السعودية تُسخّر إمكاناتها البشرية والمادية لإنجاح الحج
الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج في مكة تعلن عن إتمام جميع الإجراءات والاستعدادات لإنجاح موسم الحج.
تهدف المملكة العربية السعودية، بشكل دائم، إلى توفير سبل الرعاية والأمن لحجاج بيت الله الحرام.
ومن هذا المنطلق تُسخِّر جميع إمكاناتها المادية والبشرية لإنجاح موسم الحج، الذي يحظى برعاية ومتابعة حثيثة من قيادتها، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية.
ومنذ عهد المؤسسِ الملك عبدالعزيز آل سعود، تأخذ المملكة على عاتقها مهمة تطوير خدمات الحج، والعناية بالمشاعر المقدسة، حيث شهِد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف توسيعات ضخمة على مستوى البناء، وتوفير الخدمات كافة.
كما شقت المملكة الطرق وشيّدت الأنفاق والجسور العملاقة في أرجاء مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتسهيل وصول الحجاج إلى الحرمين وأداء مناسك الفريضة دون عناء أو تعب، إضافة إلى ما تشهده المشاعر المقدسة من تسهيلات في توفير الأمن والسلامة، والرعاية الصحية وخدمات الاتصال.
وأعلنت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج في مكة عن إتمام جميع الإجراءات والاستعدادات لإنجاح موسم الحج هذا العام، كما باشرت تنفيذ خططها المسبقة بغية تحقيق أرقى الخدمات لوفود الحجاج، من داخل السعودية وخارجها، مع توفير الرعاية الشاملة.
وانطلاقاً من حرص المملكة على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني في السعودية جاهزيتها لمواجهة الطوارئ، والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج للعام الجاري 1440هـ، في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدّسة، عبر خطط تفصيلية، تشمل مشاركة أكثر من 33 جهة حكومية واستشارية، تساهم في تنفيذ خطة الطوارئ.
وأشارت المديرية إلى تجنيد أكثر من 17 ألفاً من رجال الدفاع المدني، يدعمهم ما يفوق 3000 آلية ومعدة متطورة، علاوة على 1500 متطوع لتوفير أعلى درجات السلامة من المخاطر لضيوف الرحمن، والتصدي لكل ما يهدّدهم في جميع أعمال ومناطق الحج، حيث خضع جميع الضباط والأفراد لتدريب نوعي، حسب المتغيرات والمستجدات التي تم رصدها.
وأكدت المملكة العربية السعودية جاهزية قيادات قوات أمن الحج، لتحقيق أمن وسلامة ضيوف الرحمن هذا العام، وتوفير مظلة الأمن والأمان والراحة والاستقرار لقوافل الحجاج، منذ وصولهم إلى منافذ الدخول البرية والجوية والبحرية حتى عودتهم إلى أوطانهم سالمين.
ويبلغ إجمالي عدد الكاميرات الموجودة في المشاعر المقدسة والحرم المكي أكثر من 5000 كاميرا، تضمن تغطيةً شاملةً لكل موقع يمر عليه الحجاج، ما يسهم في إدارة حركة الحشود ومراقبتها وتفتيتها إلى كتل بسيطة لتسهيل حركتهم.
وعلى المستوى الصحي، كثّفت وزارة الصحة السعودية من استعداداتها لموسم الحج 1440 هـ، ورفعت حالة الطوارئ بجميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
كما أصدرت تعليمات لجميع العاملين لرفع أقصى حالات الجاهزية والاستعداد، من أجل تحقيق أفضل سبل الرعاية الطبية للحجاج منذ بداية وصولهم إلى أرض الحرمين حتى مغادرتهم منها.
وتضع المملكة سنوياً مئات المستشفيات والمراكز الصحية في خدمة ضيوف الرحمن، والتي تضمّ آلاف الأطباء والممرضين، وممارسي الخدمات الصحية.
كما أعلنت وزارة الصحة السعودية، في وقت سابق، عن تجهيز قسم الطوارئ في مستشفى "أجياد"، والمراكز الصحية في الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة، استعداداً لتقديم الخدمة الصحية والعلاجية في أقسام الطوارئ والعناية المركزة، للحالات الطارئة والعاجلة والحادة.
وأشارت "الصحة السعودية" إلى تجهيز نحو 4 مراكز صحية توجد داخل الحرم، مُزوّدة بأحدث الأجهزة الطبية، والكادر المؤهل الذي يستطيع التعامل مع جميع الحالات المرضية، بما فيها حالات العناية الفائقة، لافتة إلى توزيع مراكز الطوارئ في أماكن متفرقة داخل الحرم المكي تتضمن كل من في توسعة الملك فهد بالجهة الغربية من المسجد الحرام، وبجوار باب السلام في قبو المسعى شرقي المسجد الحرام، وأيضاً في الدور الأرضي حذو باب إسماعيل، والدور الأول قرب جسر أجياد.
وفيما يتعلق بالتعامل مع الحالات الصحية الطارئة خلال موسم الحج، كشفت وزارة الصحة السعودية عن تخصيص 6 مهابط للطائرات في المستشفيات التابعة لها بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما أعدّت أسطولاً من 180 سيارة إسعاف، لنقل الحالات المرضية.
وتجنّد المملكة العربية السعودية في كل عام جميع إمكاناتها البشرية والآلية لتسهيل عملية تنقّل الحجاج في كافة المراحل، من بداية موسم الحج حتى نهايته، حيث يتم توفير آلاف الحافلات والمركبات المكيفة بغية نقل ضيوف الرحمن، كي يتمكنوا من أداء مناسك الفريضة بكل سهولة ويسر.
ويوفّر مشروع قطار الحرمين، الذي يُعدّ أحد أسرع 10 قطارات في العالم، بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وسيلة نقل آمنة وسريعة للحجاج وفق أعلى مستويات الكفاءة والمواصفات العالمية.
يضم المشروع 35 قطاراً و5 محطات في مكة المكرمة وجدة ومطار الملك عبدالعزيز (جدة)، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية (رابغ)، والمدينة المنورة، مرتبطة بشبكة كهربائية مزدوجة على طول 450 كم.
ويتكوّن القطار الواحد من 13 عربة، منها 4 عربات للأعمال، و8 عربات للاقتصادي، و1 عربة (مطعم)، بينما تبلغ سعة القطار الواحد 417 مقعداً، وتصل سرعته إلى 300 كم/س، حيث يقطع مدة الرحلة بين مكة والمدينة في غضون ساعتين و15 دقيقة تقريباً.
وفي إطار الخطط التطويرية ضمن مجال نقل حجاج بيت الله الحرام، أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً عن تخصيص أرض لمطار للحج والعمرة في مشروع الفيصلية، الذي يُعتبر امتداداً للمدينة المقدسة، ويرتبط بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.
وأطلقت المملكة عام 2017 أكبر مشروع لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، باعتماد التقنية كوسيلة أساسية لدعم جهودها في مواسم الحج والعمرة، عبر مجموعة من التطبيقات الهاتفية التي تساعد الحجيج في كل شيء، من الترجمة إلى الخدمات الطبية، مروراً بكيفية أداء مناسك الحج.
ففي المجال الصحي، توفر المملكة تطبيقيْ "اسعفني" و"علاج"، اللذين يطرحان منصات إلكترونية للخدمات الطبية، ترمي إلى تيسير حجز المواعيد والاستشارات الطبية وشراء الأدوية والأجهزة، عن طريق متجر طبي إلكتروني، مع تسهيل إجراءات الخدمات العلاجية.
كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" للترجمة، يستفيد منه الحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنجليزية، إلى جانب تطبيق الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إذ يتضمن المعلومات المكانية الخاصة بالمباني والمنشآت والطرق والشوارع والأحياء، والخدمات والمرافق العامة.
هذا إضافة إلى تطبيق "المقصد"، الذي يساعد زوار مكة في تحديد مواقعهم بدقة داخل أروقة المسجد الحرام، ومعرفة طريقهم نحو أي مكان يريدون الذهاب، وهذا التطبيق لا يحتاج إلى الاتصال بشبكة الإنترنت.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز