نظرة إلى ما قبل قفزات المخزون.. زيادة ملحوظة في إنتاج نفط أمريكا وأوبك
إنتاج أبريل هو الأعلى لـ"أوبك" منذ مارس/آذار 2019، مع استثناء التغييرات في عضوية المنظمة منذ ذلك الحين، وفقا لسجلات مسوح رويترز
شهد سوق النفط قبل أيام ظاهرة تحدث للمرة الأولى في التاريخ حيث تراجع سعر النفط الأمريكي "غرب تكساس" إلى مادون الصفر، وقد عزا المحللون هذا الانخفاض التاريخي إلى امتلاء مراكز التخزين بالخام وسط هبوط مروع في الطلب، لكن بيانات جديدة أظهرت أن الفترة السابقة على هذا الحدث شهدت أيضا زيادة في الإنتاج سواء من الولايات المتحدة أو أوبك.
وبالنظر إلى حجم الإنتاج ما قبل تخمة المخزون، نجد أن إنتاج الولايات المتحدة قفز في فبراير/شباط إلى 12.83 مليون برميل يوميا، كما أن إنتاج أوبك قفز في أبريل/نيسان الجاري إلى 30.25 مليون برميل/يوميا.
وسجل إنتاج نفط أوبك أعلى مستوى في 13 شهرا في أبريل/نيسان إذ ضخت السعودية وبعض الدول الخام بأقصى قدر مما عوض أثر انخفاضات في ليبيا وفنزويلا.
وفي المتوسط، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) 30.25 مليون برميل يوميا هذا الشهر، وفقا للمسح، بارتفاع قدره 1.61 مليون برميل يوميا من رقم معدل لشهر مارس/آذار.
وفي السياق نفسه أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير شهري، الخميس، أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع إلى 12.83 مليون برميل يوميا في فبراير/شباط من 12.75 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني، والذي جرى تعديله بالرفع بنحو 2000 برميل يوميا، قبل أيام من إجراء تصويت في تكساس (أكبر ولاية أمريكية منتجة للنفط) على خفض الإنتاج في محاولة لضبط الأسعار.
وبلغ إنتاج الخام مستوى قياسيا عند 12.87 مليون برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني لكن نمو الإنتاج توقف إذ تخفض شركات التنقيب والإنتاج المستقلة الإنفاق على أعمال الحفر الجديدة تلبية لطلب المساهمين بعوائد مالية أفضل.
وبدأ منتجو النفط في أنحاء الولايات المتحدة إغلاق الآبار منذ ذلك الحين استجابة لتراجع أسعار الخام في الوقت الذي أثرت فيه جائحة فيروس كورونا على الطلب العالمي وهددت بغمر قدرات التخزين في شتى أنحاء العالم.
وقالت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها إنه في تكساس، إن تراجع إنتاج الخام بنحو 5 آلاف برميل يوميا إلى 5.4 مليون برميل يوميا من رقم شهري قياسي مرتفع بلغ 5.41 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني.
وستقوم الجهات التنظيمية لقطاع الطاقة في الولاية الأسبوع المقبل بالتصويت على مقترح بخفض إنتاج الولاية النفطي بعد تأجيله بفعل مخاوف من تحديات قانونية.
وقفزت أسعار النفط، الخميس، مدعومة بمؤشرات على أن تخمة الخام الأمريكية لا تنمو بالسرعة المتوقعة وأن الطلب على الوقود المنكوب جراء قيود كوفيد-19 بدأ يتحسن.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط حتى 17.75 دولار للبرميل وكانت مرتفعة 9.2% بما يعادل 1.39 دولار إلى 16.45 دولار في الساعة 0640 بتوقيت جرينتش. وكان خام القياس الأمريكي صعد 22% أمس الأربعاء.
وزاد برنت 5.6% أو 1.27 دولار مسجلا 23.81 دولار للبرميل في معاملات خفيفة، نظرا لحلول أجل عقد يونيو/حزيران اليوم. وصعد العقد إلى 25 دولارا في وقت سابق من الجلسة، بعد أن ارتفع بنسبة 10% يوم الأربعاء.
وارتفع عقد خام برنت الأنشط لشهر يوليو/تموز 1.15 دولار أو نحو 5% إلى 25.38 دولار للبرميل.
وزادت مخزونات الولايات المتحدة من الخام 9 ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 527.6 مليون برميل، حسبما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما جاء أقل بكثير من زيادة قدرها 10.6 مليون برميل توقعها المحللون في استطلاع لرويترز.
ونزلت مخزونات البنزين الأمريكية 3.7 مليون برميل عن مستويات قياسية مرتفعة سجلتها في الأسبوع السابق، حيث عوضت زيادة طفيفة في الطلب على الوقود إثر انتعاش في إنتاج المصافي.
متى يتحسن الطلب على النفط؟
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للسمسرة في النفط "من المتوقع تحسن الطلب العالمي على النفط مع تخفيف إجراءات العزل العام، بقدر ما يبدو الأمر مشجعا، فإنه لن يؤدي إلى عجز في المعروض في الأشهر المقبلة".
وإنتاج أبريل/نيسان هو الأعلى لـ"أوبك" منذ مارس/آذار 2019، مع استثناء التغييرات في عضوية المنظمة منذ ذلك الحين، وفقا لسجلات مسوح رويترز. وبلغ متوسط الإنتاج من المنظمة التي كانت تضم 14 عضوا وقتها 30.32 مليون برميل يوميا.
واتفقت أوبك+ في وقت سابق من الشهر الجاري على خفض الإمدادات بمقدار قياسي 9.7 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول مايو/أيار لتعويض انخفاض الطلب الناجم عن فيروس كورونا وإجراءات العزل العام، مما يضع نهاية لفترة إغراق السوق بالخام.
وبينما بدأ أعضاء أوبك الخليجيون بالفعل كبح الإمدادات، فإن الطريق طويل للوصول إلى الهدف الجديد. وتبلغ حصة أوبك من الخفض 6.084 مليون برميل يوميا وبناء على إنتاج أبريل/نيسان، فإن الأعضاء بحاجة لخفض الإمدادات بمقدار 6.97 مليون برميل يوميا.
مستوى قياسي سعودي
جاءت الزيادة الأكبر في الإمدادات من السعودية التي ضخت خلال النفط بمستوى قياسي بلغ 11.3 مليون برميل يوميا، لكن هذا يظل أقل من المتوقع، إذ قال مصدر مطلع على السياسة السعودية إن إنتاج أبريل/نيسان بلغ 12.3 مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر في المسح إن الإمارات كثفت الإنتاج أيضا إلى 3.85 مليون برميل يوميا، وهو ما يُعتقد أنه معدل شهري قياسي لثالث أكبر منتج في أوبك، ورفعت الكويت ونيجيريا أيضا الإنتاج.
وكبح العراق، الذي تخلف عن تنفيذ التخفيضات في 2019، إنتاج الخام وفقا للمسح، بسبب تراجع الصادرات من الموانئ في شمال وجنوب البلاد. وضخت أنجولا نفطا أقل بسبب خفض جدول الصادرات.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز