عندما يلتقي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نعرف أن المنطقة العربية سوف تكون بخير.
فهذا اللقاء يبلور لنا أهمية السعودية ومصر في المحيط الإقليمي والدولي، باعتبارهما ميزان المنطقة، وتعاونهما هو السبيل الوحيد للاتجاه نحو الأفضل، بما لديهما من رؤى اقتصادية وسياسية مشتركة، تسهم في التنمية والازدهار والاستقرار لشعوب المنطقة.
صورة اللقاء، الذي جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ المصرية، تؤكد أن السعودية ومصر على الطريق الصحيح، وأن كل من يحاول تعكير صفو العلاقات بين البلدين هو واهم وخاسر، إذ يأتيه الرد سريعا من خلال هذه اللقاءات الأخوية، بالإضافة إلى أن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي كتبها عبر صفحته الرسمية، عن اللقاء، تحوي الكثير من قيمة المحبة والتفاهم بين البلدين صاحبي التاريخ الممتد.
فمصر من أقرب الدول العربية إلى المملكة قيادة وشعباً، ودائماً تقف المملكة مساندة للأشقاء في مصر، وهناك مواقف تاريخية تؤكد مدى اعتزاز المملكة بهذه العلاقة مع مصر، ودائما يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، وهي الجملة ذاتها تقريبا، التي يعلنها قادة المملكة بأن أمن مصر هو أمن لا يتجزأ من أمن السعودية.
لقد وقفت المملكة العربية السعودية مع مصر في حماية حدودها مع ليبيا ومساندتها لأي إجراء تتخذه مصر لحماية حدودها الغربية، الممتدة لأكثر من 1200 كم، كما أعلنت المملكة دعمها لمصر في حماية أمنها المائي، فيما تُبادل مصر المملكة الدعم في حماية حدودها مع اليمن، وتؤكد ضرورة عدم المساس بأمن السعودية واستقرارها، وكثيراً ما تُدين مصر إطلاق الحوثيين الإرهابيين للصواريخ والطائرات المسيرة، التي تستهدف المدنيين في المملكة.
مواقف مصر والسعودية تقف على جسور من التعاون في المجالات كافة، فهناك جالية مصرية كبيرة تعمل بالمملكة، وهناك أيضا استثمارات سعودية كبرى في مصر بالمليارات، علاوة على الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، والتعاون العسكري والتحالفات الاستراتيجية، فضلا عن العلاقات المتينة بين شعبي المملكة ومصر، والتي ترتكز إلى الإخوة والمحبة.
هذا التعاون السعودي المصري أدى إلى حل كثير من أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فالتوافق السعودي المصري في هذه القضية على أعلى مستوى وفقا للمبادرة العربية للسلام، التي تم إقرارها ببيروت عام 2002م، والتي قدمتها السعودية ووافقت عليها الدول العربية بالإجماع.
السعودية تقود اليوم رؤية اقتصادية كبرى سوف يكون لها انعكاساتها الإيجابية على الدول العربية، ومصر، التي شهدت طفرات اقتصادية إلى الأفضل في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أقرب الدول إلى هذه الرؤية، والسعودية بدورها تقف مساندة لهذه النهضة المصرية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة