"بلومبرج": السعودية تلاحق الإخونجية والدور على تركيا
الأزمة بين دول الخليج وقطر أظهرت عدة تكتلات للقوى في المنطقة، حسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
أظهرت الأزمة بين دول الخليج وقطر، الممولة للإرهاب، عدة تكتلات للقوى في المنطقة، حسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية التي توقعت أن الدور سيأتي على "تركيا التي تتحالف مع قطر، وكلاهما يدعم الإخوان لأن ثمة اعتقاد بأنه إذا استسلمت الدوحة أو سقطت فإن أنقرة تصبح ضعيفة".
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت إنه بينما يحظى التحالف بقيادة السعودية بدعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الكامل، ترأست إيران ائتلافاً من أعداء الولايات المتحدة، ولكن ثمة تكتل ثالث، أكثر مرونة وصعوبة في التصنيف، وهو في صميم النزاع، ويشمل قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية، وتركيا عضو الناتو، وجماعة الإخوان التي تدعمها قطر وتركيا.
وأشارت إلى أن الجماعة التي يعود تاريخها إلى 90 عاماً، تولت السلطة لفترة وجيزة في مصر، قبل أن يثور الشعب المصري عليها ويسقطها في ثورة 30 يونيو/حزيران.
وظلت الجماعة المصنفة إرهابية، هدفاً للسعوديين والأنظمة العربية الأخرى منذ الثورات العربية في بداية هذا العقد.
ونوّهت وكالو "بلومبرج" إلى أن تلك الأجندة كانت واضحة في المطالب المقدمة إلى قطر، التي وضعت تحت العزل، وطلب منها خفض العلاقات مع إيران وإنهاء دعمها لتنظيمي القاعدة و"داعش"، التي تتصدر قوائم الإرهاب الغربية، ووقف دعم جماعة الإخوان؛ وإغلاق قناة الجزيرة الصديقة للإخوان؛ وطرد القوات التركية من قاعدتها الجديدة في قطر.
وأوضحت أن قطر يحكمها نظام استبدادي، وهي لا تسمح للمجموعات السياسية مثل الإخوان بالتدخل في شؤونها الخاصة، حتى وإن كانت ترعاها في أماكن أخرى، لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باعتباره يقدم نفسه كزعيم إسلامي منتخب، يتبنى تقارباً أعمق مع الجماعة، ويرى حزبه الحاكم نفسه نتاج نفس القوى الديمغرافية التي جلبت الإخوان إلى السلطة في مصر في ذروة الربيع العربي.
واعتبرت أن هذا هو أحد الأسباب، التي تجعل القيادي الإخونجي، عمرو دراج، يعيش الآن في إسطنبول، ولفتت إلى أنه كان وزيراً للتخطيط في حكومة الإخوان بمصر، وبعد عزل رئيسها محمد مرسي عام 2013 وسط احتجاجات واسعة النطاق ضد حكمه، اعتقل العديد من قادة الإخوان فهرب دراج إلى قطر، ثم انتقل إلى تركيا، حيث يرأس المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية في ينبوسنا، وهي ضاحية بإسطنبول ازدهرت حديثاً بعد تدفق رجال أعمال عليها.
ووفقاً للوكالة، قال دراج، إنه تلقى ترحيباً حاراً من الحكومة التركية، التي عارضت بشدة عزل مرسي في مصر، عندما تعرضت قطر لضغوط لقطع العلاقات مع الإخوان عام 2014، بعد تصنيفها في السعودية والإمارات جماعة إرهابية.
وأوضح دراج، أن "تركيا تقف مع قطر لأن ثمة اعتقاد بأنه إذا استسلمت قطر أو سقطت فإن تركيا تصبح ضعيفة".
وبحسب الوكالة، أظهرت الجماعة علامات تفتت منذ عزل مرسي في مصر، الذي أعقب سنة من حكم الإخوان الفوضوي في كثير من الأحيان، ويقول محللون، إن بعض الأعضاء المنفصلين نفذوا هجمات على قوات الأمن المصرية.
وأوضحت أن التعاطف الأيديولوجي ليس هو السبب الوحيد لترابط تركيا وقطر، ثاني أكبر مستثمر أجنبي في تركيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، التي تملك شركاتها حصصاً في قطاعات المصارف والإذاعة والصناعات الدفاعية.
من جانبه، قال أنطوني سكينر، مدير شركة "فيريسك مابليكروفت" لتوقعات الأسواق التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، إن "مخاطر بعض التداعيات الاقتصادية على الأقل آخذة في الارتفاع، وأسوأ السيناريوهات تتضمن حظراً محدوداً أو عقوبات انتقائية ضد تركيا من شأنها أن تقلل من قوة أردوغان الاقتصادية".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز