السعودية والإمارات.. تعاون يحبط مكائد الشر
الفضل في تأسيس العلاقات المتينة بين البلدين يرجع إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
تعد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة "شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة"، كما وصفها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، اللذين حرصا على توثيقها باستمرار وغرسها في ذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات نهج التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية.
وتمثل العلاقة السعودية الإماراتية صمام أمان ليس للبلدين فحسب، بل للمنظومة الإقليمية برمتها، التقرير التالي يرصد أبرز التحديات التي واجهها التعاون الثنائي بين السعودية والإمارات.
التهديدات الإيرانية
تنطبق الرؤى السعودية والإماراتية حول الخطر الإيراني بالمنطقة العربية، وظهر جليا خلال الاجتماع الأخير للجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران.
حيث أدان البيان الأخير الصادر عن اللجنة، مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع مـن داخل الأراضي اليمنية على المدن الآهلة بالسكان بالمملكة.
ونددت اللجنة بالأعمال التي قامت بها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والمتمثلة في الهجوم بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة، كما أدانت الأعمال التخريبية التي طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات وفي بحر عمان.
وعبرت اللجنة الوزارية العربية عن إدانتها للتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائها في المنطقة.
وأكدت أهمية الوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات البحرية الأخرى، سواء قامت به إيران أو أذرعها في المنطقة.
ونددت اللجنة باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.
تلك الجهود المشتركة والمواقف المتطابقة عبر مختلف الملفات والأزمات، تؤكد أن السعودية والإمارات نموذجاً يحتذى في العلاقات الدولية والشراكات المثالية، وأن تحالفهما حجر الأساس لأمن واستقرار المنطقة، وأن علاقتهما أقوى من كل محاولات ومؤامرات شق الصف بينهما.
إفشال المخطط الحوثي
أوضح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والذي تقوده المملكة العربية السعودية، مدى التنسيق والتعاون المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونجح التحالف العربي، نتيجة التنسيق المشترك بين السعودية والإمارات الفترات الماضية على تطهير عدد من محافظات اليمن من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
التعاون والتطابق في الرؤى في الأزمة اليمنية، اتضح جليا أيضا في اتفاق الرياض الذي وقع في العاصمة السعودية مطلع الشهر الجاري، بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتدشين مرحلة جديدة من وحدة الصف في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
وتم توقيع الاتفاق برعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
محاربة الإرهاب
القيادتان السعودية والإماراتية تصدرتا مواجهة الإرهاب في المنطقة وأفشلتا مشروع تنظيم الإخونجية.
وتجلى التنسيق السعودي الإماراتي في أبهى صوره من خلال وقفة رجل واحد ضد المخططات والسياسات التي كانت تريد زعزعة أمن المنطقة ولا سيما دول الخليج العربية، حيث مارس النظام القطري هذه الألاعيب لتحقيق أهدافه الخبيثة عبر الاستعانة بالجماعات المتطرفة الإرهابية وأصحاب الفكر الضال.
كما توافقت سياسات الإمارات مع السعودية في إفشال أخطر مشروع يهدد المنطقة العربية، وهو مشروع ما سمّي بـ"الربيع العربي"، وكانت رأس الحربة فيه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ووقفت الإمارات بقوة مع السعودية لإفشال تمدد الإخوان الإرهابيين بمصر وفي عدة دول عربية.
ووقف البلدان حائطا منيعًا أمام مشروع التخريب الذي تسبب بمقتل ملايين العرب، وتهجير ١٢ مليون عربي، ودمار شامل في عدة دول عربية وخسائر مالية وصلت ٩٠٠ مليار دولار.