قائمة قطر لمكافحة الإرهاب.. فصام يدين الدوحة
الدوحة لم تفعل شيئا هذه المرة سوى أنها أدانت نفسها، مكرهة ومجبرة في ظل انسداد الأفق أمامها.
19 شخصا و8 كيانات أدرجتها قطر ضمن قوائمها للإرهاب، في خطوة متأخرة تبتلع معها مكرهة كأس إدانة ضمنية بصحة التهم المنسوبة إليها من الرباعي المقاطع لها.
جرعة بطعم الحنظل يبدو أنها كانت الخيار الأوحد أمام الدوحة في خضم تزايد الضغوط عليها من كل جانب، وإدراكها أن حيلها في استجداء عطف العالم وخصوصا الغرب منه، باءت بفشل ذريع.
- تهديدات ترامب لداعمي الإرهاب.. قطر أدركت أنها المقصودة
- قائمة قطر للإرهاب.. ثمرة زيارة محمد بن سلمان لواشنطن
لائحة تأتي بعد تعنت وتكبر وإصرار مجحف على الخطأ من قبل الدوحة، لتترجم تنازلا محرجا بالنسبة للأخيرة، وهي التي كانت حتى وقت قريب تتبجح بتفنيد ما تنسبه الدول المقاطعة لها.
«شيزوفرينيا» قاتلة
من بين الأشخاص الـ19 الذين صنفتهم قطر في قائمتها، يوجد 10 منهم سبق لدول المقاطعة إدراجهم على قوائم الإرهاب، ما يعني أن الدوحة لم تفعل شيئا هذه المرة سوى أنها أدانت نفسها، مكرهة ومجبرة في ظل انسداد الأفق أمامها، لتعترف في النهاية أمام العالم بأسره أن دعمها للتطرف يمثل جوهر أزمتها.
اعتراف فضح أشهرا من المماطلة، وكشف «شيزوفرينيا» أو فصاما حادا تعاني منه الدوحة جراء إصرارها على تكذيب أدلة أضحى العالم بشرقه وغربه يدرك صحتها وواقعيتها.
فحين تأكدت قطر أن الأدلة التي قدمتها دول المقاطعة ضدها دامغة، وشعرت أن الخناق بدأ يضيق حولها من كل جانب، وخصوصا عقب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، أدركت أنه لا سبيل للمضي قدما في درب الإنكار المسدود، لتنصاع وتخضع أخيرا بشكل لو أعلنته منذ البداية لوفرت على نفسها حرج الموقف السخيف الذي وضعت فيه نفسها اليوم.
زيارة محمد بن سلمان وإقالة تيلرسون
تطابق الرؤى بين الرياض وواشنطن حول ملف الإرهاب، والدور الإيراني المزعزع للاستقرار، وتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقاطعة الدول الداعمة للإرهاب، جميعها من العوامل التي أجبرت الدوحة على الانصياع.
فبالنظر للانسجام الطاغي على العلاقات السعودية الأمريكية، أدركت الدوحة أن فرصتها في مواصلة المماطلة، ولعب دور الضحية، بات من الأفلام الرديئة، وأن عليها الخضوع لموجة تأكدت من أن علوها لن يسمح لها بالنجاة حال أرادت تحديها.
يضاف إلى ذلك تلاشي الأزمة القطرية من الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، ما جعلها ملفا هامشيا لا يكاد يذكر، وهذا ما لم يخدم الدوحة التي كانت تعول على هالة وضجة إعلامية لتسويق أكاذيبها واستتجداء عطف العالم.
وعلاوة على ذلك، فإن المعروف هو أن وزير الخارجية الأمريكية السابق، ريكس تيلرسون، يعتبر من أشرس المدافعين عن قطر، ما يعني أن إقالته شكلت خسارة كبيرة للدوحة، وضربة قاصمة في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لها.
وبخسارته، بات من الواضح أن الدوحة فقدت حاميها في الإدارة الأمريكية، وأن رحيل تيلرسون سيفتح أبواب الجحيم عليها، وهو ما استبقته بـ"إعلان نوايا" تمثل في قائمة لم تضف لها شيئا سوى أنها أدانتها بشكل صارخ، وفندت جميع مواقفها السابقة.
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg
جزيرة ام اند امز