياغة توازنات الأمن الإقليمي وتضع باكستان مع السعودية معاً.
تحالف استراتيجي يكتب فصلا جديد في تاريخ المنطقة، في رسائل استراتيجية موجهة إقليميا ودوليا (المنطقة، أوروبا، الولايات المتحدة).
وهذه الاتفاقية ستغير وجه الشرق الأوسط وتعزز مستقبل الدول.
وقد وقعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك لعل أهم بند فيها هو:
أي اعتداء على السعودية هو اعتداء على باكستان والعكس صحيح، وهذا يؤكد رسم الخطوط العريضة للمنطقة.
وهذا ليس بغريب على ولي العهد السعودي فهو من وضع بصمته في تاريخ الدول.
وخلال زيارة رئيس وزراء باكستان، وقع الأمير محمد بن سلمان ومحمد شهباز شريف على "اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك" والتي لها آثارها الإيجابية.
وتهدف الاتفاقية إلى تطوير جوانب التعاون المشترك والدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء.
وتنص هذه الاتفاقية على أن أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما.
كلمة أخيرة
حقيقة الشعب السعودي والعربي يكن كلمات الشكر والوفاء لعراب السعودية وملهمها الأمير محمد بن سلمان على تلك الجهود المميزة والجبارة من أجل تحقيق الأمن لشعبه خاصة والشعب العربي والإسلامي عامة.
نعم هذه الأعمال وهذا التفكير السديد نراه على أرض الواقع ونجني ثماره.
وتبقى هذه الاتفاقية مهمة، حيث تعكس تعاونا طويل الأمد بين البلدين، وتعزز الثقة وتحقق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة