مع استمرار جائحة كورونا بظهور تحورات متجددة للفيروس، قررت المملكة العربية السعودية قصْر حج هذا العام على 60 ألف حاج.
ويشمل هذا العدد المواطنين والمقيمين داخل المملكة، بحيث تتاح الفرصة لجنسيات متعددة لأداء المناسك، مع الالتزام بالشروط، التي وضعتها وزارة الحج والعمرة السعودية حول السنّ المسموح به لأداء الفريضة وأخذ اللقاحات المطلوبة.
وقد أوضحت الوزارة أن سلامة الحجاج وأمن بلدانهم هو محركها الأول بما يتناسب مع الحالة الصحية التي يمر بها العالم، لذا فمن الطبيعي أن تمارس المملكة مسؤوليتها للحفاظ على سلامة الحاج والمعتمر بحكم مسؤوليتها عن الحرمين الشريفين وقيادتها العالم الإسلامي.
تدرك الحكومة السعودية، وهي تضع هذه المعايير الصارمة، دورها الأخلاقي في الحفاظ على سلامة المسلمين، وتعلم أن تجمُّع ملايين الأشخاص في مكان واحد لأداء مناسك الحج قد يتحول إلى كارثة عالمية بانتشار المرض أكثر بكل أشكاله وتحوراته، ومع ذلك فلم تلجأ السعودية إلى إغلاق الحرمين تماماً، بل زادت عدد الحجيج هذا العام ست مرات مقابل العدد الذي تم السماح له بحج العام الماضي، أول أعوام الجائحة، ووضعت كثيراً من المعايير للعمرة، إذ سُمح بأداء العمرة منذ شهر أكتوبر الماضي، وتم فتح الحرمين للمصلين، وذلك بعد نحو سبعة أشهر من الإغلاق، عقب تخفيف القيود على العُمرة وفق شروط صحية.
وحاليا يؤدي ما يقرب من عشرين ألف شخص العمرة يوميا، ويصلي في الحرم المكي نحو 60 ألفا يوميا، وتقدم وزارة الحج خدماتها عبر التطبيقات الإلكترونية، مثل تطبيق "اعتمرنا"، الذي يشرح بشكل مفصل الشروط والمتطلبات الواجب توافرها لمن يريد أداء العمرة.
وتبذل المملكة في هذا الجانب كثيراً من الجهود لتجعل من العمرة رحلة آمنة تراعي قواعد الصحة ومتطلباتها في مثل هذه الظروف الصعبة، وهي جهود تجعل من أداء العمرة أمراً ميسّراً لكل معتمر من داخل وخارج المملكة.
اعتادت السعودية أن تقدم خدمات متطورة من أجل الحجاج والمعتمرين كل عام، إذ تُعتبر خدمة الحرمين الشريفين منهجاً تاريخياًّ دأبت عليه القيادة السعودية، ويدعمه الشعب السعودي بكل إخلاص، ومَن يزور الحرمين يدرك ذلك بوضوح في مشاريع عملاقة، تهدف لخدمة زوار المسجد الحرام، وينعكس ذلك على جميع المسلمين، الذين يأتون لأداء المناسك.
ومع ما يشهده العالم اليوم من تطور تقني هائل، فقد عملت الحكومة السعودية على استثمار كل تكنولوجيا جديدة في تقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين، ورغم كل الآثار السلبية، التي تركتها جائحة كورونا على العالم، فإن حكومة المملكة العربية السعودية قررت إقامة فريضة الحج هذا العام تحديا للظروف، وبأعداد أكبر من العام الماضي، وهذا يعكس بالتأكيد حجم الاستعداد وكم الخدمات والتسهيلات المراد تقديمها لحجاج هذا العام وفق إجراءات احترازية وبروتوكولات صحية، باستخدام أفضل الوسائل المتاحة وتوظيفها لخدمة ضيوف الرحمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة