الإمارات والسعودية دأبتا على تقديم العون والمساعدة للعديد من الدول في أحداث متفرقة وكانتا في مقدمة الدول المساعدة لدعم الصحة العالمية
"السعودية والإمارات مصير مشترك" شعار ووسم تداوله مغردون إماراتيون وسعوديون في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من المناسبات الوطنية للبلدين.
ومع جائحة فيروس كورونا كوفيد19 التي تشكل خطرا يهدد البشرية جمعاء، اتخذت حكومتا البلدين فيها إجراءات احترازية ووقائية تعتبر نموذجا عالميا يُحتذى به في التدخل السريع لاحتواء أزمة كوفيد19.
دأبت الإمارات والسعودية على تقديم العون والمساعدة للعديد من الدول في أحداث متفرقة، واليوم مع جائحة فيروس كورونا، كانت الدولتان في مقدمة الدول التي هبت لمساعدة ودعم منظمة الصحة العالمية وعدد من الدول المتضررة من هذا الفيروس، استمرارا لنهجهما في العمل الإنساني منذ القدم وحتى عهدنا الحالي.
نموذجان مشرّفان يرسلان رسالة للعالم بأن العمل الإنساني انتماء للإنسانية وواجب وطني تمليه المهنة، تعبيرا عن قِيَم وأخلاقيات ومبادئ المجتمع الإسلامي العربي السعودي والإماراتي.
إن هذا العمل الجليل والموقف المشرف تضحية سيتحدث عنها التاريخ، وتتناقلها الشعوب، ويتذكرها الأحفاد، بل بالفعل بدأت أصداؤها في عدد من الدول، حيث أصبحت السعودية والإمارات حديث العالم في العمل الإنساني، وتضحية مواطنيهما من الأطباء وبقائهم للعمل في مستشفيات مكتظة بحاملي الفيروس، كذلك كانت الإجراءات الاحترازية والخدمات الصحية المقدمة في الدولتين، حديث العالم ونموذجا مثاليا يطالب به الكثيرون في بلدانهم .
لم يقف الممارسون الصحيون، خاصة الأطباء والممرضين الموجودين خارج بلادهم، عن القيام بدورهم الإنساني في خدمة الإنسانية لإنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء الذين أصابهم هذا الفيروس الخطير، حيث وجدنا العديد من الأطباء السعوديين والإماراتيين والعرب يقومون بواجبهم ويتطوعون في مستشفيات أوروبية وأجنبية، انطلاقا من واجبهم المهني والإنساني، باذلين أرواحهم فداء للآخرين، مستشعرين ضرورة تكاتف البشرية جمعاء من أجل القضاء على فيروس كوفيد 19.
وفي الوقت نفسه قرر أطباء وممرضون العودة لأوطانهم وأحبابهم، تاركين دراستهم وأعمالهم، رغبة في الشعور بالأمن والاستقرار، بينما فضل آخرون الصمود والتضحية، خدمة للإنسانية.
وكان من هؤلاء الأبطال الدكتورة الإماراتية حنان البساطة، التي تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، في قسم الأمراض المعدية، وتشرف مع زملائها على حالات كوفيد 19، حيث قررت البقاء والاستمرار في رسالتها المهنية والإنسانية في بلدها الثاني المملكة العربية السعودية .
الطبيبة السعودية نادية الغامدي، كانت كذلك موجودة ببلدها الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون مثالا آخر للعمل الإنساني، حيث بادرت بالتطوع في أحد مراكز المسح الوطني للكشف عن فيروس كورونا.
نموذجان مشرفان يرسلان رسالة للعالم بأن العمل الإنساني انتماء للإنسانية وواجب وطني تمليه المهنة، تعبيرا عن قِيَم وأخلاقيات ومبادئ المجتمع الإسلامي العربي السعودي والإماراتي.
لعلنا اليوم نستشعر هذه الكلمات "السعودية والإمارات مصير مشترك"، حيث كنا نرددها ونغرد بها في الأعياد الوطنية والمناسبات المختلفة.
أما اليوم فهي تتجسد في شعور حقيقي أثبتته مواطنتان من دولتين لهما باع كبير في العمل الإنساني، ضاربتين أروع الأمثلة في الإنسانية والبذل والتضحية والعطاء، لتثبتا للعالم بأن العلاقات السعودية الإماراتية ليست مجرد شعارات تردد في المناسبات، وإنما هي أفعال الكبار يعبر عنها المواطنون السعوديون والإماراتيون في كل زمان ومكان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة