السفارات الإماراتية في ظل أزمة كورونا أدهشت العالم وهي تترجم رؤية قيادتها أن الإنسان محور اهتمامها، لهذا لم تدخر جهدا لمصلحة مواطنيها
منذ بداية أزمة كورونا (كوفيد-19) لم توفر دولة الإمارات العربية المتحدة أي إجراء وقائي أو تدبير احترازي أو عمل استباقي إلا واتخذته، وقد لعبت سفارات دولة الإمارات في العالم أدوارا مميزة.
إن العمل الجبار الذي تقوم به سفارات الإمارات المنتشرة بالعالم أثناء جائحة كورونا وراءه وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان المهندس الذي وضع تصميم عمل السفارات الإماراتية ومهامها في كل الحالات، منها الحالة الاستثنائية التي يعيشها العالم حاليا، لا سيما في بعض الدول التي أصيبت بالشلل جراء فيروس كورونا.
إن المناهج الدبلوماسية في حاجة إلى تدريس سيرة هذا الرجل، الذي يسخر دبلوماسيته لخير الإنسان، فالشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لم يشغله عمله الدؤوب بتوجيه السفارات لأعمالهم الإنسانية في هذه الظروف عن متابعة بقية الملفات السياسية الساخنة وإجراء اتصالاته مع نظرائه في الدول الأخرى
فالسفارات الإماراتية في ظل أزمة كورونا أدهشت العالم، وهي تترجم رؤية قيادتها أن الإنسان محور اهتمامها، لهذا لم تدخر جهدا لمصلحة مواطنيها إلا وقامت به، حتى إنها لم تتردد بتذليل العقبات والعراقيل بإعادة المرضى ومرافقيهم في بعض الدول، حتى لو تطلب الأمر توفير طائرات خاصة مزودة بالمعدات الطبية ليستكملوا علاجهم في المستشفيات الإماراتية.
ولم يكن مستغربا أن نجد ذلك المواطن وهو يشكر القيادة الإماراتية في الولايات المتحدة الأمريكية على توفير سفارة الإمارات في أمريكا دقائق الأمور له، من إرسال كمامات وقفازات وقائية ومواد صحية أخرى عبر البريد، بعد أن وجد صعوبة في الحصول عليها في المكان الذي كان يوجد فيه.
وتنفيذا لأوامر رجل الإنسانية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمد يد العون لرعايا دول مختلفة في بعض الدول الذين تقطعت بهم السبل بأن يعودوا إلى أوطانهم، فإن سفارات الإمارات كانت أمام تحدٍ آخر، ففي ووهان الصينية، بؤرة مرض كورونا، كانت السفارة الإماراتية مع عملية إنسانية وهي تنقذ أرواح البشر وتنتشلهم من مستنقع الموت إلى الإمارات، وسفارات أخرى في دول مختلفة قامت بأعمال إنسانية أخرى لا تقل أهمية عن ذلك، وهي تعمل جاهدة على أن تجد الحلول لرعايا بعض الدول بعد أن وضعت أملها في سفارات هذه الدول؛ لأنها تعلم أن وراء هذه السفارات رجالا لا يترددون عن نجدة الملهوف، فتم إجلاؤهم إلى الإمارات ومنهم طلبة لدول شقيقة تم تقديم الرعاية الطبية لهم قبل توجههم إلى دولهم.
ومن المهام التي نفذتها السفارات الإماراتية في العالم متابعة المساعدات التي تقدمها الإمارات للدول المتضررة كإيطاليا، وبريطانيا، وباكستان، والأردن، وأوكرانيا، وقبرص وغيرها من الدول، وكل هذه الجهود تبذل في ظل ظروف قاسية وصعبة للغاية، مما يجعلنا نصنف عمل هذه السفارات من ضمن أعمال الخطوط الأمامية لمواجهة أزمة كورونا العالمية.
إن المناهج الدبلوماسية في حاجة إلى تدريس سيرة هذا الرجل، الذي يسخر دبلوماسيته لخير الإنسان، فالشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لم يشغله عمله الدؤوب بتوجيه السفارات لأعمالهم الإنسانية في هذه الظروف عن متابعة بقية الملفات السياسية الساخنة وإجراء اتصالاته مع نظرائه في الدول الأخرى، ولأن من سمات هذا الرجل حب العمل الإنساني فقد أسند إليه أثناء جائحة كورونا رئاسة اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات في دولة الإمارات، وفي هذه الظروف العصيبة نجد هذا الرجل المحب للعلم يتابع أعمال مجلس التعليم والموارد البشرية الذي يترأسه، لا سيما بعد تطبيق التعليم عن بُعد، وهو تحدٍّ آخر نجح فيه الإماراتيون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة