واشنطن والرياض بقمة العشرين.. 3 مشاهد تربك "الحمدين" وتحرج أردوغان
مشاهد ترامب ومحمد بن سلمان في قمة العشرين باليابان كشفت عن حجم العلاقات الوثيقة التي تربط الزعيمين وبلديهما.
"مصافحة ومزحة وإشادة".. 3 مشاهد بارزة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قمة العشرين، التي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية يومي الجمعة والسبت.
جسدت تلك المشاهد من جانب حجم العلاقات الوثيقة التي تربط الزعيمين وبلديهما، وشكلت من جانب آخر صفعة قوية لتنظيم "الحمدين" وإعلامه وعلى رأسه قناة الجزيرة، ولحليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وإلى جانب تلك المشاهد البارزة، اتسمت مشاركة ولي العهد السعودي في قمة العشرين بحضور طاغ كان محط أنظار وسائل الإعلام العالمية.
المشهد الأول.. ترامب يصافح بن سلمان ويتجاهل أردوغان
المشهد الأول الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان عند التقاط الصورة التذكارية للمشاركين في القمة، وكان لافتة طريقة تعامل ترامب مع كل من بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعند التقاط الصورة التذكارية، اقترب ترامب من أردوغان ثم ضرب ذراعه بخفّة، ثم تجاهله، وحين أقبل ولي العهد السعودي مد ترامب يده وصافحه بحفاوة بالغة.
وحين حاول أردوغان محادثة ترامب، أدار ظهره له مستديرا نحو ولي العهد السعودي ودار بينهما حديث ودي، في موقف أكد مراقبون أن "به إذلالا لأردوغان، ويعكس قوة العلاقة مع بن سلمان".
كما اعتبر مراقبون تجاهل ترامب لأردوغان صفعة أمريكية جديدة للنظام التركي الذي يصر على إتمام صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 متجاهلا التحذيرات والتهديدات الأمريكية.
المشهد الثاني.. ترامب يمازح بن سلمان
خلال المشد الثاني والذي حظي بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كان مقطع فيديو يظهر "مزحة" قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مع ولي عهد السعودية، قبيل بدء جلسة في قمة العشرين.
ويظهر في مقطع الفيديو قيام ترامب بلمس كتف ولي العهد السعودي خلال مروره من خلفه في طريقه إلى مقعدة بالاجتماع، والتفت الأمير محمد بن سلمان له ليعرف من ربت على كتفه، قبل أن يكتشف أنها مزحة من ترامب.
المشهد الثالث.. ترامب يشيد بولي العهد السعودي
أما المشهد الثالث بين ترامب وبن سلمان، تمثل في اللقاء الذي جمعها اليوم السبت على هامش اجتماع القمة، حيث أجزل فيه ترامب الثناء على الأمير محمد بن سلمان، وأشاد بإنجازات المملكة سواء في مجال مكافحة الإرهاب أو الانفتاح الذي تشهده واصفا ما حدث بـ"الثورة".
وشكر محمد بن سلمان ترامب على "الاستقبال الحار"، ورد على المدح بالقول: "نحن نحاول القيام بأفضل ما يمكننا لبلادنا المملكة العربية السعودية وهذه رحلة طويلة"، وأضاف: "ومعكم سيادة الرئيس حققنا العديد من الإنجازات الكبيرة على الصعيد السياسي والأمني والعسكري وبالأخص على الصعيد الاقتصادي المفيد لنمو الناتج المحلي الإجمالي وخلق الوظائف والمزيد من الأمن لبلدينا، ونأمل بتحقيق المزيد".
بدوره، قال ترامب: "شرف لي أن ألتقي ولي العهد السعودي وهو صديق فعل الكثير لبلاده"، وشدد على أهمية دور المملكة في مكافحة الإرهاب.
وقال ترامب لولي العهد السعودي: "العالم كله ممتن لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب".
وأضاف: "لقد بذلتم جهداً هائلاً في هذا المجال"، وتابع: "كل الأموال التي كانت تذهب لمجموعات لا نحبها توقفت، وأنا أقدر ذلك كثيراً، العالم كله يقدر حقًا ما فعلته السعودية في مجال مكافحة الإرهاب ومموليه".
إلى ذلك، أفاد البيت الأبيض، في بيان لاحق، السبت، بأن ترامب ناقش مع محمد بن سلمان دور السعودية في ضمان استقرار الشرق الأوسط.
إعلام الحمدين في ورطة
المشاهد الثلاثة إضافة إلى المباحثات المكثفة التي أجراها ولي العهد السعودي على هامش قمة العشرين، حظيت باهتمام لافت من قبل وسائل الإعلام العالمية، وسط إبراز الدور المؤثر والمكانة المميز للملكة العربية السعودية وقادتها، الأمر الذي أربك إعلام "الحمدين" وعلى رأسه قناة "الجزيرة".
وظهر ارتباك واضح في تغطية "الجزيرة" وإعلام الحمدين لقمة العشرين، فقبيل انطلاق القمة استبق إعلام الحمدين كعادته بحملة افتراءات وأكاذيب مكثفة، استهدفت الأمير محمد بن سلمان من جانب، ومحاولة تلميع المشاركة المرتقبة لحليفهم أردوغان من جانب آخر.
وزعمت أن أردوغان سيحمل ملفات مهمة على رأسها قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، التي تحاكم السعودية المتورطين في قتله، والتي دأب تنظيم الحمدين ونظام أردوغان على التجارة بها.
إلا أن الاحتفاء اللافت التي قوبل به لي العهد السعودي ومباحثاته المكثفة ومشاركته المثمرة، جاءت بمثابة الصفعة القوية على وجه إعلام الإرهاب ما أربك تغطيتهم الإعلامية بشكل واضح، وأبرز المكانة الكبيرة للمملكة، والدور المؤثر الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في جعلها دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي.