السعودية تعلّق محادثات "سلام" مع إسرائيل
علّقت السعودية محادثات "سلام" مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في غزة، وفق مصدر مقرب من الرياض، على ما أفادت وكالة "فرانس برس".
وقال المسؤول السعودي المطلع على المفاوضات، في تصريح لوكالة فرانس برس، إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأمريكيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.
وقبل أكثر من أسبوع، شنّ مقاتلو حركة حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل 1,300 شخص فيها، وأعقبته حملة قصف كثيفة قتلت أكثر من 2200 فلسطيني في قطاع غزة، مع ترقب اجتياح بري إسرائيلي للقطاع المحاصر.
والشهر الماضي، قال الأمير محمد بن سلمان لمحطة "فوكس نيوز"، إنّ التطبيع بين السعودية وإسرائيل "يقترب كلّ يوم أكثر فأكثر".
وأعرب عن أمله في أن تؤدي المفاوضات مع إسرائيل "إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين".
فيما أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من منبر الأمم المتحدة أنّ بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية.
زيارة بلينكن
ويأتي الحديث عن تعليق مفاوضات السلام قبل ساعات قليلة من لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظيره السعودي بالرياض، في زيارة تأتي ضمن جولة إقليمية تشمل ستّ دول عربية.
ويجري الوزير الأمريكي زيارة للمنطقة لبحث تطورات الحرب في قطاع غزة، زار خلالها البحرين وقطر والأردن.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله: "نسعى لنزع فتيل التصعيد ووقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف: "نستنكر استهداف المدنيين ويجب معالجة الأزمة الإنسانية في غزة".
من جانبه، قال بلينكن إن "حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا أماله في المستقبل"، معتبرا أنه "من المهم حماية المدنيين ونعمل مع الشركاء لتحقيق ذلك".
دفع دبلوماسي
ومنذ أن شنّ حماس هجومها السبت الماضي، ندّدت السعودية في عدة بيانات بالسياسة الإسرائيلية التي أدت لاندلاع المواجهة.
كما أعربت عن قلقها حيال وضع المدنيين مع شنّ آلاف الغارات الجوية وتوجيه إنذار إلى السكان يدعوهم إلى مغادرة شمال غزة ما دفع بآلاف منهم للنزوح في اتجاه الجنوب في غياب ممر آمن.
وأكّدت الرياض في أول ردّ فعل لها على هجوم حماس أنه "نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".
وعملت الدبلوماسية السعودية على "وقف التصعيد الجاري" من خلال اتصالات أجراها ولي العهد ووزير الخارجية السعودي مع قادة المنطقة والعالم.
وأكّد ولي العهد السعودي الثلاثاء للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "المملكة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني"، موضحا أنه يعمل على منع "اتّساع" نطاق النزاع.
والخميس، بحث وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها" مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أول اتصال بين الزعيمين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية الصين في آذار/مارس الفائت.
وفي بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب، عبرت الرياض الجمعة عن رفضها الإنذار الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة واستهداف المدنيين.
وأكّدت وزارة الخارجية السعودية على الرفض "القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك".
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز