بلدان المنطقة تنظر إلى جولات ولي العهد وتمثيله السعودية والعرب بقمة العشرين بعين ملؤها الأمل والتفاؤل بتسوية الخلافات العربية كافة.
لم تكن قمة مجموعة العشرين هذا العام في اليابان كغيرها من القمم السابقة، على الأقل بالنسبة إلى السعودية، التي تصدرت المشهد قبل انعقاد القمة وكذلك خلالها. قبل قمة أوساكا قام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارة مهمة لكوريا الجنوبية استكمالاً لخريطة التحالفات والعلاقات في هذه القارة الحيوية التي تنتمي إليها السعودية. وكانت هذه الزيارة تأكيداً للعلاقات الاستراتيجية والمتينة بين البلدين، وتضمنت توقيع اتفاقيات اقتصادية مهمة للتعاون في جوانب عدة أهمها الطاقة والصناعة.
قمة العشرين المقبلة 2020 ستكون في الرياض، وبالتأكيد اختيار المملكة لإدارة أكبر منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين الدول العظمى، هو تقدير لدورها المحوري في الاقتصاد والتجارة العالمية، وانفتاحها على الاقتصاد العالمي، ونجاحها في تعزيز تحالفاتها الاقتصادية وتنويع شراكاتها الاستثمارية وتوسيع قاعدتها الاقتصادية.
بعد أن أنهى الأمير محمد زيارة سيؤول بنجاح، توجه إلى أوساكا اليابانية ممثلاً السعودية في قمة العشرين، والتي كانت منذ بدايتها مليئة بالمواقف اللافتة. لم يفوت الزعماء الكبار الفرصة عندما سنحت للقاء القائد السعودي بداية باستقبال يليق بسموه وبالمملكة من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ثم حديث ودي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وممازحته بيده للأمير محمد عندما مر بجانبه، كلها لقطات أظهرت عمق العلاقة بين الحليفين، وصولاً إلى العناق الحار مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. ومن المواقف الجديرة بالذكر أيضاً هو تجاهل ترامب لمصافحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما تعمد الأخير الوقوف بجانبه في منصة التصوير رغم أن مكانه كان مخصصاً للرئيس الصيني.
تابع الشعب السعودي بثقة الحضور الطاغي لسمو ولي العهد، والذي أظهر السعودية بمكانتها التي تليق بها، ولأن المملكة هي العضو العربي الوحيد بالقمة، فهي بالتأكيد تمثل العرب وتنقل قضاياهم من خلال هذه القمة. لذلك تنظر بلدان المنطقة إلى جولات سمو ولي العهد وتمثيله السعودية والعرب بقمة العشرين بعين ملؤها الأمل والتفاؤل بإمكانية تسوية الخلافات العربية كافة، وذلك فعلاً ما يعمل عليه الأمير محمد بن سلمان بالتعاون مع الحلفاء لإيجاد حلول جذرية للأزمات الراهنة بالمنطقة.
وعلى هامش انعقاد قمة أوساكا، التقى سمو ولي العهد معظم زعماء قمة العشرين، أبرزهم ترامب الذي وصف الأمير محمد بالصديق العزيز، وامتدح إصلاحات المملكة الداخلية ومكافحتها للإرهاب، ليرد عليه الأمير محمد "كل ذلك تحقق بفضل إرادة الشعب السعودي"، كذلك التقى سموه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفق الطرفان على تمديد اتفاق "أوبك بلس". الملاحظ أن الأمير محمد بن سلمان عندما يمثل المملكة لحضور قمة عالمية، فإن هدفه لا يقتصر على حضور بروتوكولي لتلك القمة، بل يسعى لعقد الاتفاقيات وتعزيز التحالفات وتطوير علاقات المملكة الخارجية.
قمة العشرين المقبلة 2020 ستكون في الرياض، وبالتأكيد اختيار المملكة لإدارة أكبر منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين الدول العظمى، هو تقدير لدورها المحوري في الاقتصاد والتجارة العالمية، وانفتاحها على الاقتصاد العالمي، ونجاحها في تعزيز تحالفاتها الاقتصادية وتنويع شراكاتها الاستثمارية وتوسيع قاعدتها الاقتصادية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة