صحيفة: إيران تعهدت بوقف نشاطها المزعزع بموجب الاتفاق السعودي
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الاتفاق السعودي الإيراني يمثل انتصارا دبلوماسيا لبكين في منطقة هيمنت الولايات المتحدة لفترة طويلة على جغرافيتها السياسية.
واستقطب الاتفاق السعودي الإيراني لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذي أبرم برعاية صينية، اهتمام الصحف العالمية.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية الاتفاق بمثابة "هزة في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط"، ومؤشر على زيادة نفوذ بكين في منطقة تخلت الولايات المتحدة عنها لتحول جعلت تركيزها على صراع النفوذ مع الصين وروسيا.
كما توقعت الصحيفة أن "يضع الاتفاق عراقيل في وجه جهود الولايات المتحدة التي تسعى لتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة طهران التي تسعى لتوسيع برنامجها النووي".
وبحسب الصحيفة فإن الاتفاق "يعد منطقيا إلى حد كبير، فقد أقامت الصين علاقات اقتصادية وثيقة في السنوات الأخيرة مع السعودية وإيران، وكلاهما مورد مهم للنفط للصين والاقتصاد العالمي، لكن جهود بناء الجسور هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها بكين بشكل مباشر في الخصومات السياسية في الشرق الأوسط".
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح فكرة المحادثات مؤخرًا خلال زيارة دولة للرياض في ديسمبر/كانون الأول، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وإيرانيين قولهم إن "طهران تعهدت بموجب الاتفاق بوقف نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة وإيذاء جيرانها، بما في ذلك الهجمات التي كانت تشنها جماعة الحوثي اليمنية الإرهابية المدعومة من إيران".
وأضاف المسؤولون أن "البلدين اتفقا على إعادة فتح سفارتيهما وبعثتيهما على أرض بعضهما البعض في غضون شهرين، كما اتفقتا على عقد وزيري خارجية البلدين قمة قريبا للتوصل إلى تفاهمات أخرى".
ويرى محللون أن عودة العلاقات بين الرياض وطهران قد تحد من التوترات الأمنية الطويلة الأمد التي قسمت البلدين لعقود.
كما أن الاتفاق سيخفف العزلة الدولية التي واجهت طهران منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الخريف الماضي، وسيمثل انفراجة أيضاً في تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وأوضح محللون أن الاتفاق سيمنح السعودية مزيدا من النفوذ في المنطقة، أما تعميق الصين لمشاركتها في المنطقة فسيؤكد أنها ليست مجرد مستهلك للطاقة.
ويعتقد جوناثان فولتون، الباحث في المجلس الأطلسي، أن الصين تسعى لفرض الاستقرار في المنطقة، إذ تبنت نهجا ذكيا باستخدام دبلوماسية الشراكة الاستراتيجية، وبناء رأس مال دبلوماسي على جانبي الخليج، على النقيض من الولايات المتحدة التي تغلب جانبا على آخر، وبالتالي فهي محدودة في قدرتها الدبلوماسية".
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز