السعودية والإمارات.. دبلوماسية متزنة لحل أزمة كشمير
ثقل السعودية والإمارات يؤهلهما للعب أدوار محورية في نزع فتيل الأزمات، وإرساء الأمن والاستقرار.
الثقل الذي تشكله المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في التوازنات الإقليمية والدولية، يؤهلهما للعب أدوار محورية في نزع فتيل الأزمات، وإرساء الأمن والاستقرار.
مقاربة تفرضها موازين القوى والثقل الاستراتيجي والتموضع الإقليمي، وأيضا أدوار الوساطة التاريخية التي تحفل بها سجلات البلدين في خضم واقع يتسم بالنزاعات والحروب، وهو الإطار الذي تأتي فيه زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء السعودي عادل الجبير والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الأربعاء، إلى باكستان.
زيارة وضعت على جدول أعمالها، سبل تعزيز العلاقات بين البلدان الـ3، ومناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة، والمستجدات على الساحة الكشميرية، إلى جانب الأوضاع في أفغانستان.
باكستان رحبت من جهتها، بزيارة عادل الجبير والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ، مؤكدة أن إسلام آباد حريصة على التشاور مع الرياض وأبوظبي حول المستجدات في المنطقة، وتخفيف حدة التوتر مع الهند، بسبب أزمة كشمير.
ويرى محللون أن الزيارة في هذا التوقيت بالذات تعكس مستوى ثقة كل من إسلام أباد ونيودلهي في السعودية والإمارات، وقدرتهما على الاضطلاع بوساطة من شأنها تجاوز التصعيد بين الجارتين على خلفية ضم الهند للجزء الخاضع لها من الإقليم.
ثقة لم تأت من فراغ، وإنما من العلاقات المتوازنة التي عملت الرياض وأبوظبي على بنائها مع الجارتين اللتين تشهد علاقاتهما توترات مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود.
ولا تعتبر الزيارة الحالية أولى المساعي لخفض التوتر بين الجارتين، حيث عززت زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لكل من البلدين، في فبراير/ شباط 2019، احتمالات التوصل إلى اتفاقات تهدئة بينهما لحسم جميع القضايا العالقة، وخصوصًا إقليم "كشمير" المتنازع عليه.
وفي الأول من أغسطس/ آب الماضي، تلقى ولي العهد السعودي اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي وصف المملكة بـ"الصديق الذي تثق به باكستان".
واستشهد خان في كلامه بوقوف المملكة الدائم مع باكستان في جميع المحن والأوقات الصعبة، مشددا على أن بلاده لا يمكن أن تنسى هذه المواقف إطلاقا، وفق ما نقلته في حينه وكالة الأنباء السعودية.
الأزمة بين الجارتين النوويتين تصدرت أيضا حيزا هاما من محادثات أجراها ولي العهد السعودي، خلال زيارة أجراها في فبراير الماضي، إلى كل من باكستان والهند في إطار جولة آسيوية.
وعلى هامش تلك الزيارة، قال الجبير إن "هدفنا يتمثل في محاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا".
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فلطالما دعمت حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، واستندت مواقفها الرسمية على مبدأ احترام الشؤون الداخلية للدول، واتباع ما تقتضيه الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية من دعوات لضبط النفس، والتعبير عن القلق من أي تصعيد قد يجر نحو الصراعات والحروب.
مواقف متزنة نابعة من سياسة خارجية رصينة ترنو إلى تقديم الحلول السلمية للنزاعات، درءا للدماء وحفظا للاستقرار.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أي عقب ضم الهند للجزء الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، إن بلاده تتابع بقلق تطورات الأحداث في إقليم جامو وكشمير، داعيًا إلى ضبط النفس.
وأكد قرقاش فى بيان للخارجية، ضرورة تبني الحوار للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة.
كما أعرب عن ثقة بلاده بحكمة قيادتي البلدين -الهند وباكستان- وقدرتهما على تجاوز هذه الأزمة عبر التواصل والحوار البناء وبعيدًا عن التصعيد والمواجهة.
وجاءت الدعوة للحوار بين نيودلهي وإسلام أباد على خلفية التوتر المتفجر منذ إلغاء الهند بنود المادة 370 من دستورها، بما يعني إلغاء الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" وضمها للأراضي الهندية.
وتعتبر الهند خطوتها شأنا داخليا لا دخل لباكستان فيه، وهو ما ترفضه الأخيرة، ما قاد نحو تصعيد دبلوماسي أحادي من جانبها، عبر تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الهند ووقف العلاقات التجارية معها والتعهد بالدفاع عن القضية أمام المجتمع الدولي.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز